من الإسكندرية إلى تاراغونا

ألعاب البحر المتوسط تحط الرحال من جديد بسواحل إسبانيا

ألعاب البحر المتوسط تحط الرحال من جديد بسواحل إسبانيا
  • 4568

سيكون الساحل الإسباني عاصمة للألعاب المتوسطية للمرة الثالثة بعد برشلونة (1955) وألميريا (2005)، حيث تستقبل مدينة تاراغونا هذه التظاهرة، التي تمثل محطة مثالية لإبراز شعار السلم والأخوة الذي تلتف حوله شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط.

يُتوقع من هذه النسخة 18 المقررة من 22 جوان إلى الفاتح جويلية القادم، أن تكون مناسبة كبيرة لشباب الحوض المتوسطي، للتأكيد على أن الرياضة تبقى من أهم عوامل الوحدة والترابط بين شعوب المنطقة. فقد أكدت هذه الألعاب منذ دورتها الأولى سنة 1951 بالإسكندرية المصرية، شغف وتعلق الدول المتوسطية بالرياضة؛ بدليل أن عدد المشاركين فيها يعرف من سنة لأخرى ارتفاعا ملموسا، ليصعد من 10 دول في دورة الإسكندرية 1951 إلى 26 بلدا بتعداد إجمالي يمثل 3622 رياضيا بتاراغوانا (رقم قياسي).

وتنظَّم هذه الألعاب بالتناوب بين دول الضفتين الشمالية والجنوبية؛ مما يعكس بشكل كبير، هدف وطموح باعثها المصري محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأولمبية المصرية آنذاك، الذي انتظر إلى غاية انتهاء الحرب العالمية الثانية لتجسيد حلمه القديم في إقامة ألعاب أولمبية «مار نوستروم»، وتعني البحر المتوسط باللاتينية.

فقد تقرر إنشاء الألعاب المتوسطية خلال جلسة للجنة الأولمبية الدولية سنة 1948 بمدينة سانت موريس السويسرية. وبعد هذا التاريخ بثلاث سنوات؛ أي في 1651، أعطى الملك فاروق إشارة انطلاق الدورة الأولى من الألعاب التي تشرفت مدينة الإسكندرية المصرية باحتضانها بمشاركة 735 رياضيا، كلهم ذكور تنافسوا في 13 اختصاصا، اقتسموا خلالها مجموع 268 ميدالية، حازت فيها إيطاليا على حصة الأسد بمجموع 62 ميدالية (28 ذهبية و22 فضية و12 برونزية).

وبعد هذه التجربة الأولى جاء دور برشلونة لاحتضان الدورة الثانية سنة 1955، بمشاركة 900 رياضي حملوا ألوان تسع دول تنافست في 19 رياضة. الجديد في هذه الدورة تمثل في منع اللجنة الدولية الأولمبية استعمال الشعلة الأولمبية؛ حيث تم استبدالها بـ «أمفور» الذي يمثل إناء يحتوي على ماء البحر الأبيض المتوسط الذي يوحد المشاركين في هذا العرس الرياضي.

وباحترام مبدأ التداول بين دول الضفتين رست السفينة المتوسطية في خرجتها الثالثة بالعاصمة اللبنانية بيروت سنة 1959، بمشاركة 12 دولة، منها دول التحقت بالركب لأول مرة كتونس والمغرب المستقلتين حديثا، فيما شاركت مصر وسوريا في هذه الدورة تحت لواء الوحدة (الجمهورية العربية الموحدة).

وفي سنة 1963 جاء دور مدينة نابولي الإيطالية لاحتضان الطبعة الرابعة بمشاركة 13 دولة تنافست في 17 اختصاصا رياضيا. والمميز في هذه الدورة هو الاهتمام الكبير الذي أولته الشخصيات السياسية لهذا الحدث الرياضي؛ بدليل أن حفل الافتتاح عرف حضور رئيس الجمهورية الإيطالية ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك.

وبحكم أنها كانت الدولة المضيفة أولت إيطاليا أهمية خاصة لهذه الألعاب من خلال حرصها على إشراك أحسن رياضييها، الذين مكنوها من التربع على صدارة الترتيب بمجموع 96 ميدالية، منها 32 ذهبية.

وعرفت الدورة الخامسة التي احتضنتها تونس سنة 1967، دخول الرياضة الجزائرية لأول مرة المنافسة، مثلها مثل ليبيا التي دشنت بدورها مشاركتها الأولى في هذه التظاهرة المتوسطية.

وشكلت المشاركة النسوية في هذه الألعاب الحدث البارز باعتبار أن المنافسة في دوراتها السابقة، كانت حكرا على الذكور فقط، بالإضافة إلى تميزها بإجرائها عملية مراقبة تعاطي المنشطات؛ تطبيقا لتوصيات اللجنة الأولمبية الدولية.

وعرفت هذه الدورة مشاركة 1249 رياضيا ورياضية مثلوا 12 دولة وتنافسوا عبر 14 اختصاصا، لتعود الكلمة في الأخير إلى إيطاليا، التي احتفظت بتاجها برصيد 83 ميدالية، منها 35 ذهبية.

وكانت بداية الجزائر محتشمة في هذه الألعاب؛ حيث اكتفت بثلاث ميداليات برونزية، اثنتان منها من نصيب العداءة ربيعة غزلان في رمي الجلة والرمح.

فروجة.ن/واج

233 رياضيا جزائريا في موعد تاراغونا

تشارك الجزائر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة من 22 جوان إلى الفاتح جويلية بتاراغوانا، بـ 233 رياضيا في 24 اختصاصا، حسبما أعلنت عنه حسيبة بولمرقة رئيسة الوفد الجزائري بإسبانيا، آملة أن ينجحوا في تشريف الألوان الوطنية على الرغم من التحضيرات  غير الكافية.

وأوضحت بولمرقة أن الوفد الجزائري المشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط يضم 479 فردا، منهم 233 رياضيا و102 تقنيين في 24 اختصاصا، بالإضافة إلى 12 فردا من اللجنة الطبية. ومن المتوقع أن تسجل دورة تاراغوانا المتوسطية عددا قياسيا من المشاركين، قوامه 3622 رياضيا مسجلين في 30 اختصاصا.

وتشارك الجزائر في 24 اختصاصا، ويتعلق الأمر بـألعاب القوى، كرة الريشة، الملاكمة، الدراجات، المبارزة، الجمباز، رفع الأثقال، الجيدو، الكاراتي دو، المصارعة المشتركة، السباحة، التايكواندو، التنس، كرة اليد، الكرة الطائرة، تنس الطاولة، الترياتلون، الرافل، التجديف، كرة القدم، الرماية الرياضية، الفروسية والشراع.

ف. ن

حسب التقنيّين حظوظ الجزائر  في التألق.. ضئيلة

أنهت الجزائر مشاركتها في الطبعة 17 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت وقائعها بمرسين، في المرتبة العاشرة برصيد 26 ميدالية (9 ذهبيات، فضيتان و15 برونزية)، وهي نتيجة إيجابية مقارنة بحصيلة 2009 ببيسكارا (إيطاليا)، عندما نالت النخبة  الوطنية آنذاك 17 ميدالية، منها ذهبيتان فقط.

وكالعادة، كان أكبر جزء في حصيلة الجزائر من الميداليات المتحصل عليها بمرسين، من نصيب الملاكمة (خمس ميداليات ذهبية) وألعاب القوى (أربع ميداليات ذهبية).

وستكون الاتحاديات الرياضة الجزائرية أمام تحد خاص بإسبانيا، وعلى رأس اللائحة الملاكمة وألعاب القوى اللتان حققتا نتائج إيجابية بمرسين، ولكن الأمور تغيرت منذ شهر مارس 2017، حيث شهدت الهيئات الفدرالية تغييرات جذرية بقدوم أسماء جديدة لتسييرها.

من جهته، رفض رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية مصطفى براف، الحديث عن عدد الميداليات المتوقع تحقيقها بتاراغونا، تاركا ذلك للاتحاديات المشاركة التي راسلت وزارة الشباب والرياضة حول الحصيلة المستهدَفة.

ورغم أن الرياضة غالبا ما أخفت مفاجآت في مختلف التظاهرات عندما يتعلق الأمر بالنتائج، إلا أن التقنيين الجزائريين يرون أن حظوظ الفرق الوطنية ستكون ضئيلة للتتويج بالميداليات في إسبانيا؛ بسبب التغييرات التي عرفتها الاتحاديات، والنزاع الذي كان قائما بين براف والعديد من الاتحاديات الرياضية الوطنية.

وفي ألعاب القوى، ستكون النخبة الوطنية أمام مهمة معقدة جدا أمام رياضيين مميزين، على غرار الإيطاليين والفرنسيين والمغاربة. وستطمح هذه الرياضة التي شهدت قدوم عبد الرحمان مرسلي على رأس المديرية الفنية الوطنية للاتحادية، في إعادة سيناريو الطبعة الفارطة عندما تُوجت بأربع ميداليات ذهبية، مدعمة الحصيلة الجزائرية بشكل كبير.

وبالإضافة إلى ألعاب القوى، فإن مهمة الملاكمة الجزائرية صعبة من أجل إعادة سيناريو 2013 (خمس ميداليات ذهبية)، حسب ما صرح بذلك المدير الفني الوطني مراد مزيان، الذي اعتبر أن النتيجة المسجلة من قبل الملاكمة الجزائرية في مرسين، كانت الأولى من نوعها بالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط؛ الأمر الذي سمح للجزائر بخطف المرتبة الأولى حسب الفرق للمرة الأولى في التاريخ، ولكن هذا السيناريو بعيد كل البعد من أن يتكرر في الطبعة القادمة؛ نظرا للتغييرات التي شهدتها الفيدرالية. وتضاءلت حظوظ الملاكمة الجزائرية في البروز على الأراضي الإسبانية بعد ترسيم غياب محمد فليسي بسبب تلقّيه إصابة على مستوى إبهام اليد، وبالتالي ستتجه كل الأنظار إلى مواطنيه رضا بن بعزيز صاحب الميدالية الذهبية في مرسين، وشمس الدين كرامو بطل إفريقيا.نفس السيناريو منتظر في رياضة الجيدو، حيث يعتبر المدير الفني بالاتحادية سليم بوطبشة، أن من الصعب توقع نتائج النخبة الوطنية بتاراغوانا نظرا للتغييرات التي حدثت على رأس الهيئة الفدرالية. وقال المدير الفني في هذا الصدد: ‘’الجيدو الجزائري شهد تغييرات عديدة بعد قدوم أسماء جديدة على مستوى الاتحادية. كما أن المدربين بحاجة إلى المزيد من الوقت من أجل تقييم مستوى الرياضيين».وفي الرياضات الجماعية ستسجل الجزائر حضورها في كرة القدم (أقل من 18 عاما ـ ذكور)، الكرة الطائرة (رجال وسيدات) وكرة اليد (رجال).

تحسبا للألعاب المتوسطية ... الطائرة الجزائرية تضع روتوشاتها الأخيرة

استفاد المنتخبان الوطنيان للكرة الطائرة (رجال/ سيدات) من تربص تحضيري مكثف؛ استعدادا لألعاب البحر المتوسط المقررة بتاراغوانا الإسبانية ما بين 22 جوان والفاتح جويلية القادم، كما أكّدت الاتحادية  الوطنية للفرع في بيان استلمت «المساء» نسخة منه.

وبالنسبة لتربص منتخب الرجال الذي اختتم أمس بزرالدة (الجزائر)، استدعى الناخب الوطني سليم بوحلة 12 لاعبا، من بينهم ثلاثة عناصر ناشطة خارج الوطن، وثلاثة أخرى من نادي برج بوعريريج (بطل الجزائر)، ويتعلق الأمر بكل من بلال سوالم، محمد أمين أم السعد وعبد الرؤوف حميمس (نادي برج بوعريريج)، إبراهيم لوادي وأكرم دقيش (المجمع البترولي)، سفيان حسني (قطر)، أيوب دقيش (السعودية)، أحمد قربوعة (مصر)، محمد عبايد وبوجمعة آكام (أولمبي الميلية)، سفيان بن يوسف (ناصرية بجاية) ويوسف بوروبة (نجم سطيف).

وبالنسبة للسيدات أجرين تدريباتهن بعزازقة (تيزي وزو)بتعداد يضم 12 لاعبة من ضمنهن خمسة عناصر من نادي ناصرية بجاية، ويخص الأمر كلا من ياسمين عبد الرحيم (إيستر/فرنسا)، شهلة بن مختار (نادي صدوق)، صبرينة تاملولت، زهرة غيمور وبختة رابح مازاري (نجم الشلف)، غزلان مولا (رائد بجاية)، أمينة عمراني، نوال حموش، سارة جودن، سارة وارت وجميلة بن ناصر (ناصرية بجاية) وياسمين براهيمي (نادي توجة).

ويشرف على تأطير الفريق الوطني النسوي للكرة الطائرة لفئة أقل من 23 سنة، المدرب عبد الحفيظ مولا. 

وخلال الموعد المتوسطي يتواجد المنتخب الوطني (رجال) في المجموعة الثانية رفقة فرنسا وكرواتيا، فيما تتكون المجموعة الأولى من إيطاليا والبرتغال واليونان، في الوقت الذي تضم المجموعة الثالثة منتخبات مصر وإسبانيا ومقدونيا. ويتواجد في المجموعة الرابعة كل من تونس وتركيا وألبانيا.

أما بالنسبة للسيدات فيتواجدن في المجموعة الرابعة رفقة مصر والبرتغال وسلوفينيا.

فروجة. ن

رئيسة اللجنة الطبية بـ «الكوا» فريال شويطر تؤكدالجزائر تريد رياضيّين نظيفين لا يتناولون المنشطات

أكدت رئيسة اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية فريال شويطر، أن الجزائر تسعى للمشاركة في ألعاب البحر المتوسط المقررة من 22 جوان إلى الفاتح جويلية المقبل بتاراغوانا الإسبانية، برياضيين نظيفين 100 % لا يتناولون المنشطات.

وقالت الدكتورة شويطر في هذا الشأن: «هدفنا الرئيس هو أولا المشاركة في هذه الألعاب برياضيين نظيفين 100 بالمائة لا يتعاطون المنشطات؛ من أجل إعطاء صورة نظيفة عن الجزائر». وأضافت: «للتأكد من ذلك سيتم إخضاع الرياضيين المشاركين في الألعاب المتوسطية بتاراغوانا لاختبارات مفاجئة لتعاطي المنشطات».

وحسب نفس المتحدثة، فإن دور اللجنة الطبية «لن يتوقف هنا»، بل يتواصل ليشمل مساعدة الرياضيين الجزائريين قبل وخلال وبعد الألعاب.

وقالت شويطر: «قبل توجهنا إلى إسبانيا، فبالإضافة إلى اختبارات تعاطي المنشطات المفاجئة، دورنا يقتضي منا إسداء نصائح طبية للرياضيين، لمساعدتهم على البقاء في لياقة وتحضير جيدين.. وعند تواجدنا بعين المكان سنساعدهم في الحصول على نتائج مشرفة، عبر متابعة طبية في المستوى»، مشيرة: «بعد نهاية الألعاب سنجري تقييما عاما عن الأشياء التي قامت بها اللجنة الطبية».

فروجة. ن