فيما جدّد ناصري ثوابت سياسة الجزائر القائمة على السلم واحترام سيادة الدول

واشنطن تؤكد موثوقية الجزائر في حماية الاستقرار الإفريقي والدولي

واشنطن تؤكد موثوقية الجزائر في حماية الاستقرار الإفريقي والدولي
  • 210
ق.س ق.س

❊الجزائر دولة قوية ورائدة في المنطقة 

❊ناصري: قرارات مجلس الأمن لم تترجم بعد إلى التزام فعلي لوقف إطلاق النار بغزة

❊التسوية النهائية والعادلة لهذا النزاع تمر عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة 

❊الاحتكام إلى الشرعية الدولية لتسوية الوضع في الصحراء الغربية 

❊ترحيب بقرار الجزائر فتح قنصلية عامة بسان فرانسيسكو

عبّرت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، إليزابيث مور أوبين أمس، عن تقديرها العميق لمكانة الجزائر كدولة قوية ورائدة في المنطقة. وأشارت إلى أن واشنطن ترى في الجزائر طرفًا موثوقًا وأساسيًا في حماية الاستقرار الإفريقي والدولي، مؤكدةً حرص بلادها على مواصلة توسيع مجالات التعاون، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين من خلال تشجيع الاستثمارات وتنويعها. 

جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري السفيرة الأمريكية التي أدت له زيارة مجاملة، حيث رحّبت خلال تطرّقها الى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك ، بمساعي الجزائر من أجل توحيد الفصائل الفلسطينية، وفق ما أفاد به بيان للمجلس. 

من جهته، أكد رئيس مجلس الأمة أن اعتماد عدة قرارات من قبل مجلس الأمن، لم يترجم بعد إلى التزام فعلي من قبل المجتمع الدولي لفرض وقف لإطلاق النار في غزة، الأمر الذي أتاح للكيان الصهيوني توسيع نطاق عدوانه إلى الضفة الغربية، مشدّدا على ضرورة اغتنام الجهود الجارية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني. كما أوضح أن التسوية النهائية والعادلة لهذا النزاع تمر لا محالة، عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، انسجاما مع الإرادة المتزايدة التي تعبر عنها المجموعة الدولية، مذكرا في ذات الشأن بالوضع في الصحراء الغربية، حيث دعا إلى ضرورة الاحتكام إلى الشرعية الدولية. 

وأعرب الطرفان، عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات بين البلدين وأكدا إرادتهما الراسخة في مواصلة العمل على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب بما يخدم المصالح المشتركة ويعزّز جسور الصداقة والتعاون بين البلدين، معتبرين أن هذا الاستحقاق الدبلوماسي، شكل فرصة لتأكيد حرص الجانبين على ترسيخ شراكة استراتيجية عميقة، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، بما يجعل من العلاقات الجزائرية–الأمريكية رافعة أساسية لترقية السلم والأمن والتنمية على إقليميا ودوليا. وفي الشق الاقتصادي، أكد ناصري  إرادة الجزائر واستعدادها للدفع بالعلاقات التجارية والاقتصادية إلى مستويات أعلى، لاسيما في مجالات واعدة على غرار الطاقة، الفلاحة، العلوم التكنولوجيا. كما رحّب الطرفان  بقرار السلطات الجزائرية فتح قنصلية عامة بمدينة سان فرانسيسكو، باعتباره خطوة نوعية من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في بعدها القنصلي، وتسهيل الخدمات للجالية الجزائرية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن دعم الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين.  كما استعرضا أبعاد التعاون في قطاعات حيوية، كالدفاع ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث أكدا على تعزيز التنسيق العملياتي وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات الأمنية المتنامية في إفريقيا، علاوة على إشادتهما بجودة وانتظام الحوار السياسي رفيع المستوى القائم بين الجزائر والولايات المتحدة، لاسيما حول القضايا المطروحة على مجلس الأمن الأممي.

في هذا السياق، عبر رئيس مجلس الأمة عن قلق الجزائر العميق إزاء بعض الممارسات في دول الساحل، وخاصة في مالي، التي قد تفتح الباب أمام حرب نفوذ جديدة تحت ذرائع أمنية غير مبرّرة، محذّرا من انعكاساتها السلبية على استقرار المنطقة وتقويضها للجهود الرامية إلى إحلال السلم والأمن.

 وجدّد التأكيد على ثوابت السياسة الجزائرية القائمة على السلم، الحوار، واحترام سيادة الدول،  مبرزًا أنّ الجزائر بحكم تجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، تمثل فاعلًا محوريًا في استقرار القارة الإفريقية، انطلاقا من قناعتها بأن السلم هو أساس التنمية.

على الصعيد البرلماني، ألح الجانبان على ضرورة تفعيل التعاون البرلماني من خلال تبادل الخبرات التشريعية وتكثيف التنسيق المؤسّساتي البرلمان الجزائري والكونغرس الأمريكي، بما يسمح بتعميق الحوار حول أفضل الممارسات البرلمانية، وتطوير آليات الرقابة والتشريع، وتبادل التجارب في مجالات حيوية كالحوكمة الرشيدة، تعزيز الديمقراطية التمثيلية، والارتقاء بدور الدبلوماسية البرلمانية في خدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك.