قصد التعوّد على أجواء المنافسة

أوّل وفد جزائري إلى الأولمبياد يصل باريس

أوّل وفد جزائري إلى الأولمبياد يصل باريس
  • القراءات: 585 مرات
 فروجة. ن فروجة. ن

يحلّ الوفد الرياضي الجزائري الأول، اليوم السبت، بباريس الفرنسية، التي تحتضن الدورة 33 للألعاب الأولمبية ما بين 26 جويلية و11 أوت القادم. ويضمّ السبّاحة نسرين مجاهد، ولاعبَي تنس الطاولة، مهدي بولوسة وليندة لوغرايبي. وسيكون متبوعا بوفد الرماية الرياضية (3) في اليوم الموالي (21 جويلية)، ثم منتخب المصارعة (8 عناصر) في الفاتح أوت القادم، في حين ستلتحق العناصر الأخرى المتواجدة خارج الوطن، مباشرة، بالقرية الأولمبية بباريس.
ستكون الجزائر حاضرة بمناسبة مشاركتها الخامسة عشرة في تاريخ الأولمبياد؛ أي 60 عاما بعد أوّل مشاركة جزائرية ممثلة في الجمبازي محمد لزهاري يماني، بتعداد رياضي مقبول (46)، فضلا عن 39 مدربا، وفريق طبي مشكّل من ستة مدلكين، وطبيب نفساني؛ الأمر الذي جعل مسؤولي أكبر هيئة رياضية بالجزائر "الكوا"، يتوقعون نتائج أفضل مقارنة بطبعة طوكيو 2020، نظير الجاهزية البدنية من جهة، والمرافقة الإعدادية النوعية التي وفّرتها الدولة من جهة أخرى.
وعلى إثرها، جدّد رئيس الوفد الرياضي الجزائري بفرنسا خير الدين برباري، التأكيد أثناء وصوله، أول أمس، إلى موطن الحدث باريس، على أهداف الجزائر من المشاركة في هذه الألعاب، والمبنية على أمور منطقية، ومؤشرات إيجابية؛ حيث هناك عدة أبطال سيعوَّل عليهم في الألعاب الأولمبية بالنظر إلى نسقهم التصاعدي؛ كالجمبازية كيليا نمور، والملاكمة إيمان خليف (66 كلغ)، والعدّاء جمال سيجاتي (800 متر)، مبرزا في الوقت نفسه: "سنعمل على حماية ودعم جميع أبطالنا الذين سيمثلون الألوان الوطنية في الألعاب الأولمبية باريس 2024". ولم يتردّد برباري في ذكر رياضيين آخرين، قادرين على إحداث المفاجأة والصعود على المنصة الشرفية الأولمبية؛ على غرار بشير سيد عزارة (المصارعة الإغريقية الرومانية)، ومصارع الجيدو دريس مسعود، والرباع وليد بيداني.
وعن تواجده بفرنسا 48 ساعة قبل وصول أول وفد رياضي جزائري، قال برباري: "إن هدفنا هو تحضير وصول الرياضيين الجزائريين إلى القرية الأولمبية.. لقد ضبطنا برنامجا يسمح لهذه العناصر بالالتحاق، مباشرة، بالقرية الأولمبية، قبل أسبوع من بداية منافساتهم؛ قصد تمكينهم من التأقلم مع أماكن تدريباتهم، ودخول غمار الأولمبياد بقوّة. وسيغادر رياضيونا القرية الأولمبية بعد 24 ساعة من انتهاء مشاركتهم في اختصاصاتهم".

القرية الأولمبية تفتح رسميا أبوابها

افتُتحت، بشكل رسمي، القرية الأولمبية المخصصة لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، أول أمس الخميس. واستقبلت الدفعة الأولى من الرياضيين ومسؤولي الفرق المشاركين في الدورة، التي ستستضيفها باريس من 26 جويلية إلى 11 أوت القادم.
وتقع القرية في منطقة سين سان دوني خارج باريس مباشرة. وتبلغ مساحتها 52 هكتارا. وتتكوّن من 82 مبنى مخصّصة لاستضافة الأولمبيين طوال مدة البطولة. ومن المتوقع أن يبلغ عدد الذين ستستقبلهم القرية الأولمبية، 14 ألف مشارك في الأولمبياد. كما إنها تستوعب الآلاف من الموظفين.
وعقب انتهاء دورة الألعاب الأولمبية سيتم تحويل الموقع إلى منطقة سكنية، ومكاتب إدارية، ومحلات تجارية. وكان تم تطوير المنطقة استعدادا لأولمبياد باريس 2024. وتضم بجانب القرية الأولمبية، مركزا جديدا للسباحة، وملعب دو فرانس، الذي سيستضيف منافسات ألعاب القوى، والحفل الختامي للأولمبياد.
جدير بالذكر أن العاصمة باريس، ستصبح ثاني مدينة في التاريخ تستضيف دورة الألعاب الأولمبية خلال 3 نسخ مختلفة، وذلك بعد تنظيمها مرتين سابقا في 1900 و1924. وستضاف لها نسخة 2024، في حين كانت العاصمة الإنجليزية لندن أوّل مدينة تستضيف الأولمبياد في ثلاث نسخ؛ أعوام 1908 و1948 و2012.

الجيدو الجزائري يضع لمساته الأخيرة بتربص فرنسا

اختار المنتخب الوطني للجيدو المشكّل من ثلاثة مصارعين، فرنسا كوجهة إعدادية أخيرة لوضع لمساته التحضيرية، قبل انطلاق فعاليات أولمبياد باريس. ويعكف منذ أوّل أمس، الثلاثي الجزائري دريس مسعود (أقل من 73كغ) ومحمد المهدي ليلي (أكثر من 100كغ) وأمينة بلقاضي (أقل من 63كغ)، على إجراء معسكر تدريبي؛ تكملة لتربص فالنسا بإسبانيا؛ حيث استفاد من معسكر مشترك مع نظيره الإسباني.
وفي هذا الشأن، أكد رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو، ياسين سيليني، أن المصارعين الثلاثة "يتمتعون، حاليا، بمعنويات جيّدة أياما معدودات قبل الموعد الأولمبي. ومستعدون لرفع التحدي" . وهدفهم التتويج بلقب أولمبي. وأضاف: "مصارعونا حضّروا بشكل جيّد للألعاب الأولمبية، وفي ظروف حسنة.. فدريس مسعود وأمينة بلقاضي اقتطعا تأشيرة الأولمبياد عن جدارة واستحقاق، بالتواجد ضمن الرياضيين 18 الأوائل في وزنهما في الترتيب الأولمبي.. وهذه النتيجة ضاعفت من إرادتهما وإصرارهما على معايشة حلمهما الأولمبي، والطموح إلى الصعود على منصة التتويج".
وسيكون الجيدو أولى المنافسات المبرمجة في بداية الألعاب الأولمبية. وستنطلق يوم 27 جويلية الجاري، لتنتهي في الثالث من أوت المقبل. وسيشارك فيها قرابة 378 رياضي (192 لدى الرجال و186 عند السيدات)، ممثلين لـ 122 دولة بالقارات الخمس.
وستكون فرنسا (البلد المضيف) واليابان الدولتين الأكثر تمثيلا في الموعد بـ17 مصارعا لكلّ دولة (7 ذكور و7 سيدات)، متقدّمتين على إيطاليا (13 مصارعا)، وأوزباكستان (12)، في الوقت الذي ستشارك بعض الدول مثل موريس ولبنان، وكينيا ومالطا، بمصارع  واحد لكل منهم.

3 رياضات جزائرية الأكثر تمثيلا

ستكون ألعاب القوى والمصارعة والملاكمة، الرياضات الجزائرية الأكثر تمثيلا في الألعاب الأولمبية بباريس، حسب القائمة الرسمية التي كشفت عنها اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية.
وتكون ألعاب القوى الرياضة التي نجحت في تأهيل أكبر عدد من الرياضيين (8)، من بينهم سبعة رجال وسيدة واحدة. كما إنّ حظوظ الصعود على منصة التتويج "البوديوم"، تقع على عاتق متسابقي مسافة 800 متر، وهم جمال سجاتي، وسليمان مولة، ومحمد علي قواند، يضاف إليهم اختصاصي الوثب الثلاثي محمد الطاهر ياسر تريكي.
أما المصارعة فستكون حاضرة في باريس بـ 8 مصارعين (6 رجال وسيدتين). وبإمكان الجزائر حصد ميدالية أولمبية في هذا الاختصاص، بواسطة بشير سيد عزارة (87 كلغ/مصارعة إغريقية روماني)، الذي يحتل مرتبة متقدّمة في التصنيف العالمي.
وبالنسبة للملاكمة التي أهدت الجزائر أوّل ميدالية أولمبية (أولمبياد 1984 بلوس أنجلس)، فتأتي في الصف الثالث من حيث عدد المشاركين بخمسة ملاكمين (3 سيدات ورجلان)، وفي مقدمتهم إيمان خليف (66 كلغ)، التي تملك حظوظا وافرة للحصول على ميدالية.
وتأتي المبارزة بخمسة ممثلين، من بينهم سليم هروي، والرباعي النسوي في اختصاص السيف، متقدمة على رياضتي الجيدو والسلاح الرياضي؛ بثلاثة عناصر لكلّ منهما.
وستكتفي رياضات كل من التجديف والدراجات وكرة الريشة (البادمنتون) والسباحة وتنس الطاولة، برياضيَين اثنين لكلّ منها، بينما تشارك في موعد باريس، رياضات الجمباز، والشراع، والكانوي كاياك، ورفع الأثقال بممثل واحد فقط.

"الكوا" تصدر "دليل الحلم الأولمبي"

 

أصدرت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، مجلة خاصة بعنوان "دليل الحلم الأولمبي"، بمناسبة المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بباريس 2024.
وتطرّقت المجلة المنجزة باللغتين العربية والفرنسية، بالتفصيل، لكلّ اختصاص رياضي، وتاريخ المشاركة الجزائرية في مختلف الدورات الأولمبية، ولتقديم الرياضيين 46 الذين سيمثلون الجزائر في هذا الموعد العالمي الكبير.
وفي افتتاحية المجلة، كتب وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن حماد الذي يرأس أيضا اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، رسالة تشجيع للرياضيين؛ حيث عاد بالمناسبة، للمشاركة الجزائرية الأولى في الأولمبياد قبل 60 سنة، قبل أن يتمنى "مشاركة مشرّفة" للرياضيين الجزائريين في دورة باريس.
وجاء في افتتاحية الوزير: "نعم، لبنات وأبناء الجزائر، اليوم، الحق في التطلّع لمشاركة مشرّفة جدا في أولمبياد باريس 2024. والمجد لهم ولوطنهم. والعودة مجدّدا لنشوة الانتصارات.. ولم تدّخر اللجنة الأولمبية أيّ جهد في توفير الإمكانيات لدعم مختلف الاتحاديات؛ من أجل تجسيد برامجها، وخاصة منها المتعلقة بالتحضيرات للمنافسات الدولية".
كما وجّه رئيس الوفد الجزائري في باريس، خير الدين برباري، رسالة بمناسبة هذا الموعد الأولمبي، مذكّرا بالوسائل المالية الضخمة التي سخّرتها الدولة لفائدة المنتخبات الوطنية والرياضيين؛ من أجل ضمان تأهّلهم، وتحضير ما قبل تنافسي عالي المستوى.
وقبل التطرّق للرياضيين المتأهلين لموعد باريس، عاد هذا الدليل للتذكير بتاريخ المشاركة الجزائرية الأولى منذ طوكيو 1964، والتي عرفت مشاركة الجمبازي محمد ياماني لزهاري.
وجاءت المجلة ثرية بصور ملوّنة للأبطال الأولمبيين السابقين؛ على غرار نور الدين مرسلي، وتوفيق مخلوفي، وحسيبة بولمرقة، والمرحوم حسين سلطاني. كما نشرت المجلة صور كلّ الرياضيين الجزائيين المشاركين في موعد باريس، تضمّنت بطاقاتهم الفنية، وبرنامج مشاركتهم.
وتشارك الجزائر في أولمبياد 2024 بـ46 رياضيا ينتمون لـ 15 نوعا من الرياضات؛ حيث ستكون ألعاب القوى والمصارعة الأكثر تمثيلا؛ بـ8 رياضيين لكل منهما.
وتشارك الجزائر في دورة باريس بأكبر تمثيل جزائري في الأولمبياد بعد ألعاب ريو 2016 (65 رياضيا)، وأثينا 2024 (63)، وبيكين 2008 (62)، وموسكو 1980 (59)، وسيدني 2008 (47).