أشادوا بوعي الجالية الوطنية في الخارج.. خبراء:

مظاهرت عيد النّصر بباريس انتصار للجزائر الجديدة وانكسار للأعداء

مظاهرت عيد النّصر بباريس انتصار للجزائر الجديدة وانكسار للأعداء
  • 322
مليكة. خ مليكة. خ

أكد  المحلل والباحث الأكاديمي مصطفى  بورزامة، أمس، أن مسيرة 19 مارس التي خرج فيها المئات من الجالية الوطنية بالخارج بقوة في العواصم  الأوروبية، إنما تدل على  أن لها من القيم الوطنية ما لا يقل عما هو موجود  داخل الوطن.

قال الباحث بورزامة، في اتصال مع "المساء" إن ذكرى 19 مارس هي محطة  تستوقفنا إزاء تضحيات الجزائريين الذين انتزعوا استقلالهم بتضحيات الشهداء والمجاهدين وكل الذين ساهموا في الثورة التحريرية بالأموال أو أشياء أخرى، مضيفا أن هذا الجزائري الثائر موجود في كل فرد جزائري حر، وهي دلالة أخرى على أن الجزائريين مازالوا أحرارا و يريدون لهذا الوطن أن يتطور من خلال الانتقال من الثورة المسلّحة إلى ثورة التشييد وبناء الاقتصاد ولم الشمل الحقيقي.

وأشار محدثنا إلى أنه من بين دلالات مسيرة 19 مارس، هو نجاح تنظيم الجزائر لخمس انتخابات، حيث كانت بمثابة ضربة موجعة لكل من كان ينتظر سقوطها، غير أنها تغلبت على مخططات بعض الدول والدوائر من داخل وخارج الوطن، من الخونة الذين كانوا يريدون دائما أن يتخندقوا تحت ما يسمى بالمراحل الانتقالية من خلال ضرب القوانين حتى يفسح لهم المجال لاستهداف الجزائر لتكون بعدها تابعة للخارج. وأضاف الباحث الأكاديمي، أن هذه المسيرة تعد أيضا رسالة قوية جدا من الخارج شبيهة بالثورة التحريرية التي نجحت في نقل كفاحها إلى الخارج لتكون الجزائر بذلك أول بلد يفعل ذلك، في حين تكمن الدلالة الأخرى في كون الجزائريين نقلوا هذه الوطنية الجياشة والانتماء الذي يزداد يوما بعد يوم  إلى دعاة الفتنة و اللااستقرار، إذ يكفي أن نستدل في هذا الصدد بخطابات رئيس الجمهورية الذي كان يدعو دائما للم الشمل وتوحيد الصف، و أن يكون الشعب الجزائر  كأصابع اليد الواحدة.

وقال بورزامة، إن هذا الشعب الأبيّ يستطيع من خلال هذه المسيرة أن يبعث برسائل قوية إلى كل من يريد أن يقزّم دور الجزائر على المستوى الإقليمي إفريقيا، عربيا ومتوسطيا و عالميا، والدليل على ذلك ما صرح به ممثل  الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، خلال زيارته للجزائر عندما طالبها برمي ثقلها في الأزمة الروسية الأوكرانية لإيجاد حل لها، فضلا عن تنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، باعتبار أن الجزائر بلد موثوق فيه.

من جهته قال الخبير في الشؤون السياسية والأمنية البروفيسور إدريس عطية، إن المسيرات العارمة التي شهدتها أوروبا هي تأكيد على أن النّصر الجزائري في 19 مارس 1962، هو عنوان لكل الجزائريين  داخل الوطن وخارجه، مضيفا أن هذه المسيرات تؤكد ارتباط الجالية الجزائرية في المهجر بالوطن، وتمسكها بتوجهات الجزائر الجديدة بعيدا عن كل الضغوطات والقراءات التي تحاول أن تفصل بين الدولة الجزائرية كدولة أم و بين هؤلاء المهاجرين الذين دفعتهم الظروف للهجرة. وأضاف محدثنا أن هذه المسيرة أكدت انتماء أفراد الجالية الوطنية لوطنهم في هذه الذكرى التي تؤكد  دائما على مرجعية الدولة الجزائرية، مع التأكيد دائما على قوة المفاوض الجزائري في اتفاقيات ايفيان 1962  وبين الأجيال الصاعدة التي أبانت عن تمسكها بانتصار الجزائر وانكسار الأعداء الذين لا ينظرون بارتياح لتوجهات الجزائر الجديدة.