لحثّ الأندية الجزائرية على كتابة تاريخها النضالي
اللجنة الأولمبية الجزائرية تدرس مشروع نص جديد
- 938
ستشرع اللجنة الأولمبية الجزائرية عن قريب، في إعداد مشروع نص جديد، يهدف إلى تشجيع الأندية والجمعيات الجزائرية الرياضية التي كانت تنشط خلال الحقبة الاستعمارية على إبراز تاريخها الرياضي، لا سيما في المرحلة التي سمحت لها بالمساهمة في النضال والكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، علما أن عدة أندية وجمعيات رياضية جزائرية كانت تضم في صفوفها، مسيّرين ولاعبين في شتى أنواع الرياضة سقطوا في ميدان الشرف والسلاح بين أيديهم، وآخرون كانوا يناضلون كل واحد بطريقته الخاصة في محاربة الاستعمار؛ من أجل تعجيل استقلال الجزائر من الاستعمار الغاشم، منهم من ذاق ويلات السجون الكولونيالية، وآخرون مارسوا الرياضة كوسيلة لإخفاء نضالهم السياسي، وأصبحوا فيما بعد مسؤولين في الثورة الجزائرية، بينما البعض الآخر تم تصفيتهم من قبل القوات الفرنسية الاستعمارية بعد اكتشاف نشاطهم النضالي.
بالنسبة للجنة الأولمبية، يتعيّن في هذا الصدد إبراز الدور الريادي الذي لعبته الأندية والجمعيات الرياضية الجزائرية لإحياء الروح الوطنية في نفوس المواطنين، وجعلهم يساهمون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تقوية الكفاح المسلح ضد الاستعمار، حيث كانت المباريات واللقاءات الرياضية التي تجريها الأندية الجزائرية مع نظيرتها الأوربية في كرة القدم بشكل خاص، تتّسم بالحماس الفيّاض للدفاع عن كرامة الجزائريين وإبراز حقهم المشروع في نيل الاستقلال.
اللجنة الأولمبية تريد من خلال ترسيم هذا المشروع الكبير، دفع الأندية والجمعيات الرياضية الجزائرية التي كانت متواجدة خلال العهد الاستعماري، إلى المساهمة في كتابة تاريخ الرياضة الجزائرية في الحقبة الاستعمارية التي امتدت مائة وثلاثين سنة كاملة، وقع فيها الشعب الجزائري تحت نار الاضطهاد والاستعمار إلى أن جاءت شعلة ثورة التحرير، التي دافعت عن مقوّمات الفرد الجزائري، وسمحت له بالتخلّص من استعمار غاشم لم يكن يفهم سوى لغة السلاح. وحثّت اللجنة الأولمبية الجزائرية هذه الأندية والجمعيات الرياضية على منح أرشيفها الرياضي للمتحف الأولمبي المتواجد بمحاذاة قاعة ”حرشة حسان” بالعاصمة. وستقترح اللجنة الأولمبية الجزائرية قريبا، مشروع هذا النص على جمعيتها العامة للموافقة عليه؛ حتى يتسنى لها تقديم شهادات وتشجيعات لكل ناد وجمعية رياضية قدّمت شهادات حية عن مساهمته في النضال والكفاح ضد الاستعمار لاسترجاع استقلال الجزائر.
وينبغي الإشارة في هذا الصدد، إلى المبادرة الطيبة التي قام بها الرئيس السابق لنادي مولودية الجزائر في السبعينات عبد القادر ظريف؛ لما قام يوم الأربعاء الفارط، بتسليم جزء من أرشيف عميد الأندية الجزائرية، لمصالح المتحف الأولمبي بحضور رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف وأعضاء مكتبه التنفيذي إلى جانب لاعبين ومسيرين قدامى في صفوف مولودية الجزائر ووجوه رياضية وصحافيين من مختلف العناوين الوطنية.