سجلت تضاعف استهلاك الطاقة بثلاث مرات في عقدين.. وكالة الطاقة الدولية:

نمو بـ8 % في سوق المكيّفات في الجزائر

نمو بـ8 % في سوق المكيّفات في الجزائر
  • 147
حنان .ح حنان .ح

أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول "تقييم القدرة الوطنية على التكيّف مع تغير المناخ في الجزائر 2025"، إلى أن سوق تكييف الهواء شهد نموا ملحوظا، حيث توقعت أن ينمو بنسبة تقارب 8 بالمائة (7,9) بالمائة سنويا خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2031.

تحتل الجزائر ـ حسب تقرير الوكالة ـ المركز الثالث بين أكبر أسواق تكييف الهواء في القارة الإفريقية بعد مصر ونيجيريا، ما أدى ـ حسبها ـ إلى ارتفاع الطلب السكني على الكهرباء بـ15 بالمائة بين 2022 و2024، حيث بلغ متوسط استهلاك المنازل السنوي 2400 كيلوواط/ساعة. وتمت الإشارة إلى الاعتماد المتزايد على تكييف الهواء خلال فصل الصيف، حيث تجاوز استهلاك أكثر من 40% من المنازل 1000 كيلوواط/ساعة في الفصل الثالث 2024، مع توقع أن يزداد الاستهلاك الناتج عن زيادة استخدام أجهزة التبريد خاصة خلال ساعات الذروة. وشهد استهلاك الجزائر من الطاقة ـ حسب التقرير ـ زيادة ملحوظة خلال العقدين الماضيين، حيث تضاعف ثلاث مرات تقريبا بين 2000 و2022. ورغم أن هذا الارتفاع يعزى إلى عامل إيجابي يتعلق بالتقدم في التنمية والنمو الاقتصادي، فإن العوامل المناخية تلعب دورا في تسريع وتيرة الزيادة التي قدرت بـ3,6 بالمائة في سبتمبر 2024 مقارنة بسبتمبر 2023.وتشكل موجات الحر ودرجات الحرارة القصوى في المستقبل ـ وفق التقرير ـ خطرا على أمن الكهرباء في الجزائر، إذ يتوقع بحلول منتصف القرن أن تواجه أكثر من 70% من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز في الجزائر ما لا يقل عن 40 يوما بدرجة حرارة قصوى تزيد عن 35 درجة مئوية أو أكثر، وذلك في جميع سيناريوهات الاحتباس الحراري التي تم تقييمها، كما لفت التقرير إلى أن تزايد الطلب على الكهرباء في أوقات الذروة يشكل خطرا حقيقيا على منظومة الكهرباء، وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة سنة بعد أخرى إلى تقليل كفاءة محطات الطاقة التي تعمل بالغاز وتقليل القدرة الاستيعابية للشبكة الكهربائية، ما يزيد من مخاطر حدوث أعطال في الشبكة وانقطاعات التيار الكهربائي في الأوقات التي يؤدي فيها الاستخدام المتزايد لأجهزة التبريد إلى إجهاد نظام الكهرباء.

وثمّن التقرير الجهود التي بذلتها سونلغاز بدءا من سبتمبر 2023، وشملت إنجاز مشاريع حيوية لضمان استقرار إمدادات الكهرباء خلال الصيف، واستثمارات كبيرة بتمويل حكومي لتعزيز إنتاج الكهرباء وبرنامج عاجل لتقوية شبكة نقل الكهرباء، مشيرا إلى أن البنية التحتية تشهد الآن معدات قادرة على تحمّل درجات حرارة تتجاوز 55 درجة مئوية. وسجل التقرير أن المبادرة استهدفت 16 ولاية شهدت استهلاكا استثنائيا للكهرباء في الأعوام السابقة، فيما يتمثل التحدّي المتبقي ـ حسبه ـ في ربط شبكات الكهرباء الجنوبية بالشبكة الوطنية لتمكين ولايات الجنوب من الاستفادة من فائض توليد الطاقة في الشمال وتحسين توازن الشبكة.

وأشار التقرير كذلك إلى إطلاق الجزائر لبرنامج محدث لكفاءة الطاقة، مصمم خصيصا لقطاعات الاستخدام النهائي الثلاثة (المباني والنقل والصناعة) يهدف إلى توفير 63 مليون طن مكافئ نفط بحلول 2030، وتجنب انبعاثات حوالي 193 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، من خلال تدابير مثل تعزيز العزل الحراري في المباني، واعتماد تقنيات فعالة مثل سخانات المياه الشمسية وإضاءة "لاد"، وتشجيع استخدام أنواع وقود أنظف في قطاع النقل، وإجراء عمليات تدقيق للطاقة في القطاع الصناعي. 

كما تحدث التقرير عن اعتماد برنامج تطوير الطاقة المتجددة الهادف إلى تركيب 15 جيغاواط من الطاقة المتجددة، معظمها من الطاقة الشمسية الكهروضوئية أطلق أكثر من 3 جيغاواط منها ما يدعم التزام البلاد بتنويع محفظة الطاقة لديها والمساعدة في زيادة الإنتاج المتاح للتصدير مع خفض الانبعاثات.