عبد الحق حمر العين (لاعب دولي سابق في التنس) لـ”المساء”

إنشاء مراكز تكوين في الجزائر أفضل وسيلة لتطويرالتنس

إنشاء مراكز تكوين في الجزائر أفضل وسيلة لتطويرالتنس
عبد الحق حمر العين (لاعب دولي سابق في التنس)
  • 1183
 حاوره: سعيد.م حاوره: سعيد.م

رغم بلوغه سن الـ47، لا يزال  قلب عبد الحق حمر العين ينبض لرياضة التنس وقدماه تركضان لمزيد من التتويجات والألقاب، التي وإن شحت، إلا أنها لن تمحو صورة واحد من أفضل ما أنجب التنس الجزائري على مر الأجيال، حمر العين أثبت نهاية الأسبوع بوهران في منافسة وطنية رسمية، بأن مضربه لازال واقفا، ويؤلم منافسيه، فانتهزت المساء الفرصة، وسجلت معه هذه الدردشة القصيرة.

في المستهل، ماهي انطباعتك بعد فوزك بالمرحلة الثالثة للمسلك الفيدرالي للتنس بوهران؟

طبعا، أنا سعيد بهذا الفوز الذي يؤكد عودتي إلى مستواي السابق، بعد تجاوزي للمشاكل التي صادفتني بسبب مرض والدتي، الذي أعاقني عن التدريب بصفة عادية ومنتظمة، والحمد لله، اللقاء سيرته تكتيكيا، بعدما أدركت أنني لا يمكنني بلوغ قصدي بالضربات، بالإكثار من الكرات داخل الميدان، وإنهاك خصمي بها يمينا وشمالا في الأمام، وفي الخلف ..

الخبرة لعبت دورها أليس كذلك؟

فعلا، أعترف بأنني فزت بالدورة بسهولة مقارنة بالدورات السابقة، بفضل العمل الذي أقوم به مع المدرب مراد بومنيدر مدربي الخاص، وتشجيعات نجوم حكيمي، والمحضر البدني لنادي المجمع الرياضي البترولي موسى دالي، وأنا أتبع برنامجا خاصا بأهداف محددة، وهذه البطولة مقياس لجاهزيتي، والوقوف عند النقائص التي لازلت لصيقة بأسلوب لعبي حتى أصححها، وأطورها بعد ذلك، لكن عموما بدأت أسترجع إمكانياتي أحسن من العام الماضي، والحمد لله.

ما هي هذه الأهداف المحددة؟

بطولات في فرنسا في شهر ماي القادم، وكذلك الاحتفاظ باللقب الوطني للتنس هذا العام.

كيف يقيم حمر العين الخرجات الأخيرة للاعبينا الشباب عربيا وإفريقيا؟

عموما، النتائج المحققة إيجابية، لأنه ليس سهلا بلوغ نهائي بطولة إفريقية، وما حققه الشاب ريحان يجب أن نثّمنه، وأتمنى له مزيدا من النجاحات، فهو شاب طيب وخلوق ومنضبط ويعمل بجد، وفي هذا الخصوص، أتمنى أن تعمد الاتحادية الجزائرية للتنس إلى إنشاء مراكز تدريب للاعبينا الشباب، وتركز على تكوين المدربين الجزائريين، لأن مستوى اللاعبين الشباب متدن شيئا ما.

على ذكر مراكز التدريب، انطلقت الاتحادية في تجسيد بعضها، فمثلا في وهران كان على وشك الانطلاق، ثم توقف، فبماذا تعلق؟

فكرة جيدة، لكن ينبغي أن يكون هناك تجديد ومراكز تدريب حقيقية، وتجسيد ما يعرف بمشروع (رياضة- دراسة)، لأن النظام الدراسي الحالي لا يسمح للاعبينا الشباب التدريب بشكل كاف ومنتظم، وأنا أعي ما أقول، لأن لي طفلين يمارسان رياضة التنس، وأقف عند معاناتهما في التوفيق بين النشاط الرياضي، والتحصيل العلمي.

أحد أسباب تعطل مركز التدريب بوهران، رفض مدربي الأندية السماح للاعبيهم الواعدين الولوج في هذه المراكز، فما هو تعليقك على هذا التصرف؟

في هذا الجانب، على الاتحادية الجزائرية للتنس أن تكون حاضرة بحزم وصرامة، فإرضاء مدربي الأندية على حساب مصلحة التنس الجزائري أمر غير مقبول إطلاقا، وأنا متأكد أنه باستطاعتنا تكوين لاعبين ممتازين هنا في الجزائر، وعلى أيدي كفاءات وطنية.

هل نفهم من قولك أنك ضد فكرة الاتحادية بوضع أحسن عناصرنا الشابة في مراكز تدريب أوروبية بروما، برشلونة وفرنسا؟

نعم، أنا ضد هذه الفكرة، بالنسبة لي هي خداع، كنت أتمنى إنشاء مراكز هنا في الجزائر بمقاييس عالمية، وإعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من الرياضيين للتدريب والتكوين بتأطير جزائري، وببرنامج جدي وناجع. انتقاداتي بناءة، الهدف منها إعادة بناء التنس الجزائري، والبداية تكون بتسمية وتعيين مدربين لكل فئة عمرية، على أن نتابعهم، ويكونوا في اتصالات مستمرة مع نظرائهم بالأندية، حتى نقف على عمل اللاعبين وتحسن مستواهم، لا الإتيان بهم يوم المنافسة، مهما كان نوعها، وبعد ذلك يختفون لمدة سنة، كما يجب وضع دفتر خاص بكل لاعب تسجل فيه إيجابياته ونقائصه، لهذا أنا متأكد بأننا سنوفق في تطوير قدراتنا، وبلوغ مستويات عليا، لكن للأسف، هذا الأمر مفقود في الجزائر.

هل لحمر العين هدف مستقبلي في مجال التدريب؟

أحوز على ديبلوم تدريبي (مستوى 2) من الاتحاد الدولي للتنس، منذ سنة 2013 في المغرب، وكنت أول الدفعة هناك، وتلقيت عدة عروض لأكون مدربا في المغرب ومارسيليا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، وأمنيتي أن أفتح مركز تدريب هنا في الجزائر.

أحسن ذكرى لازالت محفورة في ذاكرتك؟

بطولة إفريقيا التي فزت بها سنة 1999 بالبنين، وفوزنا على تركيا في الدور نصف النهائي، وارتقاء المنتخب الوطني للمجموعة الثانية سنة 1995 في الكونغو، ووقتها كانت الجزائر تعيش العشرية السوداء.

وأسوأها؟

فقدان والدي رحمة الله عليه سنة 1989.

هل من إضافات؟

أشكر المنظمين والحكام، وعلى رأسهم أمين ساحي الذي أدى مهمته، وسير البطولة تحكيميا كما يجب، وهو إطار يتميز بالكفاءة، وأتمنى أن أعود قريبا إلى مدينة وهران، وللوهرانيين الذين أحبهم كثيرا وهم عائلتي الثانية.