لترسيخ القيم الخضراء
البيئة والتنمية المستدامة حاضرة في الموعد

- 232

يولي منظمو الدورة الأولى، من الألعاب الإفريقية المدرسية المتواصلة فعالياتها بالجزائر، إلى غاية 5 أوت القادم، أهمية قصوى لنشر الوعي البيئي بين المشاركين وترسيخ القيم الخضراء، لدى الرياضيين الشباب القادمين من مختلف ربوع القارة الافريقية .
لهذا الغرض ومن أجل تكريس هذا الهدف، أعدّت لجنة المتطوّعين والمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، عبر المدن المستضيفة للحدث القاري بعنابة وقسنطينة وسطيف وسكيكدة، برنامجا ثريا ومتنوّعا يجمع بين التثقيف البيئي والممارسات الميدانية، في انسجام تام مع أهداف التنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الإفريقي.
ومن بين أبرز محطات هذا البرنامج، يأتي تنظيم دليل تطبيقي للتلاميذ حول زراعة النباتات العطرية والطبية، ويهدف هذا النشاط إلى تعريف المشاركين بأهمية البيوت الذكية والصديقة للبيئة، وتشجيعهم على استثمار الفضاءات الخضراء. كما برمجت اللجنة غدا الخميس، عملية غرس رمزية لأشجار تمثّل كل دولة مشاركة في قرية التلميذ الإفريقي، تحت شعار "عرس الأشجار". هذا الحدث البيئي المميز، سيتم خلاله غرس شجرة باسم كل دولة مع تثبيت رمز QR خاص بها، في مشهد يعكس وحدة إفريقيا البيئية.
وسيتحوّل مطعم القرية الإفريقية إلى ورشة فنية يوم 3 أوت القادم، من خلال رسم جداريات تعبّر عن شعار "الجزائر تحتضن إفريقيا"، بمشاركة تلاميذ وفنانين شباب من مختلف الدول، لتكون البيئة أيضا مساحة للفن والتعبير، ويتوّج البرنامج عشية اختتام الألعاب الافريقية المدرسية، بتوزيع "الميثاق الرياضي الإيكولوجي"، على جميع الرياضيين، وهو ميثاق رمزي يعكس التزام الأجيال الصاعدة بالممارسات الرياضية المستدامة والحفاظ على الطبيعة.
وتؤكد هذه الأنشطة وغيرها، من خلال لجنة المتطوعين والمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، أنّ "الرياضة ليست فقط منافسة وتحد، بل أيضا منصة لترسيخ قيم المواطنة البيئية ".
في هذا السياق، فعلت لجنة المتطوعين والبيئة والاستدامة، بعنابة، سلسلة مبادرات ميدانية راقية، بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني، هدفها ترسيخ سلوك رياضي أخلاقي يعزّز الوعي البيئي.
انتشرت فرق التوعية وسط الوفود والمشاركين، وهم يحملون رسائل بسيطة وعميقة في آن "احترام المكان، جزء من احترام المنافسة"، مشاهد تطوعية عبّرت عن رقي الصورة التنظيمية للجزائر، التي لم تكتفِ بتقديم التسهيلات الرياضية، بل جعلت من البيئة شريكًا صامتًا في كل منافسة.
وقد تفاعل ضيوف عنابة من الرياضيين الأفارقة مع هذه المبادرات بعفوية، من خلال التزامهم بإرشادات الفرز، وتقليص استعمال المواد البلاستيكية، بل وحتى مشاركتهم في حملات تنظيف رمزية قرب مواقع المنافسات، وسط أجواء أخوية عكست الطابع التربوي العميق لهذا الحدث القاري.
في كل زاوية من زوايا التنظيم، ظهرت بصمة الاستدامة، حاويات مخصصة، ملصقات تحفيزية، ونداءات ميدانية تدعو إلى جعل الرياضة أداة لصناعة وعي جماعي، لا يقتصر على الملاعب. وتأتي هذه الديناميكية كجزء من هذه التظاهرة الرياضية، التي اختارت الربط بين الأداء الرياضي والسلوك المسؤول، في خطوة تُبرز أن التفوق لا يُقاس فقط بعدد الميداليات، بل بقدرة الأبطال على احترام الإنسان والمكان.
بهكذا روح، تمضي الألعاب الإفريقية المدرسية نحو مزيد من الإشراق، حيث تلتقي الرياضة مع الأخلاق، وتتصافح المنافسة مع الوعي، في صورة حضارية تستحق أن تُروى وتُعمم.