بعد حصد الذهب
إيمان خليف تتحرّك قضائيا ضد المتطاولين
- 596
رفعت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف دعوى قضائية ضد الأشخاص الذين تطاولوا عليها خلال مشاركتها في أولمبياد باريس 2024، واتهموها بطرق غير أخلاقية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
صنعت خليف (وزن 66 كغ) الحدث في مواقع التواصل الاجتماعي منذ أول نزال لها على الحلبة في باريس، وكان ضد الإيطالية أنجيلا كاريني التي انسحبت بعد مرور 46 ثانية فقط، لتنطلق بعدها حملة انتقادات على البطلة الجزائرية، شاركت فيها عدّة شخصيات عالمية؛ على غرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومالك منصة "إكس" إيلون ماسك، بالإضافة إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ومندوب روسيا في مجلس الأمن، وكذا وسائل إعلام أخرى.
ولم تتأثر الملاكمة الجزائرية بما حدث، وظلت تشقّ طريقها نحو النهائي، قبل أن تختتم مشاركتها بتتويج هو الأغلى خلال مشوارها الرياضي، بإحرازها الميدالية الذهبية عقب فوزها في النزال النهائي على الصينية يانغ ليو، بإجماع الحكّام (5-0)؛ حيث تركت حملات التنمّر والتحرّش خلف ظهرها، مهديةً بلادها ثاني ذهبية في باريس.
هجوم مضاد لاسترداد الحق
في سياق متّصل، كشف المحامي الجزائري المغترب في فرنسا، نبيل بودي، أوّل أمس السبت، عن أن إيمان خليف - عبر مكتبه للمحاماة في باريس - قد رفعت دعوى قضائية ضد المتحرّشين والمتنمرين ضدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لدى المدعي العام في باريس، معتبرا أن الحملة التي كانت ضدّها، "عنصرية، وغير أخلاقية" ، كما جاء في بيان رسمي نشره على منصة "إكس".
وبعدما نجحت في التصدي لكلّ الحملات الغربية بفضل قوّة شخصيتها ومساندة الجماهير والرسميين الجزائريين لها بشكل خاص، والعربية بشكل عام، تأمل البطلة الأولمبية الآن، استرداد حقها عبر القضاء، خاصة أن الهجمات التي كانت ضدّها ليست بريئة، وفقا لمتابعين. وشكّك البعض في أنها جزء من تصفية حسابات خفية بين الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية.
ومن المعروف أن المحاكم لا تتسامح في مثل هذه القضايا التي تتعلّق بالعنصرية ونشر الكراهية؛ ما يجعل الجزائرية إيمان خليف متفائلة باسترداد حقوقها كاملة؛ بسبب الضرر المعنوي الذي تسببت فيه تلك الحملة "غير البريئة" ، ضدها، خاصة أنها جاءت في محفل رياضي كبير كالألعاب الأولمبية.
وتنافس خليف في المستوى العالي منذ سنوات عديدة. ولم تواجه أيّ مشكلات مع منافساتها من قبل. لكن تصرّف الملاكمة الإيطالية كاريني كان بمثابة بداية الحملة الشرسة ضدّها، ليستدل البعض باستبعادها "الظالم" من نهائي بطولة العالم 2023، دون الاستناد إلى أيّ أسباب قانونية.
الأميرة تتضامن بشدّة مع البطلة الأولمبية
وفي حملة دعم ملكة القفاز الجزائري، أبدت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، تضامنها الكبير مع البطلة الجزائر إيمان خليف.
وقالت السفيرة السعودية في فيديو نشره موقع "عربية أندبنتدب": "لقد حظيت بشرف الانضمام لعضوية اللجنة الأولمبية الرياضية ولجنة المساواة بين الجنسين والتنوّع والشمول، وبما أنني سيدة مسلمة عربية؛ لذا لا يمكنني أن أبقى صامتة عما يتم تداوله إعلاميا بشأن إيمان خليف". كما أضافت: "إنّ الآنسة إيمان خليف وُلدت فتاة، وعاشت طوال عمرها أنثى. ورغم البيانات استمر تداول المعلومات المضللة. إنّه أمر محزن. منذ صغرها كابنة لعائلة محبة لها في الجزائر، إيمان اجتهدت طوال حياتها لتصبح رياضية أولمبية، تنافس أمام العالم، ليس لأحد أن يشكّك في أنوثة إيمان خليف".
وختمت الأميرة ريما بنت بندر: "الاستمرار ببث المعلومة الخاطئة إنّما هو محاولة سلب كرامتها واستحقاقها؛ أقف هنا من أجل إعادة السيناريو مجددا".