أصبح أكثر نجوم "الكان" متابعة في أوروبا
الكاف تحتفي بلوكا زيدان وتبرز تعلُّقه بالجزائر
- 227
ت. عمارة
أشاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بحارس "الخضر" لوكا زيدان، بعد بدايته المثالية مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا، بالفوز على السودان بثلاثية نظيفة، مشيرا إلى إمكانياته الكبيرة، وبروزه كنجم أول في “كان 2025” ؛ بدليل أن وسائل الإعلام الأوروبية تتابعه لأنه نجل الأسطورة زيدان، الذي كان حاضرا، أيضا، في بداية ابنه التاريخية مع "الخضر".
وأعد موقع الكاف تقريرا مطولا بخصوص لوكا زيدان؛ إذ أشاد به كثيرا. وقال: "لم يكن أحدَ أبرزِ مشاهد لقاء السودان، لكن شباكه بقيت نظيفة". وشارك لوكا زيدان أساسيًا. وسجل بداية موفّقة في كأس أمم إفريقيا، حيث أظهر الحارس البالغ من العمر 27 سنة، صلابة وهدوءاً كبيرين، مقدّمًا أداءً اتّسم بالثقة، والسلطة. ولم يُخفِ مدربه فلاديمير بيتكوفيتش، إشادته برباطة جأشه؛ قال: “منح زيدان شعورًا حقيقيًا بالأمان للمجموعة. ولعب بشكل جيد بالقدم رغم أنها من أوائل مبارياته مع المنتخب” .
ومنذ أول ظهور له في كأس أمم إفريقيا أثبت لوكا أنه لم يكن حاضرًا بمحض الصدفة. وكان بإمكان المسيرة الدولية للوكا زيدان أن تكون فرنسية، فقد حمل ألوان منتخبات فرنسا السنية في مناسبات عدة، غير أن قصة عائلية عميقة وواضحة دفعته إلى اختيار تمثيل الجزائر. ومن بين دوافع هذا القرار تحدّث لوكا بنفسه، عن التأثير الكبير لجده الذي شجّعه على التمسّك بجذوره؛ قال: “شجّعني جدي على اللعب للجزائر. كان يريدني أن أفتخر بأصولي. وأردت أن أكرمه بهذا الاختيار. قال لي والدي أن أتخذ قراري عن قناعة". هذا الارتباط العائلي القوي قاده إلى حمل قميص "الخُضر" بفخر واسم "زيدان" على ظهره.
وكان والده زين الدين بطل العالم 1998 مع فرنسا، حاضرًا في مدرجات ملعب الرباط من دون أن يؤثر ذلك على تركيز ابنه، الذي قال: “من الجميل جدًا حضوره مع شقيقي؛ لطالما حظيت بدعم عائلتي. ورؤيتهم هنا في كأس أمم إفريقيا تمنحني شجاعة إضافية للدفاع عن ألوان الجزائر". وتزامن وصول لوكا زيدان إلى حراسة مرمى المنتخب الوطني، مع مرحلة انتقالية يعيشها “محاربو الصحراء” . فبعد نسختين من دون أي فوز كانوا يبحثون عن استعادة توازنهم.
ويحمل مركز حراسة المرمى في تاريخ الكرة الجزائرية رمزية خاصة، ارتبطت بأسماء بارزة؛ على غرار رايس مبولحي، الذي جسّد طويلًا صورة الحارس الحاسم في المواعيد الكبرى، خاصة في كأس العالم 2014 وكأس أمم إفريقيا 2019، وعدة مباريات قوية قارية. واليوم يقع على عاتق لوكا زيدان حمل هذه الشعلة برؤيته الخاصة للمركز: هدوء تحت الضغط، وقدرة على توجيه الدفاع، والمساهمة في بناء اللعب من الخلف.
وجاء في ختام تقرير موقع الكاف: "لم يكن الحفاظ على الشباك نظيفة أمام منتخب السودان، محض صدفة، بل نتيجة تحضير دقيق، واختيار مسار مدروس، ورغبة واضحة في فرض النفس في مركز محوري، لا سيما بالنسبة لحارس مرمى انتظر فرصته بعيدًا عن الأضواء الدولية قبل أن ينال ثقة المدرب بيتكوفيتش".