في إنجاز جديد، أحرز البطل العالمي الجزائري أمين بوعافية، لقبا عالميا جديدا في رياضة الحمل بالقوّة، هو السادس عشر في مشواره الحافل بالإنجازات المتميّزة؛ حيث نال ميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم التي جرت منذ يومين بمدينة ستايسفيل بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، بعدما نجح في حمل أثقال بلغت 330 كلغ و340 كلغ و350 كلغ، مؤكّدا جاهزية بدنية ونفسية كبيرة قلَّ نظيرها، ومتحديا الإصابة المعقدة التي لحقته في العضلة الخلفية للفخذ، والتي غيّبته قسرا عن المنافسة الرسمية لعام كامل (2024).

أبهر بوعافية منافسيه والجماهير الأمريكية التي صفّقت له كثيرا على أدائه المتميّز، ورباطة جأشه. وتغنّت الصحافة العالمية والأمريكية خاصة، بإنجاز ابن الجزائر بوعافية، في حضور منافسين أقوياء من مختلف دول العالم. وركّز الإعلاميون على المسيرة الحافلة لبوعافية، التي تمتدّ لأكثر من عقدين من الزمن، جمعت لها الإرادة، والصبر والتضحية. كما تناقلت وسائل الإعلام الجزائرية والعالمية، استحقاق البطل بوعافية لقبه العالمي السادس عشر، الذي أكّد به أنّه أيقونة عالمية وليس جزائرية وعربية فحسب. 

وصرح ابن الجزائر بعد إنجازه المبهر قائلا: "كان لقبا مستحقا، كافأت به نفسي نظير سنوات من التعب الذي لم يذهب هباء منثورا. لقد وقفني الله تعالى، وصعدت فوق المنصة العالمية مجدّدا. وعُزف النشيد الوطني في قمة التنافس العالمي، وهذا فخر ليس لي وحدي فقط، بل لكلّ جزائري وجزائرية" . وأضاف: "لقد عاهدت نفسي أن أعود قويا وصلبا منذ إصابتي. والحمد لله لم أخالف وعدي، ونلت لقبا، هو وسام يعلَّق على صدر كلّ جزائري".

«الأسطورة الصامتة" ، كما وصفه منافسوه، و"بطل من طراز نادر"، كما قال عنه رئيس اللجنة التنظيمية للمنافسة العالمية، أمين بوعافية، استمر في كتابة التاريخ في رياضة الحمل بالقوّة العالمية والجزائرية على وجه الخصوص رغم المصاعب والمثبطات، وغياب الدعم والمرافقة من الهيئات الرياضية الجزائرية؛ بدليل أنّ بوعافية كان على وشك التخلّف عن الموعد العالمي للعام الثاني على التوالي لولا الدور الحاسم الذي لعبته شركة خاصة للأدوية "غالكتكال فارم" في تمكينه من حضور المنافسة العالمية، والدفاع عن لقبه العالمي الذي أحرزه في سنة 2023، حيث تكفّلت هذه الشركة بمصاريف السفر، والإقامة، والتنقّل للبطل الجزائري، وهو ما قابله بوعافية بامتنان كبير، مشيدا بهذا الدعم المادي والمعنوي الذي كان محفّزا له للبقاء في القمة العالمية مجدّدا.

كما أتاح له هذا الدعم الخاص إهداء الجزائر لقبا عالميا، تفتخر به الأجيال الجزائرية لسنوات، بل لعقود، خاصة الشباب العاشقين لرياضة الحمل بالقوة أو رفع الأثقال، وما أكثرهم! والذين بعث لهم بوعافية رسالة مباشرة من خلال هذا الإنجاز العالمي الجديد، أن رياضة الحمل بالقوة هي "رياضة صبر، وانضباط وأخلاق" ، كما لخّص ذلك رئيس اللجنة التنظيمية لبطولة العالم بأمريكا، في إشادته بإنجاز البطل الجزائري أمين بوعافية.