تواصل وسائل الإعلام الفرنسية وبعض المحللين انتقاد الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر؛ ليس بسبب أدائه الفني والمستويات التي يقدمها مع نادي أولمبيك مرسيليا، ولكن بسبب طريقة لباسه، التي أعادت إلى الواجهة مشكلة الهوية في المجتمع الفرنسي، والتشكيك في نوايا الجميع. والغريب أن الفرنسيين خرجوا عن النطاق الرياضي، وطالبوا بالضغط على نجم "الخضر"؛ حتى لا يلعب بسروال داخلي طويل يغطي ركبتيه؛ لأنّه لا يمثل قيم المجتمع الفرنسي، ويروّج لقيم أخرى.

وانضم بن ناصر لنادي أولمبيك مرسيليا خلال "الميركاتو" الشتوي الأخير قادماً من نادي ميلان الإيطالي، بعقد إعارة حتى نهاية الموسم مقابل مليون يورو، مع خيار الشراء بمبلغ تصل قيمته إلى نحو 12 مليون يورو، بالإضافة إلى مكافآت محتملة تُقدر بثلاثة ملايين يورو. ومنذ انضمامه إلى نادي الجنوب الفرنسي شارك لاعب خط الوسط في ثلاث مباريات، قدّم خلالها مستويات جيدة، نال بها إعجاب أنصار الفريق والمحللين. لكنّ أطرافا أخرى تغاضت عن ذلك، واتجهت نحو أمور خارج الإطار الرياضي؛ لانتقاد إسماعيل بن ناصر.

وهاجم بعض المحللين ووسائل الإعلام الفرنسية بن ناصر خلال اليومين الأخيرين؛ بسبب طريقة لباسه؛ حيث انتقدوا بقوة إصراره على ارتداء سروال طويل يغطي ركبتيه. وقالوا إن هذا التصرف ليس له مكان في فرنسا؛ لأنّه يعود إلى أسباب دينية. وقال المحلل الفرنسي المعروف بيار مينيز: "بن ناصر يلعب بسروال داخلي. وإنني أكره رؤية اللاعبين يرتدونه عندما لا يكون الطقس بارداً". وأضاف: "إذا كان اللاعب يرتدي السروال لأنه يشعر بالبرد، فلا مشكلة لديّ؛ يمكنني تفهُّم ذلك. لكن إذا كان السبب دينياً، فالأمر مختلف. سنرى عندما تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة في مرسيليا، هل سيواصل ارتداءه؟ إذا فعل ذلك فقد يصبح مشكلة. على أي حال، في الشتاء لا أرى أي مشكلة في الأمر"، في حين أكد الصحفي فلوران غوترو بعدما علم أن السبب الحقيقي وراء ارتداء بن ناصر السروال خلال المباريات، مرتبط بأسباب دينية، قائلا: "لم أكن أعلم أنه يرتديه؛ لأسباب دينية.

ولم أنتبه لأنه يلعب دائماً بهذا السروال. صراحة، أكره اللاعبين الذين يقومون بذلك لأسباب دينية". من جهة أخرى، تعرّض بن ناصر، أيضا، لبعض الانتقادات بعد الإشادة التي حظي بها في بداياته مع مرسيليا، حيث رفض نجم فرنسا السابق، كريستوف ديغاري، تلك الإشادة. ووصف الأمر بالمبالغة الخالصة، وقال: "بن ناصر لم يقدم أي شيء إلى حد الآن حتى يتم الإشادة بها بهذه الطريقة.

الأمر مبالغ فيه". وأضاف: "ماذا قدّم إلى حد الآن؟.. لا شيء، إنه لاعب بطيء، ويكتفي بتمرير الكرات إلى الخلف فقط". ورغم ذلك يحظى لاعب ميلان السابق بمساندة قوية من طرف زملائه ومدربه روبرتو دي زيربي، الذي وصفه باللاعب الملهم لباقي زملائه، بفضل أدائه الكبير، وروحه القتالية والقيادية في نفس الوقت.