اللقاء حول الرياضة النسوية ببومرداس يتوّج بتوصيات هامة

التحضير لوضع مخطط عمل لترقية الرياضة النسوية

التحضير لوضع مخطط عمل لترقية الرياضة النسوية
  • القراءات: 838
حنان سالمي حنان سالمي

استعرض المتدخلون خلال اللقاء الولائي حول الرياضة النسوية المنعقد بمقر ولاية بومرداس نهاية الأسبوع المنصرم، أهم العراقيل التي تحول دون تطوير هذه الرياضة، لاسيما ما تعلق بالمنشآت والهياكل القاعدية غير المهيأة، إلى جانب نقص أو انعدام الدعم، الذي من شأنه التحفيز على ترقية هذا النوع من الرياضة، بالرغم من النتائج المبهرة المحققة من قبل السيدات على الصعيدين الوطني أو الدولي. من بين التوصيات التي خرج بها هذا اللقاء، حث الرياضيات في مختلف الأندية على استكمال مشوارهن الرياضي والعمل على أن يصبحن بدورهن مكوّنات ومؤطرات، حيث أثيرت خلال النقاش المفتوح الذي ميز اللقاء، إشكالية نقص التأطير النسوي في مختلف الرياضات، ما يطرح في المقابل إشكالية نقص الإقبال أو تخلي الفتيات عن استكمال مشوارهن الرياضي، وهذا يمثل أيضا إشكالية أخرى تجعل العمر الرياضي للفتيات أقصر بكثير. 

كما أثيرت نقائص أخرى تتعلق بالتجهيزات، لاسيما عدم تهيئة الهياكل الرياضية بما يتماشى مع خصوصية الفتيات إلى جانب نقص الدعم المادي للنوادي الرياضية النسوية.. وهي في العموم أسباب تحول دون تطوير الرياضة النسوية بالرغم من النتائج الكبيرة المحققة على الصعيدين الوطني أو الدولي، حيث تم حصد ألقاب وميداليات ذهبية، فضية وبرونزية، مثلما كان الشأن خلال 2021 بولاية بومرداس، حيث أحرزت 25 فتاة يمثلن نخبة الرياضة النسوية في كل من الفنون القتالية، تنس الريشة، تنس الطاولة والملاكمة ألقابا وطنية، وعربية ومغاربية ودولية.

الرياضة آخر اهتمامات المنتخبين المحليين

في سياق ذي صلة، قالت رئيسة نادي فتيات نجم بومرداس لكرة القدم، تقوى شنيخر، إن غياب الدعم يحول دون تطوير هذا النوع من الرياضة النسوية، مشيرة في حديث لـ "المساء" على هامش اللقاء الولائي، أن تلقي الدعم من مديرية الشباب والرياضة فقط لا يكفي. ودعت في هذا الصدد، المنتخبين المحليين إلى دعم النادي الفتي الذي حقق في ظرف وجيز من إنشائه نتائج مبهرة بوصوله للدور ربع النهائي لبطولة كأس الجزائر لكرة القدم النسوية 2019-2020 للأكابر، ولأقل من 20سنة، علما أن هناك فتاتين من النادي تلعبان ضمن الفريق الوطني لكرة القدم النسوية. 

من جهتها، أشارت كريمة طالب، مديرة نادي فتيات بومرداس لكرة اليد، الذي ينشط في القسم الممتاز، بوجود ما سمته "الخامات الرياضيةوتقصد بها النواة الأولى، "غير أن نقص الإمكانيات المادية وكذا أماكن التدريب يحول دون تحقيق الكثير من النتائج"، متحدثة في هذا الإطار، عن تمرن فريقها على مستوى المركب البلدي2 الذي يعاني من اهتراء متقدم، حيث ما تزال إشكالية التهيئة تطرح منذ سنوات دون جدوى، في ظل غياب أماكن أخرى للتدريب، مع العلم أن آخر النتائج المحققة للنادي كانت بلوغه نصف نهائي البطولة العربية لكرة اليد للسيدات في أكتوبر الماضي بتونس، حسب محدثتنا التي أشارت إلى أن "14 لاعبة من الفريق تنشطن على مستوى الفريق الوطني لسيدات كرة اليد، لاعبات 8 في الفريق (أ) و6 من ضمن الوسطيات والصغريات".

وبعدما أثارت إشكالية ضيق الوقت للتدريب بسبب ساعات التمدرس، داعت المتحدثة وزارة التربية إلى التفكير جديا في اعتماد توقيت مدرسي ينتهي عند الثانية بعد الظهر للسماح للتلاميذ بالالتحاق بالنوادي والجمعيات الرياضية. بدروه، يؤكد رئيس جمعية الشباب الرياضي، لجنات جيلالي عيشوبة، وهو مدرب الملاكمة، أن غياب الدعم المادي يحول دون تطوير هذا النوع من الرياضة النسوية، متحدثا في هذا المجال عن نحو 20 رياضية تمارسن الملاكمة بالجمعية، منهن ملاكمتان بطلتان وطنيتان خلال موسم 2018.

في انتظار.. رياح التغيير

أما رئيسة المكتب الولائي للجمعية الوطنية لترقية وتطوير الرياضة النسوية لبومرداس، صوراية زرقينوح، فتحدثت من جهتها عن نقص المنشآت القاعدية المخصصة للرياضة النسوية ببلدية بومرداس، معتبرة ذلك عائقا حقيقيا لتطوير الرياضة النسوية، سواء الاحترافية أو الترفيهية. وتطرقت في حديثها لـ "المساء"، عن وجود القاعة متعددة الرياضات "محمد بلعرج"، غير أنها، حسبها، ليست كافية، بالنظر للضغط الكبير المسجل لكثرة النوادي الرياضية التي تستغلها، ما جعلها ترفع نداء للسلطات المحلية، من أجل العمل على إنجاز قاعات رياضية أخرى للسماح بممارسة الرياضة النسوية في أريحية، أسوة بما تم إنجازه من ملاعب جوارية بكل بلدية ضمن برنامج خاص لترقية الرياضة في الوسط الشباني.

بالرغم كل النقائص المسجلة، إلا أن الصورة لا تبدو قاتمة، حيث عبر عدد آخر من رؤساء أندية وجمعيات رياضة نسوية لـ "المساء"، عن تفاؤلهم في تغيير المشهد، ومسايرة مساعي ترقية الرياضة لمسار التغيير العام الذي تعيشه الجزائر في كل القطاعات، وفقا لالتزام رئيس الجمهورية، حيث سيصل حتما لقطاع الرياضة هذا التغيير المنشود. وأكدوا بأن الطريق في هذا المجال ليس سهلا ولكنه غير مستحيل، رافعين راية الأمل عاليا، تماما مثلما كان الشأن بالنسبة للمنتخب الوطني الثاني لكرة القدم الذي أحرز لقب "أسياد العرب" في منافسة كأس العرب فيفا2021.