مشاركة المواطن في التسيير المحلي
مهمة من شأنها تحقيق التنمية المنشودة
- 442
ينتظر أن يحمل قانون البلدية الجديد الأطر القانونية لعمل وصلاحيات المجالس المنتخبة، وكيفية تسييرها وفق ما تنص عليه المواد المعدلة في الدستور، والمرتبطة أساسا بالانتقال من الديمقراطية التمثيلية الى الديمقراطية التشاركية، والتي سيكون فيها المواطن شريكا هاما بمعية المجتمع المدني في تسيير شؤونه المحلية.
كرس الدستور الجديد، مبدأ تشجيع الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات المحلية، وبالتالي الانتقال من مبدأ الديمقراطية التمثيلية التي كان معمول بها، الى إشراك المواطن والمجتمع المدني في اتخاذ القرارات، وفي الاسهام بشكل مباشر في التنمية على المستوى المحلي.
وسيضطلع المنتخبون المحليون، بمهام تحيد عن العمل التقليدي التي كانت تسير عليه البلدية في تسيير الشؤون المحلية، فضلا عن توسيع الصلاحيات التي ستخول لهم، والتي ستسمح لهم بأداء المهام المنوطة بهم بشكل واسع.
وستعتمد الجماعات المحلية -حسب نص الدستور الجديد- آليات الديمقراطية التشاركية، ومبدأ الحوكمة المقترحة، لضمان إسهام أوسع للمواطنين والمجتمع المدني في إعداد برامج التنمية والتهيئة، ومتابعة تنفيذها طبقا لما يضمنه القانون وهو ما يعني أن المواطن بإمكانه تغيير وتحسين محيطه المعيشي من خلال الوقوف بنفسه على طرح انشغالاته، ومتايعة الحلول الخاصة بها والسهر على تطبيقها.وتشجع الدولة، حسب تصريح سابق لوزير الداخلية والجماعات المجلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، مبدأ الديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات المحلية، وتؤطر عملية الحوكمة وتسير الادارة الإقليمية وتعمل على ضبط سلطة المراقبة، ووضع حد لتداخل الاختصاصات، كما تقوم العلاقة بين الدولة والجماعات المحلية على مبادئ اللامركزية .وتعد المجالس المنتخبة، الإطار الذي يعبر فيه الشعب عن إرادته ومكان مشاركته في تسيير الشؤون العمومية، ويراقب عمل السلطات العمومية، وستحدد النصوص القانونية آليات وكيفيات مشاركة المواطن وممثلي المجتمع المدني في التنمية المحلية، وستكون من مسؤولية الجميع، المساهمة بشكل مباشر ومسؤول في طرح الانشغالات ومتابعة تجسيد الحلول المقترحة .
هدى. ن
البليدة
إقبال كبير على التصويت رغبة في التغيير
التحق الناخبون على مستوى ولاية البليدة، منذ صبيحة أمس السبت، بمكاتب الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي، لتجديد أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية المحلية، واختيار من يمثلهم من بين 2168 مترشح موزعين عبر 96 قائمة انتخابية خاصة بالمجالس الشعبية البلدية، و7قوائم انتخابية خاصة بالمجالس الشعبية الولائية، وكلهم أمل في اختيار من يعتقدون أنهم الأجدر والأقدر على الاهتمام بانشغالاتهم.
رصدت "المساء" على مستوى بلدية العفرون، وتحديدا بمتوسطة العقيد شابو، الحرص التام من قبل المشرفين على العملية الانتخابية، على اتخاذ كل التدابير الوقائية لضمان السير الحسن للعملية، عبر التقيّد الصارم بالبروتوكول الصحي الوقائي من وباء كورونا "كوفيد-19" من خلال تعقيم الأدوات المستعملة والالتزام بوضع الكمامة.
وحسبما كشف عنه بعض المشرفين على سير العملية الانتخابية، فإن العملية بدأت محتشمة في الساعات الأولى من الصباح، حيث اقتصرت على العنصر الرجالي، لتدب الحركية بعدها في كل مراكز الاقتراع، بعد التحاق عدد من النساء بالمكاتب لأداء واجبهن الانتخابي، مشيرين الى أن عملية التصويت، على مستوى المركز سارت في أجواء طبعها الهدوء والنظام.
وعلى مستوى بلدية موزاية، وبالتحديد بالمركز العاشر الإخوة "ميسومي"، فقد عرفت العملية الانتخابية منذ الفترة الصباحية، إقبالا يبعث على الارتياح خاصة من فئة الشباب، حسبما أشار اليه رئيس المركز، الذي أكد على الحرص منذ بداية العملية الانتخابية، على الالتزام التام بالتدابير الوقائية، وحفظ النظام.
وأبدى بعض الشباب، رغبتهم الكبيرة في الانتخاب، التي اعتبروها تنبع من الحاجة للتغيير واختيار من يمثلهم في تسيير بلدياتهم، والتكفل بانشغالاتهم خاصة التنموية منها.
للإشارة، تحصي ولاية البليدة، 949683 ناخب وناخبة (419369 رجال، و530314 نساء)، موزعين عبر 25 بلدية، حيث تم تخصيص 272 مركز اقتراع، يضم 2845 مكتب تصويت يؤطرهم، ما لا يقل عن 23 ألف مؤطر.
مسنون يدلون بأصواتهم رغم وضعهم الصحي
حرص العديد من الناخبين من فئة كبار السن منذ الساعات الأولى من بدء عملية الاقتراع الخاصة بانتخابات أعضاء المكاتب الولائية والبلدية بولاية البليدة على أداء واجبهم الانتخابي بالرغم من وضعيتهم الصحية وبرودة الطقس، آملين في تحقيق تنمية شاملة تستجيب لتطلعاتهم، حسبما لوحظ.
ففي مقابل تسجيل جل مكاتب ومراكز التصويت خلال الساعات الأولى من بدء عملية الاقتراع غياب شبه كلي لفئة الشباب حرص العديد من كبار السن من الجنسين ولاسيما الرجال على الإدلاء بأصواتهم بالرغم من صعوبة تنقلهم بسبب وضعيتهم الصحية من جهة وبرودة الطقس من جهة أخرى في صورة تعكس مدى حبهم لوطنهم وسعيهم للمشاركة في مسيرة بناء الجزائر الجديدة وفقا لما أكده هؤلاء.
وبخطوات متثاقلة بسبب تقدمه في السن ومعاناته من داء السكري تنقل الناخب الحاج الطاهر الذي أكمل عامه الخامس والثمانين الشهر المنصرم، إلى مكتب التصويت الواقع بحي 13 ماي وسط المدينة رفقة حفيده لأداء واجبه الانتخابي، مشيرا إلى أنه لم يفوت المشاركة في أي موعد انتخابي منذ الاستقلال من مبدأ حبه لوطنه.
وأضاف الحاج الطاهر أنه منذ تفشي فيروس كورونا يتفادى الخروج من المنزل إلا للضروريات تفاديا للإصابة به خاصة في ظل معاناته من داء السكري لافتا إلى محاولة أبنائه منعه من التنقل إلى مكتب التصويت خوفا على صحته غير أنه أصر على القيام بواجبه الإنتخابي.
وبدوره كان ناخب آخر في أواخر العقد السابع من العمر أول المشاركين في عملية التصويت، حيث قدم إلى مكتب التصويت محمد رنجة الكائن وسط المدينة متكئا على عكازه الذي يستعين به في المشي مثنيا على حرص القائمين على مكاتب التصويت على الإلتزام بالبروتوكول الصحي للحد من تفشي فيروس كوفيد-19.
وأوضح أن مشاركته في هذا الموعد الانتخابي وكذا في الاستحقاقات الماضية تأتي من منطلق حرصه على انتقاء أفضل وأنزه المترشحين القادرين على إحداث التغيير على المستوى المحلي خاصة والاستماع لانشغالات ومشاكل المواطنين بدل السعي وراء مصالحهم الشخصية.
كما حرصت سيدة تبلغ من العمر 83 سنة على اختيار ممثليها في المجالس البلدية والولائية مشيرة إلى أنها لم تتابع مجريات الحملة الانتخابية للتعرف على المترشحين إلا أنها قررت منح صوتها لأحد شباب الحي الذي تقطن فيه كونها تعرفه منذ طفولته وتعرف مدى صدقه و أمانته.
يذكر أن عدد المترشحين الذين دخلوا معترك المحليات الجارية بلغ 2168 مترشح للمجالس الشعبية البلدية موزعين على 96 قائمة انتخابية، 30 منها قوائم حرة و 350 مترشحا لعضوية المجلس الشعبي الولائي ممثلين لسبعة قوائم واحدة منها فقط قائمة حرة مع العلم أن تعداد الهيئة الناخبة بلغ بعد المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية 709110 ناخب.
رشيدة بلال/ و. أ