بتأهلهم لنهائيات كأس إفريقيا ٩١٠٢
"الخضر" يدخلون عهدا جديدا مع بلماضي
- 1785
دخل المنتخب الوطني لكرة القدم عهدا جديدا مع المدرب جمال بلماضي، الذي حقق في أربع مباريات على رأس الفريق، حصيلة فوزين، أحدهما خارج الديار مقابل تعادل وخسارة واحدة، مقتطعا من خلالها تأشيرة العبور إلى الكامرون للمشاركة في العرس الإفريقي. ويكون هذا الانتصار العريض أمام الطوغو "روى عطش" الجمهور الجزائري، الذي طالما بحث عن مثل هذه النتائج الباهرة.
وبطريقته الجديدة، تمكن المدرب السابق لنادي الدحيل القطري أن يغيّر من بعض العادات السيئة في التشكيلة الوطنية، التي كان يفرض فيها منطق "الزعامة والتكتل" و«الأقدمية’" في الفريق.
بلماضي بشخصيته القوية المعروف بها، لمس ما لم يستطع سابقوه التقرب منه، ألا وهو ما يسمى "نجوم" المنتخب عند البعض، والذين لم يكن من الممكن وضعهم على كرسي الاحتياط أو استدعاؤهم كلية للمشاركة في تربصات الخضر، غير أن بلماضي الذي عرف حيث يكمن الداء بعد خسارته ضد منتخب البنين، قالها صراحة وأكد عليها بعد اللقاء الماضي ضد الطوغو: "أنا أختار أحسن اللاعبين الذين يكونون في كامل لياقتهم البدنية".
وفي مفاجأة مدوية، قام بلماضي بالاعتماد على لاعبين لم يلعبوا منذ مدة مع المنتخب الوطني. وأعطى الفرصة لعناصر لأول مرة، وله تفسيره في ذلك؛ قال: "بعد مباراة البنين كانت لديّ فكرتي الخاصة حول مباراة الطوغو التي كنت أفكر فيها يوميا. كان هناك اختيار للرجال وفقا للقائمة التي وضعتها في الاتجاه الذي كنت أريده، فقد كان هناك بعض اللاعبين الذين فشلوا فيما طلبته منهم". ويرى الكثيرون أن المدرب جمال بلماضي يكون نجح في مهمته إلى حد كبير، خصوصا أنه عاد برباعية من لومي، ثلاثة منها سُجلت في وقت قياسي.
وأثنى زطشي على المدرب السابق لنادي الدحيل القطري بقوله: "لقد كانت له (بلماضي) نظرة دقيقة في تصحيح الأوضاع منذ مجيئه، وتمكن من إيجاد الحلول اللازمة". وما يثبت صحة "العقلية" الجديدة التي جاء بها بلماضي هو إجلاس سفير تايدر على دكة البدلاء، وإزاحة نبيل بن طالب من التربص، وهما اللذان كانا أساسيان "فوق العادة"، علاوة على عدم استدعاء عدلان قديورة ورشيد غزال وإسحاق بلفضيل. وبدلا من هؤلاء وضع المدرب ثقته في "المنتوج" المحلي بإقحامه أسامة شيتة لاعب اتحاد العاصمة في الوسط الدفاعي، فيما أعاد يوسف بلايلي إلى التعداد الأساس،وأدرججمالبنالعمريفيالدفاع.
ولم يعد "الخضر" بأي انتصار من إفريقيا منذ جوان 2016، وكان ذلك على حساب السيشل بالعاصمة فيكتوريا (2 -0) ضمن تصفيات "كان-2017". وراح الناخب الوطني يرسخ ثقافة الفوز في ذهنية اللاعبين حتى خارج الديار، وهو ما تجلى في مقابلة لومي. كما أن الخطة التي انتهجها أمام زملاء أديبايور كانت هجومية أكثر بالاعتماد على ثلاثة أسماء تصنع اللعب وتساند القاطرة الأمامية.
وصرح بلماضي: "طالما انتظرنا الفوز خارج الديار؛ لقد حان الوقت ليعود الفريق الوطني إلى الساحة الإفريقية كأول خطوة. دخلنا بذهنية الفوز وفرض أنفسنا على المنافس، وهو ما قام به اللاعبون الذين يعود لهم الفضل في ذلك". كما نوّه سفيان فغولي بالعمل الذي يقدمه المدرب الوطني منذ انتدابه في أوت، معتبرا أنه جاء بنفس جديد. وأفاد: "قتلنا المباراة في ظرف نصف ساعة، أظن أننا نسير في مرحلة التطور، وهناك تغيّر في الجانب المعنوي. نشكر الطاقم الفني على الوثبة البسيكولوجية المحققة".
وأجمعت كل الأطراف من لاعبين ومسؤولين، على أن "موقعة" لومي تُعد مواجهة مرجعية، إذ يرون أن الفريق قدّم أداء "مثاليا" من حيث نجاعة الدفاع وفعالية الهجوم. وتجلت هذه المكاسب في الأداء المقدم من طرف النخبة الوطنية والخيارات الفنية للناخب الوطني، بإقحام لاعبين لأول مرة، وإعادة آخرين والسماح للبعض الآخر بتأكيد علوّ كعبه،أضف إلى ذلك أن الفوز خارج الديار يعني أن الفريق بات يفرض وتيرته على منافسيه.
وأكد الجميع بلومي أن المنتخب الجزائري دخل عهدا جديدا اسمه "زمن بلماضي"،حيث عبّرالكثير منهم عن أملهم في أن يكون هذا الفوز مفتاح عودة الفريق الوطني إلى السكة الصحيحة.
وأوضح رئيس الاتحادية الجزائرية (الفاف) خير الدين زطشي عقب انتهاء هذه المواجهة قائلا: "أنا سعيد جدا بتحقيق الفوز خارج الديار لأول مرة منذ مدة، وهذا الانتصار بمثابة الانطلاقة الجديدة للفريق الوطني، وهذه مباراة مرجعية بالنسبة لنا. تسجيل ثلاثة أهداف في ظرف نصف ساعة هو أمر إيجابي، خاصة أنها جاءت وسط حرارة ورطوبة عاليتين".`
تصريحات المدربين
جمال بلماضي (مدرب المنتخب الوطني): راض جدا، وأهنّئ اللاعبين على ما قدّموه
أكد جمال بلماضي مدرب المنتخب الوطني، أنه راض جدا عن الأداء والنتيجة التي حققوها ضد الطوغو الأحد الماضي، والتي نجحوا فيها في التأهل رسميا لنهائيات كأس إفريقيا للأمم-2019.
وقال بلماضي بعد المواجهة: "حققنا نتيجة عريضة، وكنا قادرين على تسجيل أكثر من ذلك بالنظر إلى الفرص المتاحة لنا لو كنا أكثر فعالية. لست متشائما، لكننا في إعادة بناء الفريق. لاتزال أمامنا مباريات لكي نتحسن ونصبح أكثر صلابة وقوة. أنا راض جدا على ما نقدمه رغم الوقت الضيق. أجرينا تحضيرات في القمة خلال هذا الأسبوع، وهو ما منحنا الثقة قبل المواجهة. أهنئ اللاعبين على ما قدموه، لا يجب أن نقلل من شأن الطوغو، ولا أقول إنه فريق سهل رغم النتيجة. درسنا الخصم جيدا، وقللنا من خطورته؛ كون العناصر احترمت التعليمات". وأضاف: "الخيارات أثبتت طموحاتنا في الفوز، وهو ما تحقق. لدينا أسماء يلعبون بطريقة هجومية، لكنها ساعدت الدفاع. كنا متقدمين بثلاثية، ومن الصعب الحفاظ على هذا التقدم طيلة اللقاء خاصة في مثل هذه الوضعيات. اللاعبون كانوا محفَّزين ومركزين لإنهاء المواجهة بهذا الفارق. في الشوط الثاني لم نكن أكثر خطورة من الأول، كما كنا حذرين جدا في الدفاع. سنحضّر لقاء غامبيا بأكثر ثقة وأريحية، لكن هذا لا يعني أننا سنتساهل أمامهم، لأننا نصبوا إلى تأكيد الفوز في الطوغو أمام الفريق الغامبي".
كلود لوروا (مدرب الطوغو): أتحمل مسؤولية هذه الخسارة
"أتحمل مسؤولية هذه الخسارة لكنني لن أستقيل بعد هذا اللقاء. عشنا كابوسا خلال نصف الساعة الأولى. لقد واجهنا فريقا رائعا لم يتوقف عن الهجوم، وكان فعالا مائة بالمائة. لديهم نجوم مثل محرز وعطال الذي تركناه يتوغل ويراوغ الجميع ليسجل هدفا في منتهى الروعة، كما أن غياب الكوادر أثر علينا كثيرا، وتأسفت على الأخطاء الفردية القاتلة، وحتى حارس المرمى لم ينقذ الفرص الخطيرة. لعبنا بعناصر شابة ولا ألومهم على نقص الخبرة. في المرحلة الثانية عدنا وكنا على أعتاب تسجيل الهدف الثاني، ولو حدث ذلك لتغيرت المجريات. كما أجرينا تغييرات لكنها لم تؤت أكلها. لا ألوم التحكيم لأنه كان في القمة، لاتزال أمامنا مدة كافية لاسترجاع المصابين تحسبا لمواجهة البنين. والضغط سيكون على هذا الفريق؛ لأنه يلعب على أرضه، أما في حال الإخفاق في التأهل لكأس إفريقيا فسيكون نهاية عقدي، وأغادر منصبي".
تصريحات
خيرالدين زطشي (رئيس الاتحادية الجزائرية): هذا الانتصار بمثابة الانطلاقة الحقيقية للفريق الوطني
عبّر خير الدين زطشي رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عن سعادته بالفوز العريض للمنتخب الوطني ضد نظيره الطوغولي، والذي مكن الخضر من حجز بطاقة المشاركة رسميا في كأس إفريقيا 2019.
وقال زطشي في تصريحاته: "الحمد لله أننا ضمنا التأهل قبل انتهاء التصفيات، وأنا سعيد بتحقيق الفوز خارج الديار لأول مرة منذ مدة. هذا الانتصار هو بمثابة الانطلاقة الحقيقية للفريق الوطني. تحدثت مع اللاعبين قبل هذا اللقاء الهام وطالبتهم بالفوز. هذه مباراة مثالية، خاصة أنها جرت في أجواء صعبة جدا وأمام منتخب جيد، حيث تحققت بالإرادة والتضامن الكبيرين بين اللاعبين. سنكون في القمة خلال نهائيات "الكان" المقبلة لاستعادة مكانتنا في إفريقيا. تسجيل ثلاثة أهداف في نصف الساعة الأولى أمر إيجابي، خاصة أنه جاء وسط حرارة ورطوبة عاليتين؛ مما صعّب مأمورية العناصر الوطنية، لكني أشكر اللاعبين الذين أبانوا عن روح قتالية عالية". وأضاف زطشي: "وأهدي هذا الفوز للناخب الوطني، الذي أتمنى له التألق مع "الخضر". لقد كانت له نظرة دقيقة في تصحيح الأوضاع منذ مجيئه، وتمكن من إيجاد الحلول والوصفة اللازمتين. كما أننا لن نقصي أي لاعب من المنتخب الوطني. في كرة القدم الحديثة لا يوجد منتخب صغير وآخر كبير، غامبيا فازت بثلاثية على البنين التي تغلبت علينا. اللقاءات تختلف ولا يجب استصغار أي تشكيلة، لأن كل المنتخبات تحسنت في القارة".
وختم رئيس الفاف تصريحاته بالقول: "نهدي هذا التأهل لكل الشعب الجزائري. سنقدم منحة هامة للاعبين بعد اقتطاعهم تأشيرة الموعد الإفريقي، وسنحضّر لـ "الكان" بشكل جيد".
سفيان فغولي (وسط ميدان/الجزائر): قدّمنا مباراة مثالية وأهنّئ الجميع بهذا التأهل
"لعبنا بالقلب وكنا أكثر فعالية، لقد قدمنا مباراة مثالية، كما كان بإمكاننا تقديم أحسن من ذلك بعدما "قتلنا" المنافس في ظرف نصف ساعة. وأهنئ الجميع على هذا الإنجاز. أظن أننا في مرحلة التطور. صحيح أن اللعب خارج الديار أمر صعب للغاية، هناك تغير في الجانب المعنوي. ونشكر الطاقم الفني على الوثبة البسيكولوجية المحققة. الأصعب هو تأكيد الاستفاقة، وهناك مباراة غامبيا. علينا تقديم مردود أحسن بتصحيح الأخطاء؛ لأننا لم نبلغ بعد المستوى الذي نريده. وأهنّئ الجميع بهذا التأهل حتى من لم يلعبوا. الآن معنوياتنا في السحاب، وأهدي هذا الفوز لكل الشعب الجزائري".
جمال الدين بن العمري (مدافع/ الجزائر): بلغنا الهدف بتحقيق الفوز اقتطاع تأشيرة التأهل
"أشكر كل من ساعدنا ووقف إلى جانبنا لبلوغ هذا الهدف بتحقيق فوز كبير واقتطاع تأشيرة التأهل. لا نقول إننا قدمنا كل شيء ولايزال الطريق طويلا أمامنا. لقد كنا رجالا فوق الميدان، ونحن في خدمة الجزائر والمنتخب في أي وقت كان بحاجة إلينا. واجهت نجما كبيرا هو أديبايور، الذي يتميز بالقوة البدنية الكبيرة، لم أقم سوى بواجبي، ونحن جاهزون في أي وقت".
إيمانويل أديبايور (مهاجم/ الطوغو): علينا تحمّل الخسارة، ومباراة البنين صعبة لكنها ليست مستحيلة
"علينا تحمّل الخسارة، لكن يجب إيجاد الحلول. مباراة البنين ستكون صعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة. وسنقاتل هناك لانتزاع تأشيرة المرور إلى النهائيات الإفريقية. المنتخب الجزائري يمتلك نجوما كبيرة على غرار رياض محرز، الذي تطور مستواه كثيرا خصوصا مع مانشيستر سيتي".
كأس إفريقيا للأمم 2019 (تصفيات/ الجولة الخامسة) ... رياض محرز ضمن التشكيلة المثالية
اختار موقع "ستار أفريكا" الدولي الجزائري رياض محرز نجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، على رأس التشكيلة المثالية الخاصة بأفضل اللاعبين بالجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم، والمقرر إقامتها بالكاميرون صائفة عام 2019.
وكان رياض محرز ساهم بقسط كبير في الفوز العريض الذي عاد به المنتخب الوطني من العاصمة الطوغولية لومي، أمام المنتخب المحلي بنتيجة (4- 1)،حيثسجلهدفين.
وشهدت التشكيلة المثالية تواجد 3لاعبين عرب، وهم الجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح والمغربي مهدي بن عطية ومدافع جوفنتوس الإيطالي.
يُذكر أن منتخبات الجزائر والمغرب ومصر ضمنت تأهلها إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019.