مولودية الجزائر 1 - الوداد البيضاوي 1
"العميد" يتفادى الخسارة ويعقّد مأموريته
- 654
تكون مولودية الجزائر بعد تعثرها بعقر دارها أمام الوداد البيضاوي، أهدرت نسبة كبيرة من الهدف الذي سطره النادي، والمتمثل في التتويج بلقب الرابطة الإفريقية؛ لأن إهدار نقاط ثمينة على هذا المستوى من المنافسة الإفريقية، ينذر بالخروج منها حتى ولو أن كرة القدم ليست بالعلوم الدقيقة، وكثيرا ما تخبّئ لنا مفاجآت. ولا شك في أن الذين تابعوا أول أمس أطوار تلك المواجهة المغاربية، أجمعوا على أن العميد لم يلعب جيدا فحسب، بل كاد أن يترك الانتصار لمنافسه المغربي، مثلما حصل له في اللقاء ضد الترجي التونسي بنفس الملعب.
ظهرت بوادر هذا الإخفاق أمام الوداد البيضاوي بسرعة فوق أرضية الميدان؛ من خلال الخطة التكتيكية الحذرة التي انتهجها المدرب نبيل نغيز والتي فاجأت الجميع؛ حيث أوعز للاعبيه بتفادي الاندفاع كلية نحو الهجوم. ويجدر بنا التساؤل هنا عما إذا كان مدرب الفريق الجزائري متخوفا من منافسه وأخفى ذلك في تصريحاته الأخيرة التي سبقت المباراة، لما قال إنه يعرف جيدا قوة وضعف الفريق المغربي بفضل التجربة القصيرة التي قادته إلى البطولة المغربية؛ فحبذا لو أن تشكيلة العميد ضغطت بقوة عند انطلاق اللقاء؛ ما كان سيسمح لها بإيجاد، بسرعة، الثغرات داخل دفاع الفريق المغربي، لكنها لم تفعل.
وسمحت لهذا الأخير بكسب الثقة في النفس، وصد كل الهجومات الخطيرة القليلة، التي توالت على منطقته، بل كاد المنافس المغربي أن يفتح باب التسجيل مبكرا عن طريق مهاجمه اللافي لولا التدخل السريع للمدافع الربيعي، الذي أخرج الكرة من على خط المرمى في الدقيقة الحادية عشرة من اللعب، في حين أن أول لقطة خطيرة للفريق الجزائري جاءت في الدقيقة الواحدة والعشرين، إثر قيام المهاجم بلخير بشن قذفة قوية أوقفها حارس الفريق المغربي، الذي بقي متماسكا في خطوطه الثلاثة؛ ما جعله يسيطر في كثير من مراحل الشوط الأول، على مجريات اللعب، ويهدد دفاع العميد مرتين؛ الأولى في الدقيقة السابعة والثلاثين، لما تمكن المهاجم العملود من هز شباك الحارس بوطاقة، ولسوء حظه أنه كان في وضعية تسلل، بينما التطمت قذفة زميله الحساني بالعارضة الأفقية، قبل أربع دقائق من انتهاء الوقت الرسمي للشوط الأول، الذي تمكن فيه الفريق المغربي من خلق الخطورة في الهجوم، بفضل استغلاله المحكم مساحات أرضية الميدان.
لكن الذي فاجأنا في الشوط الثاني هو تمسّك المدرب نبيل نغيز بنفس التشكيلة بالرغم من أن التغييرات كان لا بد منها بسبب المردود الضعيف الذي أظهرته بعض عناصرها، التي استحال عليها التأقلم مع مجريات اللعب. الفريق الجزائري تأخر كثيرا في التحرر فوق أرضية الميدان. وفشل لاعبوه في خلق فرص حقيقية للتسجيل بعدما وجدوا الكثير من الصعوبات لاختراق الخط الخلفي للفريق المنافس. هذا الأخير وبالرغم من تراجع لاعبيه قليلا إلى الوراء، استمر في شن بعض الهجومات المعاكسة، كانت إحداها ناجحة بفضل لاعبه الكعبي، الذي تَسبب في الحصول على ضربة جزاء بعد تدخّل خشن من المدافع حداد؛ إذ لم يجد المهاجم جبران أي مشكل في تحويل الضربة الحرة إلى هدف في الدقيقة الخامسة والستين.
باقي مجريات اللعب كانت لصالح اللاعبين الجزائريين، الذين فرضوا حصارا قويا على دفاع الرجاء البيضاوي، مكّنهم ذلك من الحصول على هدف التعديل الذي سجله المدافع الربيعي برأسية في الدقيقة الثالثة والثمانين، إثر استغلاله مخالفة نفّذها زميله حراق. وكان بوسع العميد حسم الموقف لصالحه في الدقائق الأخيرة من اللعب لولا تسرع مهاجميه داخل منطقة العمليات. وقد بدا أن حصوله على التعادل كان أفضل من الخسارة.