لا زال شباب بلوزداد يراهن على الفوز بلقب بطولة الرابطة الاحترافية الأولى، فعودته بتعادل ثمين من قسنطينة ضد الشباب المحلي، تؤكد مدى رغبة هذا الفريق في تقليص فارق النقاط، الذي يبعده عن رائد المجموعة وفاق سطيف.

ما يهم الآن شباب بلوزداد؛ البقاء ضمن كوكبة المقدمة، لمراقبة السباق عن قرب، ومحاولة استغلال التعثرات المحتملة للرائد، الذي تنتظره هو الآخر مواجهات صعبة للغاية بملعبه وخارج دياره، فالتعادل أمام شباب قسنطينة أعاد الروح للمجموعة، التي يقودها المدرب مانوجلوفيتش، هذا الأخير، وبالرغم من الانتقادات التي طالته في الأسابيع الأخيرة، توصل إلى الحفاظ على تماسك تشكيلته وثقة عناصرها. ويبدو أن التقني مانوجلوفيتش لم يبال كثيرا بهذه الانتقادات التي صدرت من الوسط الرياضي للنادي، في أعقاب خروج الفريق من منافسة الرابطة الإفريقية، وهو الآن متأكد من أن تشكيلته بلغت درجة كبيرة من القوة والوعي، اللذان يسمحان لها بمواجهة الصعاب فيما تبقى من عمر المنافسة، وهوما أكدته في لقائها الأخير بقسنطينة، حيث توصل شباب بلوزداد إلى الحفاظ على نظافة شباكه، بفضل خطة تكتيكية محكمة، نفذها لاعبوه الذين سيطروا على جزء كبير من المباراة. 

قال المدرب المساعد للفريق البلوزدادي كريم بختي في هذا الشأن: “كان في وسعنا تحقيق الانتصار في قسنطينة، لولا غياب الفعالية في الهجوم، حيث لم يستغل لاعبونا فرص التهديف، التي أتيحت لهم في الشوط الأول من اللعب الذي سيطرنا على مجرياته، بعد ذلك، واجه لاعبونا بحزم كبير العودة القوية للمحليين في الشوط الثاني، مما يؤكد أن شباب بلوزداد قادر على مواجهة الوضعيات الصعبة خارج قواعده.

يبقى العامل الوحيد الذي يخشى منه البلوزداديون، وهو الإرهاق، لأن الفريق أصبح لا يجد الوقت الكافي لاسترجاع كل طاقاته البدنية، بسبب تقارب المباريات التي يجريها في البطولة، وهو ما أشار إليه المدير الفني الرياضي للنادي حسين ياحي، الذي تأسف عن أن الرابطة الوطنية الاحترافية لم تراع ظروف فريقه، الذي سيضطر للعب خارج قواعده مباراتين متتاليتين في ظرف خمسة أيام، حيث سيسافر من جديد إلى وهران لمواجهة المولودية المحلية لحساب الجولة السابعة والعشرين من المنافسة، مما قد يؤثر على الحالة البدنية للاعبيه.

كانت إدارة شباب بلوزداد قد تمنت قيام الرابطة الاحترافية بتأخير اللقاء ضد الحمراوة بيوم واحد، كون لاعبي فريقها عادوا من سفريتهم إلى قسنطينة على متن الحافلة، هذا الوضع سيجبر مدرب شباب بلوزداد على إدخال تغييرات في التشكيلة الأساسية، من خلال إراحة بعض اللاعبين، الذين يشعرون بالإرهاق والتعب واستخلافهم بعناصر أخرى، مستعدة بدنيا للمشاركة في اللقاء ضد مولودية وهران، والأمر يتعلق باللاعبين الذين بقوا على كرسي الاحتياط في المباريات الأخيرة، على غرار المدافع بلخيتر والمهاجم بلحول، اللذان اشتكا من وضعيتهما داخل الفريق، وهما اللذان لعبا مع التشكيلة الأساسية في مرحلة الذهاب، واليوم يريدان استغلال استدعائهما من طرف المدرب مانو جلوفيتش، لتأكيد جدارتهما في كسب مكانة أساسية في الفريق، الذي سيختاره المدرب لمواجهة فريق الحمري، ولا شك أن أنصار شباب بلوزداد يترقبون الخيارات التي سيعتمد عليها مدرب تشكيلتهم، سواء في الجانب التكتيكي أو ما يتعلق بالتعداد الذي سيقحمه في الميدان.