قال إن المرحلة تفرض إبرام شراكات جديدة.. هادف لـ"المساء":

ورقة طاقوية رابحة للجزائر لجلب استثمارات دائمة

ورقة طاقوية رابحة للجزائر لجلب استثمارات دائمة
الخبير الاقتصادي عبد الرحمان هادف
  • 167
حنان حيمر حنان حيمر

دعا الخبير الاقتصادي عبد الرحمان هادف إلى توظيف "الورقة الطاقوية" للجزائر، لجلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إطار إبرام شراكات اقتصادية جديدة، تتماشى والمرحلة الراهنة المتميزة بإعادة تشكيل العلاقات الدولية والشراكات بين معظم دول العالم.

أكد الخبير هادف، أمس، في تصريح لـ"المساء"، أنه لا يمكن اليوم الحديث عن تنمية اقتصادية من دون إقحام مصادر الطاقة أو ما وصفها بـ"الورقة الطاقوية" التي تتضمن كل أنواع الطاقة سواء كانت تقليدية مثل الغاز والنفط أو جديدة ومتجدّدة مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.

وقال الخبير إنه بات من الضروري على بلادنا التي توجد في مرحلة تحوّل اقتصادي تقتضي إعادة بعث شراكات اقتصادية، أن يتم استغلال الميزة الطاقوية التي لديها كورقة مهمة "في إطار مخطط شامل" يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال جلب استثمارات متعدّدة يكون مداها طويلا وليس مجرد مشاريع ظرفية. مشدّدا على أهمية توظيف هذه الورقة الطاقوية كميزة تنافسية تسمح للجزائر بجلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي هي بحاجة إليها.

ولفت الخبير إلى أن جلب الاستثمارات الأجنبية يجب أن يتم في اتجاه جلب رؤوس الأموال وكذا التكنولوجيات الحديثة من جهة، والسماح للجزائر بالاندماج في سلاسل قيم الاندماج العالمية من حيث في الأسواق وكذا قدرات الإنتاج من جهة ثانية.
من هذا المنطلق، اعتبر عبد الرحمان هادف أنه لابد من تغيير المقاربة في إبرام الشراكات واستغلال كل المقوّمات ولاسيما الورقة الطاقوية، وهو ما يتطلب، حسب تحليله، توفّر خارطة طريق خاصة بالشراكات الدولية لاسيما مع الأقطاب الاقتصادية العالمية الكبرى.

وأضاف بأن هناك تحوّلات كبرى حاليا يمكن استغلالها لمصلحة الاقتصاد الجزائري، خاصا بالذكر قرار الاتحاد الأوربي مؤخرا بوضع مخطط إعادة توطين الصناعات في دول الجوار تحت مسمى "نيرشورينغ"، أو مع الدول الصديقة تحت مسمى "فراندشورينغ"، معربا عن اقتناعه بأن هذا المخطط يمثل فرصة ثمينة للجزائر بالنظر لموقعها الجغرافي وعلاقاتها المتميزة مع الاتحاد الاوروبي.

 وأبرز محدثنا أهمية استغلال رغبة الاتحاد الأوروبي في إعادة توطين صناعاته، لاسيما في المجالات التي تعمل الجزائر على تطويرها وتعتبرها "استراتيجية"، على غرار صناعة السيارات والصناعات البتروكيماوية والصناعات التحويلية لاسيما الغذائية والصيدلانية، حيث أشار إلى وجود إمكانيات كبيرة لإبرام شراكات مع هذا القطب الاقتصادي والعمل على بعث استثمارات حقيقية  على المدى البعيد وليس مجرد استثمارات ظرفية.

وأكد الخبير بأنه يجب على الجزائر استغلال الفرصة لوضع الآليات وفرق العمل التي تضم كفاءات، من أجل بلوغ الأهداف المسطرة.  وهو نفس المسعى الذي يمكن تحقيقه، وفقا لهادف، مع الدول الافريقية والدول التي تعتبر من بين أهم الشركاء الطاقويين للجزائر مثل الصين وتركيا، حيث شدد على ضرورة عقد شراكات تسمح للجزائر بتوسيع المجالات.