تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية ورؤيته الإصلاحية.. الوزير الأول:

ملتزمون بوضع أسس وقواعد بناء الجزائر الجديدة

ملتزمون بوضع أسس وقواعد بناء الجزائر الجديدة
  • القراءات: 829
أحلام  محي الدين أحلام  محي الدين

إطلاق مشروعين للتكفل بالطفولة..ترقية النشء وفق نظرة استشرافية

❊القضاء النهائي على تشغيل الأطفال واستغلالهم في التسوّل

الاهتمام باقتصاد المعرفة.. والانتقال إلى نموذج جديد للنمو الاقتصادي

رعاية المواهب وتهيئة البيئة المناسبة للإبداع والابتكار

أكد الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، أول أمس، التزام الحكومة بتهيئة كل الظروف واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بتنشئة جيل المستقبل وإعداده من أجل متابعة مسيرة التنمية المستدامة.

وأوضح السيد بن عبد الرحمان في كلمة له بمناسبة إشرافه على إحياء اليوم  العالمي للطفولة بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة، أن جهود الحكومة من أجل ترقية النشء يتم وفق "نظرة استشرافية، تتجاوز مرحلة ضمان الحقوق الأساسية إلى مرحلة التمكين وصناعة مستقبل الأجيال القادمة، سواء على المستوى الفكري، أو على مستوى رعاية المواهب وتهيئة البيئة المناسبة للإبداع والابتكار"، لافتا إلى أن "ذلك ما أكد عليه السيد رئيس الجمهورية في العديد من المناسبات، والتي أبى فيها إلا أن يكرم المبتكرين الشباب ذوي المواهب والفائزين في مختلف  المسابقات الوطنية والدولية للابتكار والإبداع".

وأضاف الوزير الأول أن تكريم رئيس الجمهورية يعد "رسالة واضحة تعبر بصدق عن توجهات الدولة في مجال الحماية والرعاية والمرافقة للمشاريع النوعية والمميزة للأطفال من ذوي القدرات والكفاءات العالية"، مبرزا بالمناسبة "التزام الحكومة، تطبيقا لبرنامج السيد رئيس الجمهورية، بوضع أسس وقواعد بناء الجزائر الجديدة والانتقـال إلى نموذج جديد للنمو الاقتصادي"، الذي يعتبر فيه رأس المال البشري "محددا رئيسا،  تبنى عليه كل مخططات التنمية على المدى البعيد".       

وبعد أن اعتبر "قوة أي دولة من قوة شبابها"، أكد الوزير الأول أن بناء رأس مال بشري كفء وقادر على  تحقيق النمو الاقتصادي والنهضة المنشودة يتطلب إعداد جيل مناسب لذلك"، قبل أن يضيف بقوله أن "تحضير رجل الغد يجب أن يكون بتنشئة طفل اليوم وتحسين رعايته الصحية وتحسين  نوعية منظومة تربيته وتكوينه وكذا شروط الترفيه الملائمة".

في هذا الإطار، تطرق الوزير الأول إلى محتوى مخطط عمل الحكومة الذي أفرد حيزا مهما لتنشئة الطفل، "باعتباره إحدى الركائز الأساسية للسياسة الاجتماعية للدولة"، مشيرا إلى أن مخطط عمل الحكومة في هذا الجانب، يهدف إلى "تعزيز حماية حقوق الطفل، عن طريق تعزيز سلامته البدنية والقضاء النهائي على تشغيل الأطفال واستغلالهم في التسول باعتماد عقوبات قانونية".

وكشف بذات الشأن، عن "تخصيص فصل كامل لتعزيز رأس المال البشري تشترك فيه برامج العديد القطاعات الوزارية من أجل تحسين الرعاية الصحية وتحسين أداء منظومة التربية والتعليم والتكوين وترقية النشاطات البدنية والرياضية".

مشروعان لفائدة وزارة التربية بدعم تقني من البنك الدولي

وأعلن السيد بن عبد الرحمن، بالمناسبة، عن إطلاق الحكومة لمشروعين لفائدة وزارة التربية الوطنية، بدعم تقني من البنك الدولي، مشيرا إلى أن المشروع الأول يتضمن "تحسين نوعية التكفل بالطفولة الصغيرة"، أما الثاني فيتعلق بـ”التسيير المبني على النتائج وكذا المتابعة والتقييم وتعزيز القدرات في قطاع التربية". ويأتي تجسيد هذين المشروعين، حسب الوزير الأول، تنفيذا للمبادرة التي أطلقها البنك الدولي منذ 2018 والتي تهدف إلى "تكثيف وتحسين الاستثمارات في الساكنة من أجل حمايتها والاستثمار في مستقبلها وكذا زيادة معدلات النمو الاقتصادي"، حيث تجاوبت الجزائر مع هذه المبادرة الخاصة بمؤشر رأس المال البشري، "إيمانا منها بأهمية هذا الموضوع، خاصة وأن هذا المؤشر يبين حجم الفرص المهمة التي يتيحها الاستثمار في رأس المال البشري من حيث زيادة الإنتاجية والتنافسية وكذا معدلات النمو الاقتصادي".

وذكر الوزير الأول بالاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية لمسألة "اقتصاد المعرفة وتكوين رأس المال البشري"، معتبرا ذلك "هو الحل الذي من دونه لا يمكن ضمان يد عاملة مؤهلة ومحضرة للقيام بأعمال في المستقبل تتطلب كفاءات عالية"، على اعتبار أنه "لا يمكن الصمود أمام مستوى المنافسة الذي تفرضه العولمة وما يصاحبها من تطورات متسارعة".

ولدى تطرقه إلى ما يشهده العالم اليوم من "ثورة تكنولوجية منقطعة النظير وتغيرات كبيرة على جميع الأصعدة، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على حياة الطفل ومساراته الدراسية والنفسية والصحية والعلائقية داخل الأسرة والمجتمع"، دعا الوزير الأول إلى أخذ هذه التغيرات بعين الاعتبار لرسم رؤية جديدة تتماشى وطموحات الجزائر لبلوغ الهدف المنشود بخطى ثابتة نحو التنمية المستدامة بإشراك جيل المستقبل. كما دعا إلى "مرافقة الأساسيات اليومية المكرسة لحقوق الطفل ببرامج حياتية مدمجة ومكيفة حسب القدرات الذهنية والبدنية للأطفال، للاكتشاف المبكر للمواهب الصغيرة، لتكون نماذج مميزة في صناعة المستقبل". وحث على "مواصلة الاهتمام بقضايا الطفولة في بلادنا بتثمين مكتسباتها والعمل على تعزيزها لضمان بيئة سليمة وآمنة وحاضنة للأطفال، "لضمان مستقبل أمتنا بخزان من المواهب والقدرات والكفاءات لرفع التحديات وربح رهانات المستقبل في تحقيق تنمية مستدامة شاملة".

إعادة النظر في المنظومة التربوية من أجل اهتمام أكبر بتاريخ الجزائر

من جانب آخر، أكد الوزير الأول، وزير المالية، على ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية الوطنية "من أجل إعطاء اهتمام أكبر لتدريس تاريخ الجزائر العظيم"، مشيرا خلال زيارته لمعرض إبداعات الأطفال الموهوبين، تم تنظيمه بالمناسبة، أنه ينبغي "إعادة النظر في المنظومة التربوية الوطنية من أجل إعطاء اهتمام أكبر بتدريس تاريخ الجزائر العظيم".

وفي حين شدد على أهمية إبراز مختلف محطات تاريخ الجزائر الكبير وتعليم الأجيال  المتعاقبة سير "عظماء الجزائر من مدغاسن وماسينيسا ويوغرطة إلى طارق بن زياد والأمير عبد القادر وآخرين"، دعا السيد بن عبد الرحمان إلى تشجيع أصحاب المشاريع والمبدعين من أجل "النهوض بالصناعة الوطنية وإنتاج المواد الأولية محليا، للتقليل من نسبة استيراد هذه المواد وذلك من خلال الرفع التدريجي لنسبة الإدماج وبالتالي الدخول في سلسلة القيم العالمية".

من جهتها، أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، أن الطفولة الجزائرية، تحظي باهتمام وعناية خاصة، مشيرة الى ترسانة القوانين الحامية لها والبرامج الوطنية المتخذة في هذا المجال، إلى جانب عرض مجهودات الدولة لضمان مستقبل أفضل لها. فيما اعتبر الوزير المنتدب المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، ياسين المهدي وليد، أنه من حق الطفل صاحب الإبداع إيجاد فضاء مناسب لإبراز قدراته الفكرية، لاسيما في عالم التكنولوجيا. وأجاب الوزير المنتدب على كل الانشغالات والأسئلة التي طرحها عليه الأطفال في ندوة مصغرة نشطها بمعية رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بوزيد لزهاري، الذي أكد بدوره أن الترسانة القانونية قوية جدا في مجال الحماية والحقوق، ما يدفع، حسبه، إلى ضرورة العناية بالأطفال الموهوبين لتنمية قدراتهم الفكرية.

من جهته، ثمن ممثل مكتب صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر، اسلامو بوخاري، مجهودات الجزائر في العناية بالأطفال وحمايتهم وإبراز مواهبهم، مجددا استعداد منظمة "يونيسف" لدعم هذه الجهود.

وتميز الاحتفال باليوم العالمي للطفل بعقد النوابغ الصغار، لندوة افتراضية مع أقرانهم عبر دول مختلفة من العالم على غرار إنجلترا وروسيا، تبادلوا خلالها الأفكار والتعبير عن طموحاتهم، مع تأكيدهم على أهمية المبادرة للمضي في هدمة أوطانهم وخدمة القضايا النبيلة في العالم.