في أمسية استثنائية
المصارعة الجزائرية تحصد الذهب

- 158

أشعلت المصارعة الجزائرية لهيب القاعة متعدّدة الرياضات "شهر الدين شحلف" بعنابة، في أمسية استثنائية من نهائيات الألعاب الإفريقية المدرسية، حيث حصدت ثلاث ميداليات ذهبية مبهرة وسط أجواء احتفالية، وتنظيم عالي المستوى، بحضور شخصيات وازنة في المشهد الرياضي القاري.
انطلقت المواجهات النهائية لمنافسات المصارعة، وسط حضور جماهيري لافت، وتشجيعات حماسية زادت من حرارة النزال، حيث تنافست رياضيات من عدة دول إفريقية، في عروض اتسمت بالندية، اللياقة العالية، وروح التحدي.
وسرعان ما بدأ التألق الجزائري يسطع فوق البساط، حيث افتتحت المصارعة مليسا بوسعيدي رصيد الجزائر الذهبي بعد فوزها المستحق على التونسية زينب ناصري في نهائي وزن 61 كلغ، في نزال مثير أثبتت فيه المصارعة الجزائرية قوتها التكتيكية والبدنية، ثم أضافت البطلة مريم صفية غريب ميدالية ذهبية ثانية في وزن 43 كلغ، بعد أداء هجومي متوازن رجّح كفتها أمام منافستها، قبل أن تختتم يلدة أوتيس سلسلة الانتصارات الجزائرية في هذه الرياضة، بإهداء بلادها ذهبية ثالثة عن وزن 65 كلغ.
وفي نهاية المنافسات، سلّم والي عنابة عبد القادر جلاوي الميداليات للفائزات إلى جانب كل من رئيس اللجان الأولمبية الإفريقية مصطفى براف، حيث عبّر جلاوي عن فخره بالنتائج التي تحقّقها الجزائر، وأشاد بالتنظيم المحكم لهذه التظاهرة القارية، التي تحتضنها عنابة بكلّ كفاءة. كما شهدت الأمسية تتويج البطلات جيهان إسراء حارث (فضية في وزن 46 كلغ)، وهناء بدار (فضية وزن 49 كلغ)، فيما نالت حنان بن مراح برونزية في وزن 73 كلغ، ما رفع حصيلة المصارعة الجزائرية في يومها الثاني إلى ثلاث ذهبيات، فضيتين، وبرونزية، وسط توقعات بمزيد من التتويجات في الأيام القادمة.
مدرجات ممتلئة وأصوات تهتف للوطن
تدفّقت الجماهير العنابية بأعداد غفيرة نحو قاعة "شهر الدين شحلف"، طيلة اليومين الأوّل والثاني من منافسات المصارعة، ضمن الألعاب الإفريقية المدرسية 2025، صدحت الحناجر بالتشجيع، وتحوّلت القاعة إلى ساحة من الحماس الوطني الخالص. منذ انطلاق النزالات في اليوم الأول، ساند الجمهور العنابي المصارعين الجزائريين بحرارة، وصفّق طويلًا لكلّ حركة ناجحة وكلّ فوز على البساط، وفي اليوم الثاني، تضاعف التفاعل، وامتلأت المدرجات عن آخرها، في مشهد أثبت بأن الرياضة تعني الكثير لأبناء المدينة. وساهم هذا الدعم الجماهيري، في رفع معنويات الرياضيين، الذين أهدوا الجزائر عدّة ميداليات ثمينة، وسط فرحة جماعية، زادتها الأهازيج الوطنية بهجةً، لم يكن الحضور في المدرجات عاديًا، بل كان استثنائيًا، بكل المقاييس.
قرية الألعاب بالبوني
فضاءً للعيش المشترك والانفتاح على الآخر
بعيدًا عن التنافس الرياضي، تشهد القرية الإفريقية بالبوني تنشيطًا ثقافيًا لافتًا، سطّرته مديرية الثقافة والفنون لفائدة الوفود الإفريقية المشاركة، ضمن مسعى تعزيز التبادل الثقافي والتقارب الحضاري بين الشعوب.
في هذا السياق، نظّمت سهرة فنية عيساوية، مساء أوّل أمس، أحيتها فرقة "إشراق بونة"، التي أبدعت في تقديم أغانٍ روحية وإيقاعات جزائرية أصيلة، تمايل على وقعها الحضور الإفريقي، في أجواء احتفالية تقاطعت فيها الهُوية بالضيافة. السهرة كانت بمثابة فسحة وجدانية، لراحة الوفود الرياضية بعد يوم شاق من المنافسات، وعرّفتهم في الوقت نفسه بجوانب من التراث الموسيقي المحلي، ما جعل القرية الإفريقية فضاءً للعيش المشترك، والانفتاح على الآخر.
منافسات التجديف الشاطئي
حضور قوي للمنتخب التونسي
من شاطئ "عمر ريزي عمر" بعنابة، تنفّست الروح التنافسية في الفترة الصباحية من أوّل أمس، خلال اليوم الثاني من الألعاب الإفريقية المدرسية، حيث عرف التجديف الشاطئي منافسات قوية ومشاركة نوعية للمنتخب التونسي، الذي خطف الأضواء بتحقيقه مراكز متقدّمة وتأهّل عناصره إلى الأدوار النهائية.
بدأت المنافسات بسباق "ضدّ الساعة" لفئة الذكور، حيث احتل إياد زنطور المرتبة الثانية، بعد أداء انسيابي وثابت رغم الأمواج، فيما حقّقت ولاء العمري المرتبة الثالثة في نفس السباق لفئة الإناث، مؤكّدة الحضور التونسي القويّ في الرياضات المائية. في سباق الزوجي ذكور، حجز الثنائي إياد قوادري وضياء مرزوقي بطاقة التأهّل بعد نيلهما المرتبة الثالثة، وحقّقت الثنائيتان سيرين دغمان / مرام الجديدي (إناث)، وسارة العماري / عبد الودود وردياش (مختلط)، مراتب متقدمة منحت تونس حضورًا وازنًا في النهائيات القادمة. كلّ هذه النتائج عزّزت طموحات الوفد التونسي في رفع الراية الوطنية في الأدوار القادمة، وسط دعم واضح من اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية التي تتابع عن كثب تطوّر الأداء، موجّهة تحفيزاتها وتشجيعاتها لكامل الفريق.
الملاكمة النسوية تفرض حضورها
تواصلت فعاليات اليوم الثاني من منافسات الملاكمة إناث، ضمن الألعاب الإفريقية المدرسية، في أجواء حماسية احتضنتها قاعة الرياضات "كمال بوقشبية"، بالمدينة الجديدة "بن مصطفى بن عودة" في المقاطعة الإدارية ذراع الريش.
دخلت الملاكمات الشابات الحلبة بإرادة قوية وطموح عالٍ، وعرضن مستويات مشرّفة، عكست روح التحدي والانضباط الفني، وقد شهدت النزالات ندّية كبيرة بين المشاركات، وسط تشجيع لافت من الجماهير التي واكبت الحدث من المدرجات. تميّزت الملاكمات الجزائريات بحضور قوي، وتمكنّ في أغلب النزالات من فرض سيطرتهن، وهو ما يؤكّد جاهزية المنتخب الوطني للفتيات، وقدرته على افتكاك ميداليات في هذا التخصّص القتالي. واستقطب الحدث اهتمام مسؤولي الرياضة وضيوف البطولة، الذين نوّهوا بحسن التنظيم وجودة الأداء الفني، ما يعكس صورة مشرقة عن مستوى الملاكمة النسوية في القارة.
للإشارة، تابع والي عنابة، عبد القادر جلاوي سير المنافسات الرياضية في إطار فعاليات اليوم الأوّل من الألعاب الإفريقية المدرسية "الجزائر 2025"، حيث زار موقع رياضة التجديف في البحر، أوّل أمس، وعاين الظروف التنظيمية والتقنية المحيطة بالمنافسات، واستمع بانتباه لانشغالات ممثلي الوفود المشاركة والمنظمين، كما تنقل لاحقًا إلى شاطئ "سانكلو – رزقي رشيد"، حيث تجرى منافسات كرة السلة 3×3، ووقف على أجواء التنافس وروح الحماس التي تطبع التظاهرة، مؤكدًا دعم السلطات المحلية الكامل لإنجاح الحدث المدرسي القاري.