وقفة ترحم على جسر سان-ميشال

هيدالغو: يجب الاعتراف بمآسي التاريخ

هيدالغو: يجب الاعتراف بمآسي التاريخ
  • 408
م. خ م. خ

نظمت، أمس، وقفة ترحم على أرواح ضحايا  مجازر 17 أكتوبر 1961، أمام النصب التذكاري بجسر سان-ميشال  بباريس، بحضور سفير الجزائر بفرنسا، عبد القادر مسدوة،  ورئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، وجمع غفير مشكل من منتخبين محليين ومجاهدين شاركوا في المظاهرات، فضلا عن أعضاء من أسر الضحايا ومؤرخين وممثلين عن الحركة الجمعوية ومجموعة من طلبة الثانويات للمدرسة الدولية  الجزائرية بباريس، وضعوا أكاليل من الزهور.

في جو ساده الخشوع، تعالت فيه الزغاريد وترديد عبارة «الله يرحم الشهداء» وقف الحضور دقيقة صمت، تم خلاله استحضار تضحيات الأبرياء العزل الذين واجهوا بشجاعة واستماتة آلة المستعمر

في تصريح للصحافة عقب هذه المراسم قالت رئيسة بلدية باريس «أبقى وفية للتاريخ المشترك ولهذا التاريخ الذي أدمى باريس»، مضيفة «إن تاريخنا بما فيه من مآسي يجب الاعتراف به وبحقائقه حتى يتسنى لنا التقدم  سويا».

واغتنمت المتحدثة المناسبة للحديث عن العلاقات التي تجمع البلدين  قائلة في هذا الصدد «تتميز اليوم العلاقات بين  باريس والجزائر  وبين فرنسا والجزائر بتاريخ يتطلع إلى المستقبل. وأعتقد أنه من المهم الاعتراف بالحقيقة التاريخية قصد التطلع إلى المستقبل»، مشيرة إلى أنها سعيدة بإجراء محادثات مع سفير الجزائر بفرنسا حول «الالتزامات المشتركة وبين مدينتينا وعاصمتينا».

من جهتها، أشارت النائبة استر بنباسة التي كانت في سنة 2011 وراء مشروع القانون للاعتراف بمسؤولية الجمهورية الفرنسية بأحداث 17 أكتوبر 1961، إلى أنه ما حدث في ذلك اليوم بباريس «يعد فصلا من الفصول السوداء  للتاريخ الفرنسي» ويتعين على أطفالنا وأحفادنا التعرف على هذه الفصول المظلمة من تاريخهم لأنها تعد من التاريخ ومن تاريخ فرنسا»، في حين تأسفت لعدم  التصويت على مشروع القانون من قبل مجلس الشيوخ».

كما أعرب المناضل المناهض للاستعمار هانري بويوتي عن أمله في أن يتم  إقامة «نصب تذكاري كامل لضحايا مجزرة 17 أكتوبر 1961 وجعل اللوحة التذكارية أكثر وضوحا». وتأسف قائلا «من بين كل الجرائم ضد الإنسانية نجد جرائم حرب ارتكبتها فرنسا في الجزائر والتي لم يعترف بها أحد حتى الآن»، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة إدانتها والاعتراف بها.

للإشارة تم قمع المظاهرات السلمية التي نظمتها فيدرالية فرنسا لحزب جبهة التحرير الوطني لمقاطعة حظر التجول الجائر الذي فرض على الجزائريين دون سواهم، من قبل الشرطة الفرنسية التي أطلقت النار على المتظاهرين ورمت بالعشرات منهم في نهر  السين.

ويصف العديد من المؤرخين هذه المجازر التي لم تعترف بها الدولة  الفرنسية رسميا ك«جريمة حرب»، بأنها» من أعنف عمليات قمع دولة لمظاهرة في شوارع أوروبا الغربية في التاريخ المعاصر».

وكان الفنانان الفرنسيان جان جيلار ونيكولا ريفي أطلقا أول أمس دعوة للمشاركة في «الليلة البيضاء 2017» التي ستنظم يوم السبت المقبل تكريما للضحايا.

وأوضح الفنانان المهتمان بالمواضيع المدرجة في السياق الجغرافي والسياسي والاجتماعي، أن هذا المشروع يهدف إلى التنويه «بشجاعة وإصرار متظاهر، ليلة 17 أكتوبر 1961 من خلال عمل حيادي وهادئ مساء الليلة البيضاء»، مع التأكيد على أن هذا العمل يتمثل في إشعال ضوء وسيلة نقله (سيارة ودراجة ودراجة نارية او سكوتر... الخ).

وتركه يتوقف خلال الليل ابتداء من الساعة 19:00 في شارع من حي لاشابيل (الدائرة الـ18 بباريس).