تحتضن اجتماع لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي الأسبوع المقبل

موقف إفريقي موحد بالجزائر لإصلاح مجلس الأمن

موقف إفريقي موحد بالجزائر لإصلاح مجلس الأمن
  • القراءات: 258
مليكة. خ مليكة. خ

❊ الجزائر تسعى لتفادي محاولات إجهاض مجهودات لجنة العشرة

❊ خارطة طريق لتحالفات نوعية وحضور قياسي لوزراء خارجية الدول الأعضاء

تحتضن الجزائر يومي 9 و10 جوان الجاري، الاجتماع الـ11 للجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، بحضور نوعي وقياسي لوزراء خارجية الدول الأعضاء، سيعكفون على تقييم المسار التفاوضي للاجتماع وتكييف استراتيجية العمل مستقبلا، بهدف بلورة موقف إفريقي موحد لمعالجة الإجحاف التاريخي للقارة المغيّبة من حيث التمثيل على مستوى مجلس الأمن للأمم المتحدة.

ينتظر أن يحضر اجتماع لجنة العشرة الذي سينعقد بالمركز الدولي للمؤتمرات، عدد من وزراء الشؤون الخارجية للدول الأعضاء على غرار ليبيا، غينيا الاستوائية، جمهورية الكونغو، كينيا و زامبيا فضلا عن سيراليون بصفتها دولة منسقة للمجموعة، وكذا ممثلين سامين للاتحاد الإفريقي يتقدمهم بانكولي أديوي، بصفته مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي.  

ويشكل هذا اللقاء فرصة لتشخيص أفضل الأساليب لتطبيق توصيات قمّة أوبالا، و الخروج بموقف إفريقي مشترك تحسبا لـ "قمّة المستقبل" التي تعتزم منظمة الأمم المتحدة عقدها على هامش أشغال الجمعية العامة بنيويورك بحضور رؤساء وحكومات الدول، حيث ستكون فرصة للنظر في إصلاحات الحوكمة العالمية وإعادة بناء الثقة لجعل المؤسسات والأطر متعددة الأطراف التي عفا عليها الزمن متوافقة مع عالم اليوم على أساس المساواة والتضامن.كما يكتسي اجتماع الجزائر أهمية خاصة كونه يأتي في سياق دولي معقّد، حيث ازدادت مطالب تعديل آليات مجلس الأمن في ظل الشلل والعجز الذي يعاني منه في إصدار القرارات، ولا أدل على ذلك ما يحدث في غزة، وعجزه عن تفعيل قرارات محكمة العدل الدولية، بسبب الاستعمال المفرط لحق النقض الأمريكي، من منطلق حسابات جيوسياسية وتحالفات دولية تخدم مصالحها الضيقة.

كما أن هذا الحدث يتزامن وعضوية الجزائر غير الدائمة بمجلس الأمن لمدة سنتين، حيث يراهن عليها على تقديم مساهمة نوعية للخروج بنتائج تصب في إطار تقوية الموقف الإفريقي والحفاظ على تماسك المجموعة على ضوء بروز مجموعات مصالح تتعارض مع حاجيات القارة السمراء، في الوقت الذي تسعى فيه بعض الأطراف إلى استمالة مواقف بعض الدول الإفريقية لخدمة أجندات معينة.

وعليه فإن الجزائر تسعى لتفادي أي انقسامات داخلية تحاول بعض الأطراف الخارجية استغلالها لإجهاض مجهودات لجنة العشرة التي صادق عليها كل رؤساء الدول الإفريقية في قمّة 2005.

وإذ تعد هذه المحطة استراتيجية بقدر ماهي تكتيكية، فإن الجزائر ستعمل على حماية التماسك الإفريقي عبر إرساء خارطة طريق تسمح بالقيام بتحالفات، والعمل على أن يكون الموقف الإفريقي حاضرا مثلما تقوم به في إطار مجموعة (A3) على مستوى مجلس الأمن، حيث ترافع لصالح القضايا الإفريقية مع إقامة تحالفات للحصول على دعم تجاه بعض القرارات داخل هذا المجلس.

وتبرز استراتيجية الجزائر جليا في بلورة موقف موحد ومنسجم، في ظل المسار المعقّد الذي تعرفه عملية إصلاح المجلس، مع حرصها على أن تكون طموحاتها الوطنية متوافقة مع الطموحات الإقليمية، لتكون بذلك نموذجا لبقية الدول الإفريقية حتى تحذو حذوها وتمهيد الطريق لها من أجل العودة إلى مسار الحضن الإفريقي، من منطلق أنه لا سلاح أمام الأفارقة سوى التكتل والحديث بصوت واحد من أجل الدفاع عن حقوقهم عبر المحافل الدولية، خاصة على مستوى مجلس الأمن الذي تعد 75 بالمائة من قضاياه إفريقية محضة.

وعليه فإن اجتماع اللجنة التي تتشكل من الجزائر وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وكينيا وليبيا وناميبيا وأوغندا و سيراليون والسنغال وزامبيا، يتزامن والمطالب المتنامية بضرورة الإسراع في إدراج إصلاحات عميقة في هذه الهيئة، خاصة منح إفريقيا تمثيلا دائما داخل مجلس الأمن الأممي، وتمكينها من الحصول على مقعدين دائمين في المجلس ورفع تمثيلها في المقاعد غير الدائمة.