كان سباقا للدعوة إلى متابعة المجرمين الصهاينة في الجنائية الدولية
مطالب الرئيس تبون لإنصاف الفلسطينيين تتجسد في الميدان
- 154
* الملاحقة القضائية الدولية الملاذ الوحيد لتحقيق العدالة الدولية
تتزامن الاحكام التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية والتي تخص مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، مع دعوات أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال افتتاحه السنة القضائية في مثل هذا الشهر من السنة الماضية، حيث طالب برفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني في محكمة الجنايات الدولية، لإنهاء عقود من الإفلات من العقوبة التي استفاد منها هذا الكيان المحتل.
يشرف رئيس الجمهورية اليوم على افتتاح سنة قضائية جديدة ، يحرص خلالها في كل مرة على توجيه رسائل قوية بشأن مكانة القضاء في المجتمع، مع التذكير بحرص الجزائر الكبير على تعميم ثقافة احترام حقوق الانسان، حيث لم يتردد في تذكير المجموعة الدولية بالمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يعاني من كافة أشكال الاضطهاد منذ بداية طوفان الاقصى.
وفي دعوة تعد الأولى من نوعها لرئيس دولة، ناشد الرئيس تبون في نوفمبر الماضي أي بعد شهر من بداية العدوان الصهيوني السافر على غزة، أحرار العالم والخبراء القانونيين والهيئات والمنظمات الحقوقية رفع دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان ضد الكيان الصهيوني ، معتبرا هذه الدعوة تأتي انطلاقا من كون "الملاحقة القضائية الدولية الفعالة تبقى الملاذ الوحيد لأشقائنا الفلسطينيين لتحقيق العدالة الدولية واستعادة حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
واعتبر السيد الرئيس أن كل المعايير الأخلاقية والإنسانية والدينية والقانونية قد انهارت في فلسطين المحتلة أمام ما يشهده العالم يوميا من مجازر وحشية، ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الشقيق أمام مرأى وصمت عالمي رهيب.
وكانت الجزائر قد رحبت الخميس الماضي بقرار المحكمة الجنائية الدولية ، حيث أشارت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية إلى أن هذا الإجراء، الذي ما فتئت تطالب به الجزائر على لسان رئيس الجمهورية يمثل خطوة هامة وتقدما ملموسا نحو إنهاء عقود من الحصانة وإفلات المحتل الإسرائيلي من المساءلة والمحاسبة والمعاقبة.
قبل ذلك، شدد رئيس الجمهورية في عدة مناسبات، على ضرورة نزع صفة الإرهاب عن المقاومة الفلسطينية التي تناضل من أجل تحرير أرضها، مبرزا أن الجزائريين عانوا كذلك خلال ثورتهم ضد الاستعمار الفرنسي من وصف الإرهاب. وحظيت دعوة الرئيس تبون محاكمة الكيان الصهيوني بترحيب كبير على المستوى الدولي و كانت أبرز ثمارها تقديم جنوب افريقيا نهاية العام الماضي طلبا لرفع دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية تورطها في أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة.
وانضمت إلى مبادرة جنوب افريقيا العديد من الدول مما اضفى عليها الطابع الشرعي، حيث أسفرت هذه الخطوة عن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 124 عضو خلال شهر سبتمبر الماضي، قرارا يطالب بأن تنهي إسرائيل وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا، بناء على فتوى طلبتها الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات إسرائيل وممارستها في فلسطين.وبناء على تعليمات رئيس الجمهورية، لم تتوقف الجزائر باعتبارها عضو غير دائم بمجلس الأمن عن المطالبة، بإيفاد بعثة تحقيق دولية لتقصي الحقائق وضمان مساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها في قطاع غزة.