نهائي كأس الجزائر: أولمبي الشلف 2- شباب بلوزداد 1 (بعد الوقت الإضافي)

السيدة الكأس تتوشح بأحمر "أسود الونشريس"

السيدة الكأس تتوشح بأحمر "أسود الونشريس"
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • 1450
سعيد. م سعيد. م

توج فريق أولمبي الشلف بكأس الجمهورية لعام 2023 في طبعهتا 56، بعد تغلبه، مساء أول أمس، على شباب بلوزداد، بنتيجة (2/1)، بعد الوقت الإضافي، في النهائي الذي احتضنه ملعب المركب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران، بعد انتهاء الوقت الرسمي بالتعادل الإيجابي (1/1)، وأمام جمهور غفير تعدى 30 ألف متفرج.

فاز أولمبي الشلف للمرة الثانية في مشواره، بكأس الجزائر بعد الأولى سنة 2005، مع نفس المدرب الحالي عبد القادر عمراني، وخلف بذلك شباب بلوزداد في سجل المنافس، التي لقب كأسها سنة 2019، والتي كانت توقفت لثلاث سنوات (2020 و2021 و2022)، قبل أن تبعثها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من جديد، وكان أولمبي الشلف الفريق السعيد، بعودتها، وعودته بالصعود فوق منصة التتويج، وتسلم لاعبوه الكأس الغالية، والميداليات من يدي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في أجواء احتفالية صنعها أنصاره الكثيرون، الذين رافقوه إلى وهران لمؤازرته، وفاق عددهم 20 ألف مناصر.

وقد عرفت المرحلة الأولى، اندفاع  شباب بلوزداد إلى الهجوم، الذي سهل عليه تمرير الكرة، وإخراجها من منطقته، ونقلها إلى الجهة المقابلة، بعد اعتماد الأولمبي على الضغط المتقدم، وكانت تلك مفاجأة، ونهج غير منتظر منه، وزاده وبالا، تلقيه الهدف الأول في المباراة من ركلة جزاء في الد08، أعلن عنها الحكم الرئيس بن براهم، ونفذها بنجاح الإفريقي وامبا، بعد احتكاك داخل منطقة العمليات بين زميله الإفريقي الآخر إوالا، وأحد مدافعي أولمبي الشلف، وهو القرار الذي احتج عليه "الشلفاوة" بشدة، وزاد احتجاجهم أكثر، واشتد غضبهم، بعد تغاضى الحكم بن براهم عن تصفير ضربة جزاء شرعية للشلف في الد10، بعد لمس واضح للكرة من لاعب بلوزداد الإفريقي وامبا داخل منطقة العمليات. وكانت هذه اللقطة، تأكيدا على صحوة حقيقية من "الشلفاوة"، الذين كادوا أن يترجموها أولا بهدف في الد 09، بعدما ارتطمت كرة  عدادي الرأسية بالعارضة الأفقية، بعد سوء تقدير للكرة من قبل حارس بلوزداد قندوز، وقد كان هدف بلوزداد، والذي اعتبره رجال المدرب عمراني بظلم تحكيمي لحقهم من الحكم بن براهم، دافعا قويا لهم لبداية مسك زمام أمور المباراة، عقب عودتهم إلى تنفيذ تعليمات مدربهم عمراني، المعروف عنه وفاءه لمبادئه ونهجه التكتيكي، واستعادة وسط ميدانهم لنشاطه المعهود، والذي كان أحد مفاتيح ظفرهم بالكأس، وتشكل من الثلاثي بوسعيد والبوتسواني إيدين وبلعربي، الذي خلف زميله المبعد فتوحي، وكلف بهندسة هجمات الأولمبي دون أن تأتي بالمطلوب، وتطرق مرمى الحارس البلوزدادي قندوز في هذه المرحلة الأولى، رغم اجتهاد هجومي بائن من عليان في الد33، وأخرى في الد 44، أخرجها المدافع العاصمي بلخيثر بصعوبة إلى الركنية.

الكوكي يفقد البوصلة ويخرج بالحمراء

في الجهة المقابلة، بحث شباب بلوزداد عن ثاني هدف يحسم به المباراة في الشوط الأول، لكنه أعاقه تراجع أدائه البدني، وزادته نرفزة مدربه التونسي نبيل الكوكي، حتى وفريقه متقدم في النتيجة، فضيع على نفسه وفريقه حسن تدبير ما بقي من زمن المباراة، فكلفه احتجاجه المستمر بطاقة حمراء، ومغادرة كرسي الاحتياط د في الد 101، تاركا مهمة توجيه أشباله لمساعده التونسي الآخر لهبيري.

الشوط الثاني، شهد استفاقة حقيقية لأشبال المدرب عبد القادر عمراني، الذين كثفوا من محاولاتهم الهجومية، وقد تميزت هذه المرحلة بثلاثة فوارق، رجحت كفة أولمبي الشلف، ومكنته من السيطرة على منافسه شباب بلوزداد، وفي جميع الجوانب، وكانت الأولى التعديل التكتيكي الناجح  للمدرب عمراني بإدخاله البديل مرسلي، ليأخذ مكانه على الجناح، بديلا عن عدادي الذي عاد إلى مكانه الأصلي في وسط الميدان، منشطا، وصانعا للعب فريقه كعادته، وبمؤازرة من القائد بوسعيد والبوتسواني إيدين.

كان لدخول مرسلي الأثر الإيجابي، حيث قدم الإضافة المرجوة، إذ لم تمر 07 دقائق عن إقحامه، حتى عدل الأولمبي الكفة بواسطة المحنك عدادي (د67)، والفارقة الثانية، تمثلت في خروج الثنائي البلوزدادي سالمي وبوصوف، وتعويضهما ببورديم وبلخير، وكانت تلك قراءة تكتيكية خاطئة من المدرب التونسي الكوكي، الذي ساعد من حيث لا يدري "الشلفاوة" في بسط سيطرتهم على وسط الميدان، وأطوار المباراة ككل، بالتالي تجاوز تشكيلته التي ظهرت منهكة بدنيا أصلا في هذا الشوط الثاني، وكانت تلك الفارقة الثالثة.

وكان الوقت الإضافي، تأكيدا، وتحصيل حاصل على حنكة المدرب عبد القادر عمراني، وسيطرة فريقه بالطول والعرض على أطوار المباراة، في ظل غياب كلي ومفاجئ لشباب بلوزداد، الذي استسلم لقوة أولمبي الشلف، وحيويته البدنية، والذي سجل عليه هدفا ثانيا في الد 94 من مرسلي ، وكاد نفس اللاعب أن يضيف الثالث في الدقيقة 112.

 


 

 

تصريحات

 عبد القادر عمراني  (مدرب أولمبي الشلف): "أهدي هذا التتويج لكل من وقف معي"

"لعبنا نهائيا قويا، وأمام شباب بلوزداد الصلب، ومتصدر البطولة الوطنية، ورغم تلقينا لهدف، إلا أننا استطعنا تسجيل هدف التعادل الذي حررنا كثيرا، ومكننا من تسيير المقابلة بعد ذلك، الفرحة اليوم هي فرحة اللاعبين، صحيح أننا نعمل بجد، ولكن ما يؤلم أحيانا هو الجحود، وأهدي هذا التتويج لعائلتي وأصدقائي الذين وقفوا إلى جانبي في الأوقات الصعبة".

عبد القادر بوسعيد (قائد أولمبي الشلف): "والشكر كل الشكر لأنصارنا الذين رافقونا إلى وهران"

"أنا سعيد جدا بهذا التتويج، وبحمل الكأس الثانية في مشوار أولمبي الشلف، وهو نتاج جهود كبيرة بذلت من كافة اللاعبين والمدربين والإداريين، والشكر كل الشكر لأنصارنا الذين رافقونا إلى وهران، وساندونا بقوة، وأهدي لهم هذه الكأس".

إبراهيم مرسلي (مهاجم أولمبي الشلف ومسجل الهدف الثاني): "تسجيل هدف الفوز يبقى ذكرى هامة في مشواري"

"أنا سعيد جدا بهذا التتويج الأول لي في مشواري، ومع أولمبي الشلف الذي منحنى الثقة، أشكر  كثيرا مدربي عبد القادر عمراني الذي وثق في إمكانياتي، ومنحني فرصة اللعب في مباراة هامة كنهائي الكأس، وتسجيل هدف هام فيها، والذي سيبقى ذكرى هامة في مشواري".

لاعبو بلوزداد يرفضون التصريح للصحافة

من النقاط السوداء في نهائي كأس الجزائر لهذه السنة بين شباب بلوزداد أولمبي الشلف، رفض لاعبي الشباب الإدلاء بتصريحاتهم لوسائل الإعلام، الحاضرة وبكثافة لتغطية الطبعة 56 لكأس الجزائر. فإذا كان لاعبو الفريقين، قد تحلوا بالروح الرياضية، رغم بعض الاحتكاك الخشن بين زمن وآخر في المباراة، أمر مفهوم لأهمية الرهان، وقوة الطموح، ودون أن يخرج عن الإطار الرياضي، إلا أن بلوغ درجة الغضب بالخسارة إلى درجة مقاطعة الصحافة في مباراة هامة كنهائي كأس الجزائر، فذلك أمر غير مقبول، ولا نشاهد مثل هذه التصرفات الرعناء في ملاعب كرة القدم إلا نادرا. وكان يجب على رجال المدرب التونسي نبيل الكوكي، أن يتعلموا ماهية الروح الرياضية، قبل ولوج الملعب، وبلوغ نهائي منافسة هامة وعريقة ككأس الجزائر، وقبل هذا وذاك، يعوا بأنهم يتقصمون زي نادي كبير وعريق اسمه شباب بلوزداد.

 


 

أصداء من نهائي كأس الجزائر

تم تخصيص 19 ألف تذكرة لكل من شباب بلوزداد وأولمبي الشلف، بمناسبة نهائي كأس الجزائر، وقد بيعت التذاكر عبر المنصة الرقمية "تذكرتي"، وحدد سعر التذكرة الواحدة بـ500 دج.

❊ فتحت أبواب ملعب المركب الأولمبي "ميلود هدفي" باكرا،  في وجه أنصار الفريقين،  وتحديدا على الساعة التاسعة صباحا، و ولجوا الملعب في ظروف تنظيمية جيدة.

❊ صنع أنصار شباب بلوزداد وأولمبي الشلف أجواء مميزة بـ"الباهية" وهران، حيث غزوا شوارعها منذ الصباح الباكر، موشحين بألوان فريقيهما، وفضلوا أهم ساحات وهران لأخذ صور تذكارية كساحة "أول نوفمبر"، وشارع "جيش التحرير الوطني" ( واجهة البحر)، قبل أن يشكلوا مواكب باتجاه ملعب ميلود هدفي.

لعب نساخ شمس الدين مدافع أولمبي الشلف، المباراة النهائية الثالثة له في  مشواره في منافسة كأس الجزائر، حيث سبق له لعب نهائيين، وتوج فيهما مع شبيبة القبائل سنة 2011، وشباب بلوزداد عام 2019 .

كان لاعبو شباب بلوزداد، الأوائل الذين دخلوا أرضية الميدان، قبل ساعة ونصف الساعة عن انطلاق المباراة النهائية ضد أولمبي الشلف، لتخفيف ضغط المباراة عنهم، وتحية أنصارهم الكثيرين الذين توافدوا بكثرة، لتشجيعهم ودفعهم لنيل الكأس التاسعة في مشوار بلوزداد.

أوراق رابحة في تعداد الفريقين، حرمت من لعب النهائي لأسباب متباينة، في صورة الثلاثي البوزدادي دراوي وحسام الدين مريزيق وحميدي، والشلفي فتوحي.

مخطط أمني صارم، تبنته مصالح أمن ولاية وهران، بمناسبة نهائي الكأس في طبعته 56، سواء  ما تعلق بتسيير حركة المرور، أو تنظيم جحافل أنصار فريقي اولمبي الشلف وشباب بلوزداد، الذين توافدوا بكثرة على ملعب "ميلود هدفي".

❊ خوف شديد انتاب الحضور، بعد اصطدام هوائي بين المهاجم الشلفي سويبع والمدافع البلوزدادي لعوافي، ما نتج عنه وضع غرز في رأس سويبع وعاد لتوه إلى الميدان، في حين نقل لعوافي على جناح السرعة إلى المستشفى، قبل أن يطمئننا الطاقم الطبي لـ"فريق العقيبة" على حالته الصحية، ويعود معافا إلى فريقه، والحمد لله.

صفق أنصار الشلف كثيرا على الدولي، ولاعب شباب بلوزداد حسام الدين مريزيق لما صعد إلى المنصة، مصابا، لتسلم ميداليته من  رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وقد أجرى مريزيق عملية جراحية ناجحة على ركبته اليسرى.

❊ كان مدرب الفريق الوطني جمال بلماضي، حاضرا في لقاء نهائي كأس الجزائر، وكالعادة لقي مدرب "الخضر" ترحابا كبيرا من أنصار بلوزداد والشلف.

* سعيد.م

 


 

فرحة عارمة بعد التتويج بكأس الجمهورية بشوارع الشلف

عاشت أول أمس، ولاية الشلف، ليلة بيضاء، كان أبطالها أنصار الأولمبي، الذين صالوا وجالوا في كل الأحياء، عقب تتويج فريقهم بالكأس الثانية في تاريخ النادي، على أرضية ملعب ميلود هدفي بوهران، وعلى حساب شباب بلوزداد بهدفين مقابل هدف، حملا توقيع عدادي ومرسلي.

رسم الأنصار صورة جميلة في مختلف شوارع الشلف، هاتفين بحياة اللاعبين وبمدربهم عبدالقادر عمراني الذي يعود له الفضل الكبير في هذا التتويج، من خلال الأجواء الاحتفالية الرائعة بروعة الإنجاز المحقق بعد 18 سنة من الانتظار، عقب التتويج الأول في موسم 2005 بملعب الخامس جويلية مع نفس المدرب الحالي، فرحة كبيرة عاشها أنصار أولمبي الشلف، حيث تحولت شوارع الولاية إلى فضاء للأفراح على الهواء، شارك فيه الصغير والكبير والنساء والأطفال، الجميع خرج للاحتفال على متن السيارات والدراجات وحتى الشاحنات الصغيرة، التي أطلقت العنان للأفراح، وهي تتزين بألوان الفريق. وتجمع الأنصار مُضيئين ومشعلين الألعاب النارية، التي أضاءت سماء الولاية، ليجعلوا ليلها نهارا، مرددين الأغاني التي تمجد النادي، حيث جابوا الشوارع بالسيارات ومشيا على الأقدام ، ليصنعوا أجواء فرحة مميزة، وحتى النساء لم تبخلن بزغاريدهن، شاركن رفقة الأزواج والأبناء هذه الفرحة الكروية، والأكيد أن التتويج بالنجمة الثانية، سيبقى راسخا في أذهان كل من يحب أولمبي الشلف، لأن التتويج بالكأس لم يأت صدفة، حسب الأنصار الذين التقتهم "المساء"،  خاصة أن المنافس هذه المرة، هو صاحب المرتبة الأولى، في ترتيب دوري الكبار، ويتعلق الأمر بشباب بلوزداد، والأكيد أن الأفراح ستتواصل والسيدة الكأس ستزور معاقل الشلفاوة، وحتى من صنعوا هذا الإنجاز التاريخي، لتعم الفرحة كل الأنصار وعشاق الفريق عبر البلديات.

م. عبدالكريم