نطم، أمس، أساتذة من الأطوار التعليمية الثلاثة وقفات تضامنية أمام مديريات التربية عبر الوطن للتعبير عن تذمرهم ورفضهم للاعتداء الوحشي، الذي تعرضت له الأسبوع الماضي تسع أستاذات ببرج باجي مختار. وتم تنظيم هذا اليوم الاحتجاجي الوطني استجابة لدعوة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس ثلاثي الأطوار للتربية (ابتدائي متوسط وثانوي) (كنابست).

وعبر الأساتذة عبر الوطن الذين شاركوا في هذه الوقفة التضامنية بكثافة، عن "رفضهم للاعتداء الوحشي" الذي تعرضت له الأسبوع الماضي، أستاذات ليلا بمقر اقامتهن في برج باجي مختار، وكذا الاعتداء الذي طال أستاذات بولاية بسكرة، معتبرين أنه مؤشر على الواقع "الصعب" الذي يعيشه الأستاذ لا سيما في المناطق المعزولة. في هذا الصدد، دعا المكلف بالإعلام بهذا التنظيم النقابي، مسعود بوديبة، إلى ضرورة "تأمين المؤسسات التربوية والإقامات الخاصة بالأساتذة لا سيما في المناطق البعيدة، لحمايتهم من التهديدات والاعتداءات". كما دعا إلى اتخاذ "إجراءات ردعية في حق من تجرأ وتعدى على الأستاذات"، إلى جانب المطالبة بـ "سن قانون لحماية الأستاذ وتجريم الاعتداء عليه"، موضحا أن "الاعتداء على نساء في مقر سكنهن الوظيفي لمدة ساعتين من طرف عصابة ملثمة وتحميل أسلحة بيضاء" يعد "مساسا بالمرأة واستهدافا لحرمة الجزائر".

وكان الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أكد أول أمس الأحد، عدم تسامحه مع أي نوع من الأذى يستهدف المرأة الجزائرية أو شرفها، معبرا في ذات الوقت عن غضبه حيال "الأفعال الإجرامية المعزولة ضد المرأة في بعض المناطق، والتي لا تمت بصلة لأصالة وقيم المجتمع الجزائري". وأكد الوزير الأول في هذا السياق عدم "التسامح أبدا مع أي نوع من الأذى الذي يستهدف جسد المرأة أو شرفها"، مؤكدا أنه أمر "بتشديد الحراسة على الإقامات المعزولة ومعاقبة كل من يجرم في حق المقيمات ويمس بسلامتهن أو طمأنينتهن". كما عبر عن مواصلة دعمه لضمان المكانة التي تليق بالمرأة الجزائرية ولحقها في الحياة العامة ولحمايتها في الفضاءات العمومية، لتساهم بكل ما تملك من شجاعة وقوة في تشييد الجزائر الجديدة و"تجريم كل أشكال العنف التي تطال المرأة أو صورتها وعبر أية وسيلة". وتم الخميس الماضي، إلقاء القبض على تسعة أشخاص مشتبه في ضلوعهم في الاعتداء على معلمات الطور الابتدائي بولاية برج باجي مختار الحدودية، حسبما أفادت به النيابة العامة بمجلس قضاء أدرار.