رئيس الجمهورية يعود للجزائر عقب زيارة دولة تاريخية لتونس

هذا ما اتفق عليه الرئيسان تبون وسعيّد

هذا ما اتفق عليه الرئيسان تبون وسعيّد
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون-الرئيس التونسي السيد قيس سعيد
  • القراءات: 783
س. س س. س

❊ اعتماد مقاربة مختلفة للتعاون من أجل وضع أسس جديدة للشراكة بين البلدين

❊ ترسيخ التوافق التام في تقدير مستوى علاقات التعاون والشراكة

❊ توقيع عدة اتفاقيات من شأنها توسيع مجالات التعاون والشراكة وتوطيدها

❊ إرساء فضاء إقليمي جديد جامع ومندمج يقوم على القيم والمثل والمبادئ المشتركة

عاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساء أول أمس، إلى أرض الوطن بعد زيارة دولة وصفت بـ"التاريخية" قادته إلى تونس لمدة يومين، بدعوة من نظيره التونسي قيس سعيد، الذي كان في توديع الرئيس تبون، بمطار قرطاج الدولي. وتوجت الزيارة بتوقيع 27 اتفاقية ومذكّرة تفاهم وبرنامج تنفيذي مست مجالات متنوعة، وأكد إعلان قرطاج الختامي على "ضرورة اعتماد مقاربة مختلفة للتعاون من أجل وضع أسس جديدة للشراكة بين البلدين".

كما أكد "إعلان قرطاج" حرص قائدي البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع، وذلك من خلال وضع أسس للشراكة تعتمد على "توجه استراتيجي جديد". وأوضح أن "المحادثات الهامة التي أجراها الرئيسان، رسخت التوافق التام في تقدير مستوى علاقات التعاون والشراكة بين البلدين، والرغبة المشتركة في الارتقاء بها في كافة المجالات إلى أعلى المراتب وفتح آفاق أوسع وأرحب". وأضاف البيان المشترك الختامي للزيارة أن "الرئيسين اتفقا على ضرورة تبنّي مقاربة مختلفة عن الأطر التقليدية للتعاون، من أجل وضع أسس جديدة للشراكة بين البلدين، نحو المزيد من التكامل الاستراتيجي والتنمية المتضامنة والمندمجة"، وأشادا بـ"تعزيز الإطار القانوني عبر التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات التي من شأنها توسيع مجالات التعاون والشراكة وتوطيدها".

وتابع إعلان قرطاج، أنه اعتبارا للدروس المستخلصة من التجارب السابقة وبالنظر إلى الإنجازات التي حققتها العلاقات بين البلدين، تداول الرئيسان في أهمية اعتماد "نظرة طموحة" نحو إرساء "فضاء إقليمي جديد جامع ومندمج ومتكامل يقوم على القيم والمثل والمبادئ المشتركة، ويوفر ردودا منسقة وناجعة للتحديات الأمنية والاقتصادية والصحية وللأحداث ولكافة التطورات الراهنة والقادمة على الصعيدين الإقليمي والدولي".

التشاور المتواصل لبلوغ الأهداف واتخاذ التدابير

في هذا السياق أكد الرئيسان، عزمهما على "التشاور المتواصل على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف لبلوغ الأهداف المنشودة واتخاذ التدابير الضرورية لتحقيق هذه الأهداف السامية". للاشارة تشمل الاتفاقيات الموقّعة بين البلدين مجالات تعاون "حيوية" على غرار تنمية المناطق الحدودية، من خلال اتفاقيتين تتعلقان بالتوأمة بين ولايتي جندوبة والطارف وكذا الكاف التونسية وسوق أهراس. وشملت اتفاقيات التعاون مجالات عدة أهمها القضاء، البيئة، التشغيل، الطاقة، الصيد البحري، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، الصناعة الصيدلانية، التربية والتكوين المهني، الشؤون الدينية والتبادل بين الإذاعات. وشهدت زيارة الدولة التي دامت يومين، نشاطا مكثفا لرئيس الجمهورية، وسط استقبال أخوي ورسمي، حيث أجرى محادثات مع الرئيس سعيّد بقصر قرطاج توسعت إلى وفدي البلدين، والتقى رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، وترحم على شهداء تونس، كما التقى ممثلين عن الجالية الجزائرية المقيمة بهذا البلد ليستمع إلى انشغالاتهم.

الرئيس تبون: إحداث تكامل اقتصادي لرفاه الشعبين

وعقب المحادثات التي جمعتهما خلال اليوم الأول من الزيارة، نشط الرئيسان ندوة صحفية مشتركة أكدا خلالها حرصهما على تمتين العلاقات "التاريخية والمتميزة" التي تجمع بين البلدين وذلك ضمن "توجه استراتيجي جديد". وأكد الرئيس تبون، حرص البلدين على "الدفع بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات" من أجل الوصول إلى "اندماج اقتصادي وآفاق وحدوية وموحدة ومشتركة"، وذلك ضمن "جهود مشتركة ومتواصلة لتمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين"، مشددا على أن هذا الحرص ينبثق عن "إرادة متقاسمة ويترجم التوجه الاستراتيجي الذي نطمح إلى أن يقوم على الاستغلال الأمثل لمقومات التقارب الإنسانية والتاريخية والثقافية".

ولفت السيد تبون، إلى أنه اتفق مع الرئيس التونسي، في هذا الإطار على أن يتم "تعزيز الإطار القانوني لتنظيم العلاقات الثنائية ضمن هذا المنظور الجديد، بالتوقيع على عدد هام من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائي وتوسيعه في القطاعات الحيوية للمراحل القادمة من عملنا المشترك". وبشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين جدد رئيس الجمهورية، عزم البلدين على السير نحو "تكامل اقتصادي يجعل الشعبين يعيشان في رفاه"، مشيرا إلى أن "تونس هي امتداد للجزائر كما أن الجزائر امتداد لتونس"، مضيفا أن "هناك سند من الجزائر للشقيقة تونس ومساعدة كاملة وشاملة حسب قدرات الجزائر"، وقال إن "الجزائر لن تبخل على الشقيقة تونس بأي شيء".

لا يحق لأي دولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول

ولدى تطرقه إلى بعض النزاعات بين الدول الشقيقة أعرب السيد تبون، عن أمله في أن تسهم قمة الجزائر في تحقيق "الوئام" والتقريب بين هذه الدول، مشيرا إلى أن معرفته بما يجري في العالم العربي تجعله يتفاءل، على اعتبار أنه "لا توجد خلافات كبيرة بين الدول العربية، إلا ما يتعلق بعدم قبول سياسة داخلية لدولة ما من طرف دولة أخرى، وهو ما تعتبره الجزائر تدخلا في الشؤون الداخلية للدول". وأوضح رئيس الجمهورية، بهذا الصدد أنه "لا يحق لأي دولة أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى"، داعيا الدول العربية إلى أن تبني علاقاتها "على هذا الأساس".

الرئيس سعيّد: لن أنسى تقاسم الجزائر للأكسجين معنا

من جهته، أكد الرئيس التونسي، أن العلاقات بين الجزائر وبلاده "متميزة عبر التاريخ وستكون متميزة في المستقبل"، مضيفا في هذا الصدد بأنه "لا يمكن مواجهة التحديات فرادى بل بتضافر جهود البلدين"، مستطردا بالقول "لقد دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ"، في إشارة منه إلى التنسيق والتعاون القائم بين الجانبين. كما وصف السيد سعيّد، زيارة الرئيس تبون، إلى بلاده بـ"التاريخية بكل المقاييسبالنظر إلى عدد الاتفاقيات التي تم توقيعها في مختلف المجالات، لاسيما في ميادين الصحة والتوأمة بين الولايات الحدودية والبث الإذاعي وغيرها، مشددا على أنه سيتم العمل على "تكريس هذه الاتفاقيات وتطبيقها على أرض الواقع". وفي سياق متصل، قال الرئيس سعيّد: "لن أنسى أبدا الموقف الجزائري في ظل جائحة كورونا وكيف تقاسمت معنا الأكسجين"، مشيرا إلى أن الرئيس تبون، أكد له خلال محادثاتهما أن البلدين "يتقاسمان كل شيء في سبيل تحقيق آمال وإرادة الشعبين الشقيقين"، مشيدا بـ"وقوف الجزائر الدائم" إلى جانب تونس.

س. س


 

الرئيس تبون يترحم على شهداء تونس

ترحم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أول أمس، على شهداء تونس الشقيقة بروضة الشهداء المتواجدة بمنطقة السيجومي.ووضع رئيس الجمهورية، بالمناسبة إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري قبل أن يقرأ فاتحة الكتاب، وقد رافق رئيس الجمهورية، خلال الترحم وزير الدفاع التونسي السيد عماد مميش. أ.أ