أكد القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط ، أمس، في تصريح» المساء» أن مناضلي الحزب ينتظرون أن يقوم رئيس الجمهورية رئيس الحزب، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بتشكيل لجنة موسعة لتحضير المؤتمر الاستثنائي القادم، وهذا بعد سلسلة اللقاءات التي قام بها منسّق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب، مع قياديين سابقين.

وذكر بلعياط، في سياق متصل أن المؤتمر الاستثنائي القادم للحزب لن يكون قبل ميلاد هذه اللجنة، «كون المشاورات التي قام بها منسّق هيئة تسيير الحزب تمت بتوصية من رئيس الجمهورية»، مشيرا إلى أن الهدف من وراء هذه المشاورات هو «جمع الشمل وتسجيل الانشغالات والتصورات حول مرحلة إعادة بناء الحزب وإرجاعه إلى سكته الصحيحة بعد الانحرافات التي مسته»، ليخلص محدثنا في هذا الإطار إلى أنه «من السابق لأوانه أن نتحدث عن أي تحضير للمؤتمر الاستثنائي قبل تشكيل اللجنة التي ستشرف على هذا الحدث التاريخي الهام».

وفي رده عن سؤال خاص فيما إذا كانت اللجنة التي ستشكل تضم الشخصيات التي استقبلها منسق هيئة تسير الحزب، خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها الشهر المنصرم، أم أنها ستضم شخصيات لم تستشر وتتمتع بالاستقلالية إنصافا للجميع اعتبر بلعياط، أنه «كلما توسعت تشكيلة اللجنة المكلّفة بالتحضير للمؤتمر الاستثنائي للحزب كلما كانت العلمية ناجحة ومحققة للهدف المرجو منها، والمرتبط بإعادة لم شمل المناضلين الذين تم إبعادهم في فترات سابقة من هياكل الحزب،» مقدرا بالتالي بأن هذه اللجنة «ينتظر أن تشمل الشخصيات والمناضلين الذين استقبلهم معاذ بوشارب، بالنّظر إلى كون بناء المرحلة القادمة يستدعي ذلك».

واستدل بلعياط في تقديره بكون الأفلان يعيش أزمة حقيقة لم يسبق له أن عاشها في السابق ـ على حد تعبيره ـ مذكّرا بأن «اللجنة المركزية تم حلّها ولا يوجد مكتب سياسي.. ما يجعل الظرف جد استثنائي ويستدعي توحيد الجهود ومساهمة الجميع في جهود إعادة بناء الحزب».

وإذ توقع محدثنا أن تضم تركيبة لجنة تحضير المؤتمر الاستثنائي القادم، مناضلين لديهم امتداد شعبي ويمثلون قوة اقتراح تؤهلهم لإعادة تجميع ولم شمل كل أبناء الحزب، استبعد قدرة هيئة تسيير الحزب لوحدها على تأطير المؤتمر الاستثنائي قائلا في سياق متصل «نحن ملتزمون مع معاذ بوشارب، لأنه مكلّف من قبل الرئيس، في حين لم نلتق أعضاء الهيئة المكلّفة بالتسيير».

وعن آجال عقد المؤتمر الاستثنائي استبعد مصدر «المساء» أن يكون ذلك في المرحلة الحالية بالنظر للمواعيد السياسية، لكنه اعتبر أن سلطة التقدير الأولى والأخيرة ترجع لرئيس الحزب السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعود له قرار تحديد أجال عقده المقرر الفصح عنها ـ حسبه ـ مع إعلان تشكيل اللجنة الوطنية المكلّفة بالتحضير للمؤتمر.

تجدر الإشارة إلى أن منسّق هيئة تسير حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، كان قد أكد في آخر لقاء تطرق فيه للمؤتمر القادم للحزب أن «هذا الموعد السياسي والتنظيمي يعتبر محطة فاصلة في حياة جبهة التحرير الوطني»، قائلا في نفس الصدد بأن «الرهان هو عقد مؤتمر جامع ونوعي، ولهذا فإن التحضيرات يجب أن تتميز بالجدية لبلوغ هذا الهدف في كنف الوحدة  والتماسك».