تشكل أولويات الجزائر خلال العام الجاري
البروز والتألق هدف المنتخبات الوطنية في ألعاب وهران

- 1013

أبرز المحطات التنافسية التي تعول عليها العناصر الوطنية الدولية، لمختلف التخصصات الرياضية رفقة الإطارات الفنية المسيرة لها، هي الألعاب المتوسطية التي ستنظم فعاليات طبعتها الـ19 بعاصمة الغرب الجزائري وهران، ما بين 25 جوان و6 جويلية القادم، بهدف إبرزا قدرات الجزائر التنظيمية والفنية، نظير المجهودات الكبيرة التي قامت بها الدولة في الإعداد لهذا الحدث الرياضي، من خلال المنشآت الرياضية الهامة التي استفادت منها مدينة الباهية وهران، وتعد استثمارا جيدا لفائدة الأجيال المقبلة من الرياضيين.
اتفقت الأجهزة التقنية المسيرة للمنتخبات الوطنية لعدد من الرياضات الجماعية والفردية، على أن الهدف الرئيسي من الاستحقاق المتوسطي، هو تحقيق المزيد من النجاحات، وإثبات علو الكعب بالنسبة لبعض الرياضات التي اعتادت على تشريف الألوان الوطنية، على غرار الكاراتي دو، والملاكمة وألعاب القوى والجيدو وغيرها. برمجت المديرية التقنية لجل التخصصات الرياضية، خلال الشهر الحالي، محطات تحضيرية مكثفة، من أجل وضع كل الروتوشات الأخيرة لدخول المغامرة الوهرانية في أحسن رواق، لاسيما أنها تشكل أولى أولويات الجزائر، خلال العام الجاري.
منتخب كرة اليد في تربص بإيطاليا
يعكف المنتخب الوطني لكرة اليد رجال، منذ أول أمس (الثلاثاء)، في تربص ما قبل تنافسي بإيطاليا، حيث سيخوض مباراتين وديتين أمام نظيره الإيطالي، استعدادا للألعاب المتوسطية بوهران، حسب ما أعلنت عنه الاتحادية الجزائرية للعبة، في بيان استلمت "المساء" نسخة منه. أوضحت الهيئة الفيدرالية لذات الاختصاص، بأن أشبال المدرب الوطني، رابح غربي، سيخوضون مباراتين وديتين ضد منتخب إيطاليا، الذي يحضر هو الآخر للموعد المتوسطي بوهران، يومي 19 و22 جوان الجاري، على الساعة السادسة مساء بتوقيت الجزائر (18:00 سا).
وفي دورة وهران، يتواجد السباعي الجزائري، في المجموعة الثانية رفقة منتخبات إسبانيا وتركيا ومقدونيا واليونان، فيما تنتمي إيطاليا للمجموعة الأولى، إلى جانب منتخبات تونس وسلوفينيا ومصر وصربيا. بعد التظاهرة المتوسطية، سيشارك زملاء بركوس مسعود في البطولة الإفريقية للأمم، المقررة بمصر ما بين 9 و19 جويلية القادم، حيث سيكونون ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات كينيا والغابون وغينيا. فبعد 47 عاما من تنظيم الألعاب المتوسطية سنة 1975، تنظم الجزائر مجددا العرس المتوسطي، باحتضانها النسخة 19 بوهران، بمشاركة 3434 رياضي من 26 بلدا من الحوض المتوسطي، يتنافسون في 24 رياضة.
المصارعة الجزائرية تطمح إلى حصاد أفضل من دورة تاراغونا
من جهته، يستهدف الفريق الوطني للمصارعة المشتركة، خلال طبعة وهران المتوسطية، حصادا أفضل، مقارنة بالنسخة السابقة في تاراغونا الإسبانية، عندما حصل على ميداليتين فضيتين. في هذا الشأن، قال حمزة دغدوغ، رئيس اتحادية الفرع: "هدفنا خلال طبعة وهران، هو الحصول على نتائج أفضل من النسخة السابقة، وهذا يعني أننا نعول على الفوز بأكثر من ميداليتين فضيتين". خلال تظاهرة وهران، سيشارك المنتخب الوطني بما لا يقل عن 17 رياضيا في التخصصات الثلاثة لهذه الرياضة، وهي المصارعة الحرة والمصارعة اليونانية الرومانية والمصارعة النسوية، حسب نفس المسؤول.
كما أعرب حمزة دغدوغ عن أسفه لغياب أحد أفضل المصارعين الجزائريين خلال الألعاب المتوسطية، ويتعلق الأمر بآدم بوجملين، بسبب إلغاء منافسة فئة وزن 97 كلغ، على خلفية العدد المحدود من الرياضيين المسجلين. تابع في هذا الشأن: "إنها ضربة موجعة لنا.. أستطيع أن أقول، إننا خسرنا ميدالية مع غياب بوجملين، الذي كانت لديه حظوظ كبيرة للصعود إلى منصة التتويج، مع العلم أنه فاز بميدالية فضية خلال النسخة السابقة للألعاب".
بخصوص الموقع الذي اختير لاحتضان منافسة المصارعة، أبدى رئيس الاتحادية الجزائري، الذي عينته اللجنة الأولمبية الوطنية رئيسا للوفد الجزائري خلال الألعاب، رضاه عن قصر المعارض الواقع بحي "المدينة الجديدة"، مؤكدا أنه يوفر كافة الظروف التي تسمح بالسير الحسن للمنافسة. وأتم بالقول: "أتيحت لي فرصة زيارة مكان المنافسة، ووقفت على تقدم الاستعدادات لاستضافة فعاليات المصارعة، بالإضافة إلى التخصصين الآخرين المقرر إجراؤهما في عين المكان. أنا متفائل بشأن التنظيم الجيد للمسابقات المبرمجة على مستوى هذه المنشأة".
البحارة أمينة بريشي تستهدف التألق بمسقط رأسها
في رياضة الألواح الشراعية، تعتبر البحارة أمينة بريشي، من بين أعضاء الوفد الرياضي الجزائري، الذين تعلق عليهم آمال كبيرة في الاستحقاق المتوسطي، الذي ينطلق يوم 25 جوان الجاري بوهران. لكن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة لهذه الرياضية، التي تعتبر أن الألعاب المتوسطية المقبلة مميزة جدا، على المستوى الشخصي، لأنها ستجرى في مسقط رأسها، وفي بيئة تعرفها جيدا، حيث بدأت خطواتها الأولى في الاختصاص. تدرك بطلة إفريقيا والعرب في 2019، صعوبة المهمة، خاصة أن مسابقة الألواح الشراعية ستتميز بحضور أبطال عالميين، من بين 94 رياضيا أعلنت عن مشاركتهم مؤخرا الاتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية.
قالت بريشي في هذا السياق: "كما هو معلوم، فإن الملاحة الشراعية الجزائرية تهيمن على هذه الرياضة على المستوى القاري، لكن يجب أن نعترف أن مستوانا لا يزال بعيدا عالميا، وقد تم التأكد من ذلك مجددا خلال دورة الألعاب الأولمبية السابقة في طوكيو". كانت هذه الرياضية قد شاركت رفقة حمزة بوراس في أكبر تظاهرة رياضية دولية، كممثلين وحيدين للجزائر في منافسات الألواح الشراعية، لكن مشاركتهما كانت سلبية في تخصص (أر أس إكس)، حيث أنهيا سباقاتهما على التوالي في المركزين 25 و27. ورغم ذلك، ثمنت البطلة الإفريقية هذه المشاركة واعتبرتها تجربة جيدة، مذكرة في نفس الوقت بأنها خاضت هذه المنافسة ذات المستوى العالي بدون حجم كاف من المنافسات، في ظل توقف النشاط الرياضي لفترة طويلة على خلفية تفشي فيروس "كورونا".
وأضافت: "منذ ذلك الحين، وأنا أعمل بجد لتحسين مستواي"، مشيرة إلى أن أكثر ما يفتقده الرياضيون الجزائريون في هذا الاختصاص"، هو نقص المعدات اللازمة لممارسة هذه الرياضة". لا تتردد بريشي في إبداء فخرها بما أنجبته وهران من أبطال في هذه الرياضة، رغم الصعوبات الكبيرة الذين تعترضهم، وهو ما يمثل بالنسبة لها "تحفيزا مهما لتمثيل مدينتي وبلادي أحسن تمثيل، خلال الألعاب المتوسطية المقبلة"، على حد تعبيرها.
ستكون مهمة هذه الرياضية، التي تكونت في نادي "سندباد" بوهران، أكثر صعوبة بعدما تم استبدال اختصاص "ار اس اكس" بلوحة "فويل"، لكنها غير قلقة كثيرا بهذا الشأن، معتبرة أن ممارسي هذه الألواح يتوجب عليهم التأقلم مع كامل الوضعيات، منوهة إلى أن الاتحادية الجزائرية المعنية جلبت في وقت سابق، لوحتين من الاختصاص الجديد، تم الشروع في التدرب عليهما. يذكر أن منافسات الألواح الشراعية ضمن الألعاب المتوسطية، مبرمجة على مستوى المركب السياحي "الأندلسيات" بعين الترك (غرب وهران).
تسع دول في منافسات كرة الماء ومنتخب الجزائر الغائب الأبرز
ستجرى منافسة رياضة كرة الماء لحساب الطبعة 19 للألعاب المتوسطية، بمشاركة منتخبات تسع دول، في غياب الجزائر، نظرا لتواجد هذه الرياضة في طور إعادة البناء، حسب تفسير الاتحادية الجزائرية للسباحة المشرفة على تنظيم نشاط الاختصاص. ووفق توضيحات رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة، عبد الحكام بوغادو، فإن اختصاص كرة الماء في الجزائر "يتواجد في فترة إعادة البناء.. حيث أطلقنا خلال عهدتنا الأولى (2017-2020)، البطولات الخاصة بفئات أقل من 13 سنة، أقل من 16 سنة، أقل من 18 سنة، وكذا أقل من 20 سنة، قبل أن تتوقف العملية بسبب جائحة "كورونا".. لكن بمواصلة العمل المخطط له، سوف نملك منتخبا تنافسيا بعد أربع سنوات".
وحول العراقيل التي تواجه تطور رياضة كرة الماء الجماعية في الجزائر، أسرد بوغادو، نقص الأحواض، وقال في شأنها، إنها تعد "المشكل الكبير" الذي يعيق انتشار هذه الرياضة، مضيفا: "نحن نعاني هذا النقص من أجل ضمان الحصص لتخصص السباحة، وكذا الموارد المالية، حيث لا تملك الأندية الميزانية اللازمة لتحمل المصاريف، لأن منافساتها تشبه بطولة كرة القدم، بخوص المباريات كل أسبوع باللعب ذهابا وإيابا مع التنقلات، لهذا قمنا بتفعيل نظام منافسة جديد يعتمد على إجراء بطولة وطنية على شكل مراحل متعددة". الجدير بالذكر أنه حينما احتضنت الجزائر العاصمة النسخة السابعة للألعاب المتوسطية عام 1975، شارك المنتخب الجزائري لكرة الماء في تلك الدورة، لكن مع مرور السنوات "لم يتم الاعتناء بهذه الرياضة، لتغيب الفرق الوطنية تدريجيا عن المواعيد الدولية إلى غاية الاندثار".
وفي غياب المنتخب الجزائري في منافسة كرة الماء المبرمجة من 24 إلى 30 جوان الجاري، سيقتصر التنافس على تسعة منتخبات، وزعت على مجموعتين سلوفينيا والبرتغال وفرنسا ومونتنيغرو وصربيا (المجموعة أ)، تركيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا (المجموعة ب). ستدوم التصفيات إلى غاية الإثنين 27 جوان الجاري، على أن يخصص يومي الثلاثاء والأربعاء (28 و29 من نفس الشهر) لإجراء المباريات الترتيبية (من الخامسة إلى الثامنة)، بالإضافة إلى اللقاءين نصف النهائيين. أما اليوم الخميس 30 من الشهر ذاته، فستعلب فيه المباراة من أجل المركز الثالث ثم اللقاء النهائي.