العاصمة ترتدي حُلّة الاحتفالات
- 1564
انفجرت جميع الأحياء العاصمية بالصراخ والأهازيج والزغاريد؛ ابتهاجا بتوقيع نجم الفريق الوطني الجزائري رياض محرز، هدف الانتصار على منتخب نيجيريا (2- 1)، المُرادف لتأهل الجزائر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا-2019 بعد سنوات ”عجاف”، في لقاء صعب جرى سهرة أول أمس الأحد على ملعب القاهرة الدولي، ضمن المربع الذهبي للعرس القاري، لترتدي العاصمة الجزائرية حُلّة الاحتفالات في انتظار التتويج.
وتأهب أبناء كل بلديات الجزائر العاصمة لهذه المواجهة نصف النهائية ضد فريق ”النسور الممتازة”، عبر تنصيب أجهزة العرض على الحائط، لمتابعة اللقاء سوية مع تزيين شرفات المنازل والطرقات بالأعلام الوطنية والرايات الحاملة للشعارات الوطنية الممجدة لـ ”الخُضر”.
وفي وقت كان يعيش الجميع على الأعصاب إثر تعديل نيجيريا النتيجة (1- 1) وتوجه المباراة نحو الوقت الإضافي، باغت نجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي رياض محرز، الجميع بهدف عالمي في الرمق الأخير من صراع المربع الذهبي، عبر مخالفة مباشرة من مشارف منطقة العمليات، سكنت الزاوية البعيدة للحارس النايجري. وصفّر على إثرها الحكم الغامبي باكاري غاساما لنهاية المقابلة، وصعود الجزائر إلى الدور النهائي بعد غياب طويل عن هذه المحطة دام 29 سنة، ليُطلق عُشّاق ”الخُضر” العنان لفرحة عارمة كانوا بحاجة ماسّة إليها، حيث صدحت حناجرهم بالهتافات، مرددين الأهازيج الممجدة لتشكيلة ”محاربي الصحراء” التي اصطادت ”النسور النايجيرية” بأرض ”الفراعنة”، بامتياز وبراعة.
وتوجّه الجزائريون نحو الشوارع الرئيسة لمدينة الجزائر ”المحروسة” التي اكتظت بسياراتهم المزيّنة برايات الوطن، ومهللين بالشعار الشهير ”وان تو ثري .. فيفا لالجيري” الذي دوّى الساحات العامة لبلديات بئر مراد رايس والقبة وعين النعجة والعناصر وحسين داي والأبيار وباقي الأحياء العاصمية العتيقة، بدون نسيان ساحة البريد المركزي وساحة الشهداء، مع ربط الجمهور الجزائري هذا الإنجاز الرياضي عبر أهازيجه، بالحراك الشعبي الذي انطلق منذ 22 فيفري الفارط، والمُطالب بتغيير النظام السياسي السائد وإصلاحات اجتماعية عميقة لفائدة المواطنين.
ويبدو أن منسوب الثقة ارتفع لدى أنصار فريق ”الأفناك”، بإمكانية عودة رفاق متوسط الميدان ”الفنّان” يوسف بلاّيلي بالتاج القاري، مُرددين عبارات ”الشعب يريد كأس إفريقيا”، ومقتنعين بحتمية مواصلة هواية ”المُحاربين” المفضلة، وهي اصطياد ”أسود التيرانغا” في عرين ”الفراعنة”، متفائلين بالفوز المحقق من طرف رفاق المُحارب جمال الدين بلعمري على المنتخب السنغالي في الدور النهائي (1- 0).
وفي تجسيد لمشاهد مماثلة لاحتفاء الشعب الجزائري بإنجازات أبناء جلدته، تواصلت الأفراح طوال ليلة الأحد إلى الإثنين، حيث اختلط المشهد العام بالعائلات والشباب رجالا ونساء وصغارا وكبارا، مجسدين جميعا اللحمة الوطنية، وفخورين بمنتخب بلادهم.
كل المحتفلين يأملون مواصلة الأفراح والليالي الملاح حتى الجمعة المقبل، وهو موعد اللقاء النهائي الثالث في تاريخ المنتخب الجزائري، ضمن مشاركاته الإفريقية بعد نهائي نسختي 1980 و1990؛ فالقلوب مُصوّبة بداية من الساعة00ر20، إلى ملعب القاهرة الدولي الذي سيكون مسرحا لآخر محطة من الطبعة 32 لأغلى منافسة كروية في القارة السمراء.
ق.ر
البجاويون يحتفلون بالتأهل
خرج العشرات من أنصار الخضر بولاية بجاية سهرة أول أمس الأحد، بعد إطلاق الصافرة لنهاية المباراة التي جمعت أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي بنسور نيجيريا، حيث احتفلوا مطولا بهذا الإنجاز التاريخي للفريق الوطني بعد غياب عن هذا الدور منذ 29 سنة؛ إذ يعود التأهل الأخير للخضر إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم، إلى سنة التتويج عندما احتضنت الجزائر هذه الدورة في 1990.
لقد كانت فرحة مواطني ولاية بجاية كبيرة في مختلف البلديات، حيث عبّر الشباب عن سعادتهم بهذا التأهل، وصالوا في مختلف الأحياء على متن سياراتهم، وغنوا مطولا بأسماء اللاعبين والمدرب الوطني، حاملين الراية الوطنية من أجل التعبير بتمسكهم بالروح الوطنية، ويعتزمون أن يخرجوا مجددا في حال التتويج الجمعة القادم.
ح. حامة
هدف محرز أخرج القسنطينيّين إلى الشارع واحتفالاتٌ إلى ما بعد منتصف الليل
خرج مئات القسنطينيين مباشرة بعد إعلان الحكم الغامبي غاسما عن نهاية اللقاء الذي جمع المنتخب الجزائري بنظيريه النيجري لحساب الدور نصف النهائي من كأس الأمم الإفريقية الجارية وقائعها بالقاهرة، حيث انتظر عشاق الخضر من الجمهور القسنطيني، إلى غاية الدقيقة 39 من عمر المقابلة، قبل أن يتحرروا ويطلقوا العنان لأفراحهم، بعد المخالفة التي نفّذها المتألق وقائد الخضر رياض محرز، التي أسكن من خلالها الكرة في شباك المنافس، مؤهلا المنتخب الجزائر لثالث نهائي في مشواره الكروي بعد كل من نهائي 1980 بلاغوس ضد نيجيريا، و1990 بالجزائر ضد نفس الفريق.
أصوات أبواق السيارات والألعاب النارية كسرت جدار صمت ليل قسنطينة، حيث انطلق مباشرة القسنطينيون في شكل مواكب متسلسلة من مختلف أحياء المدن، صوب وسط المدينة، وبالتحديد نحو ساحة الشهداء بالقرب من دار الثقافة محمد العيد آل الخليفة، حيث تجمّع عدد كبير من عشاق المنتخب الوطني، وكانت الفرصة مواتية لإطلاق العنان للرقص والفرح، وسط الزغاريد وإطلاق الألعاب النارية وقرع الطبول. عدد من الأنصار الذين تابعوا اللقاء على أعصابهم بملعب الشهيد بن عبد المالك رمضان وسط المدينة من خلال شاشات عملاقة، كانوا يحضّرون للأفراح حتى قبل نهاية اللقاء؛ وكأنهم كانوا على يقين بفوز أشبال بلماضي، ليخرجوا وينضموا إلى قوافل القسنطنيين، الذين حجوا إلى وسط المدينة، ولم يبرحوها إلى ما بعد منتصف الليل.
أجواء خيالية صنعها أنصار الخضر بقسنطينة بالراية الوطنية التي امتزجت بألوان الفرق الرياضية، على غرار شباب ومولودية قسنطينة وجمعية الخروب، على وقع ”وان تو ثري فيفا لالجيري”، بالجسر العملاق أحمد باي، الذي كان هو الآخر، مقصدا لمئات الأنصار، فصنعت مواكب السيارات والدراجات النارية صورا مميزة، ستبقى خالدة في ذاكرة قسنطينة إلى وقت طويل. كما شهدت مختلف بلديات قسنطينة نفس الأجواء، واحتفل الشباب عن طريق حفلات غنائية و«ديسك جوكي”.
من جهتها، سخّرت مصالح الحماية المدنية عددا معتبرا من أعوانها، لمرافقة الأجواء الاحتفالية التي صنعها القسنطينيون بمناسبة تأهل الخضر إلى المباراة النهائية في كأس أمم إفريقيا المقامة بمصر؛ شأنها شأن مصالح الأمن، التي وضعت، هي الأخرى، مخططا أمنيا لضمان احتفالات في أجواء الفرحة بعيدا عن أي مشاكل، حيث تم وضع عدد من أعوان الشرطة لتنظيم حركة المرور بوسط المدينة، وعدد من رجال الأمن بالزي المدني، للتدخل في حال وجود أي مشكل.
زبير.ز
أجواء احتفالية كبيرة في وهران وتفاؤل بالنجمة الثانية
على غرار باقي المدن الجزائرية، عاشت مدينة وهران سهرة أول أمس، أجواء احتفالية كبيرة عقب التأهل الرائع والمستحق، إلى اللقاء النهائي على حساب منتخب نيجيريا العنيد.
فمباشرة بعد إعلان الحكم الغامبي باكاري غاساما عن نهاية المباراة المثيرة والحاسمة بين فريقنا الوطني ونيجيريا، خرج الآلاف من أنصار الفريق الوطني في مدينة وهران، معبرين عن فرحتهم البالغة بالتأهل المستحق لرفقاء القائد محرز إلى الدور النهائي. وكالعادة، تجمّع الوهرانيون في الأماكن التي نُصبت بها الشاشات العملاقة؛ كحي العقيد لطفي والحديقة المتوسطية وحديقة سيدي امحمد، وفي مختلف أحياء الباهية التي توشحت وتزينت بألوان العلم الوطني. وتعالت صيحات المناصرين من مختلف الأعمار ومن الجنسين، ممزوجة بزغاريد النسوة من المنازل وشرفات العمارات، والجميع يهتف بحياة الفريق الوطني ولاعبيه، الذين زفوا فرحة أخرى للملايين من الجزائريين، الذين فضّل بعضهم من أصحاب المركبات، تنظيم مواكب جابت مختلف الشوارع الرئيسة، مصحوبة بمنبهات السيارات والأغاني الرياضية الممجدة لمنتخبنا الوطني، ذكرتنا بما عاشته المدن الجزائرية شهر نوفمبر 2009 عقب موقعة أم درمان الشهيرة.
ولقد استمرت الفرحة إلى الساعات الأولى من صباح أمس، والمهم هو تسجيل الحضور والفرحة بما قدمه ”محاربو الصحراء” من أداء رفيع وعزيمة قوية ولعب رجولي، استحقوا به التواجد في اللقاء النهائي بعد 29 سنة.
وقد أجمعت آراء كل من اقتربنا منهم من أنصار وتقنيين، على الإشادة بالمستوى الجيد لرفقاء الحارس مبولحي، معبرين عن تفاؤلهم بجلب الكأس الإفريقية من أرض الفراعنة من أمام المنتخب السنيغالي، داعين كل الجزائريين إلى احتضان هذا المنتخب الواعد في جميع الأحوال، وشدّ أزر الناخب الوطني جمال بلماضي؛ لأن المستقبل لايزال أمام هذا الجيل من اللاعبين المميزين، والقادرين على إسعاد محبيهم وكل الجزائريين في قادم المواعيد والالتزامات الدولية.
سعيد.م
التموشنتيون يحتفلون بالتأهل للنهائي
سخّرت مديرية الشباب والرياضة بولاية عين تموشنت، شاشة عملاقة بالساحة العمومية 9 ديسمبر 1961 وسط المدينة، لفائدة أنصار المنتخب الوطني الذين كانوا في الموعد. هدف محرز وتأهل المنتخب الوطني للنهائي ردت عليه النسوة من أعالي الشرفات بالزغاريد، لتخرج مواكب السيارات على وقع أهازيج ”وان.. تو ...ثري فيفا لالجيري..” والمزامير والعزف على الآلة النحاسية والقلال والألعاب النارية والشماريخ، وهي كلها لوحات فنية، تعجز كل المصطلحات عن وصفها. وتعالت الهتافات بالتأهل أمام نيجيريا، وصنع الأهالي صورا رائعة في تلاحم جميع الفئات العمرية؛ أطفالا ورجالا و نساء؛ في احتفالية غابت عن الجزائريين منذ 19 سنة من الزمن. وأنست الفرحة الشباب الذين عاشوا على الأعصاب، في 10 دقائق الأخيرة، كل شيء، وتمنوا أن يعود أشبال بلماضي بالسيدة الكأس، وتكتمل الفرحة إن شاء الله. ونشير إلى أن مدينة عين تموشنت باتت مزيّنة بالرايات الوطنية.
م.عبيد
ليلة بيضاء في سكيكدة
عاش السكيكديون، سهرة أول أمس الأحد، ليلة بيضاء مباشرة بعد أن حسم المنتخب الوطني لكرة القدم تأشيرة التأهل إلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا الجارية بمصر، إثر تغلبه على منتخب نيجيريا بهدفين مقابل هدف واحد، حيث عمّت أجواء الفرحة كل ربوع الولاية، منها سكيكدة التي خرج كل سكّانها بمختلف أطيافهم رجالا ونساء وأطفالا وحتّى شيوخا حاملين الرايات الوطنية، ومطلقين العنان لفرحهم وابتهاجهم بهذا الفوز، مرددين أهازيج وهتافات ”وان تو ثري فيفا لالجيري”. كما استعملوا الشماريخ في مشهد رائع جميل، جعل عاصمة روسيكادا تعيش عرسا حقيقيا. ومباشرة بعد أن سجّل محرز الهدف الثاني إثر تنفيذه مخالفة عالمية في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عمّت الفرحة والبهجة، وتعالت الزغاريد من كل المنازل والمساكن، فيما رقص الشباب على وقع العديد من الأغاني الوطنية الرياضية الحماسية، مبتهجا بهذا الفوز وبأداء الخضر، فازدحمت الطرقات بمختلف المركبات خاصة وسط المدينة انطلاقا من ممرات 20 أوت، فشارع الأقواس، إلى غاية ساحة أول نوفمبر، التي عجّت بالشباب الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشة العملاقة، كما تابعوها على مستوى المقاهي في الساحات وفي الأحياء.
بوجمعة ذيب