في لقاء لم يدم أكثر من 15 دقيقة

انفصال بالتراضي بين غوركوف وروراوة

انفصال بالتراضي بين غوركوف وروراوة
  • 779
و. توفيق و. توفيق

وضع أمس المدرب الوطني كريستيان غوركوف حدا لتردده الشخصي المتواصل منذ مواجهتي غينيا والسينغال، مغلقا بذلك باب الأقاويل والتسريبات المتناقلة عبر مختلف وسائل الإعلام والرأي الرياضي حول بقائه أو رحيله. مدرب المنتخب الوطني في لقاء جمعه أمس برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة والذي لم يدم أكثر من 15 دقيقة، وضع حدا لمشواره على رأس "الخضر" منذ 2014، ونهاية العقد الذي يربطه إلى غاية 2018. مدة الاجتماع التي لم تدم كما سلف الذكر سوى 15 دقيقة، تجعلنا نعتقد أن الأمور محسومة مسبقا بين الطرفين وتم تأجيلها فقط، بدليل أن الحاج روراوة لم يُبد تمسّكا أو رفضا لهذه الاستقالة. والمدرب كريستيان غوركوف من جهته، لم يطلب تأجيلا إلى غاية لعب ما تبقّى من المباريات التصفوية أو إيجاد مدرب جديد.

لا أحد يشك في إمكانيات وكفاءة المدرب غوركوف، حيث يلقَّب بمكوّن المدربين، وهو اعتراف جاء حتى على لسان زيدان لما عيّن غوركوف على رأس المنتخب الوطني، حيث كان قد صرح بأن أكفأ مدرب يفهم لغة كرة القدم تولى مهمة تدريب الخضر.ويُعتبر التقني الفرنسي كريستيان غوركوف المدرب الرابع منذ عودة محمد روراوة على رأس “الفاف” في عام 2009، حيث سبقه الجزائريان رابح سعدان وعبد الحق بن شيخة، ثم المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش. وتقريبا، كل المدريين السابقين واجهوا ضغوطا كبيرة من الجمهور وأنصار المنتخب الوطني، مما أجبرهم على رمي المنشفة أو إبعادهم بسبب النتائج السلبية. هذا أيضا ما عاناه المدرب غوركوف، حتى وإن كان لم يتلق نفس الضغوط ونفس المتاعب التي واجهها سابقوه من المدربين. يمكن أن نقول بكل موضوعية، إنه عمل في ظروف تكاد تكون عادية.لذلك فإن السؤال الكبير: ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى رمي المنشفة وإعلان استقالته بصفة نهائية؟ وعلى الخصوص أنه قبل يومين، شكر اللاعبين، وعلاقته بهم على أحسن ما يرام، فمن أين إذن تتأتى دوافع الاستقالة؟

حين نطرح هذه التساؤلات فإننا لا نتجاهل بالتأكيد الضغوط المتزايدة التي بات يفرضها الجمهور بالدرجة الأولى، الذي يعتبر أن المنتخب الوطني أكبر من غوركوف، عندما نلاحظ أن التركيبة الحالية للمنتخب الوطني تضم أفضل النجوم التي تصنع انتصارات وأفراح نواد عالمية، مثل محرز وفيغولي وبراهيمي وغلام وسليماني والآخرين، أو حتى أن نغفل ضغوط كثير من المتدخلين من التقنيين واللاعبين القدامى، وبعض وسائل الإعلام التي أصبحت مادتها الرئيسة المنتخب الوطني، وإعداد التشكيلات واختيار اللاعبين وفرضهم على المدرب نفسه، وإلا فهي بداية الحملات، ويستدلون على ذلك بتراجع المنتخب الوطني على المستوى الإفريقي والدولي بعدما كان في المرتبة 15 التي تركه عليها المدرب حليلوزيتش؛ إذ أصبح الخضر الآن يحتلون المركز 37!

اجتماع أمس كان طلاقا بالتراضي بين المدرب غوركوف والفاف؛ فهذه الأخيرة لم تقدم على إقالة غوركوف لاعتبارات عديدة، أبرزها عدم تحمّل تبعات ذلك ماليا (العقد ينتهي في 2018)، أو مواجهة ردود فعل محتملة مناصرة لغوركوف، أو تتهم الفاف بهواية لعبة تغيير المدربين.بالنسبة لغوركوف الذي تزايدت الشائعات منذ أسابيع على اتصالات تكون قد تمت بينه وبين نواد فرنسية عديدة، يكون خرج أيضا بأخف الأضرار.

استقالة التقني الفرنسي كريستيان غوركوف منذ أمس، ستفتح الباب واسعا أمام تكهنات متضاربة بدأت في المواقع قبل الأوان، حيث طفت أسماء مدربين من كل البقاع، جزائريين وغيرهم، كبلماضي وكوربيس وبيلسا وكلود لوروا وحتى زيدان، وذهب البعض في تكهناته حتى باحتمال عودة حليلوزيتش...لكن يبدو أن الحاج روراوة هذه المرة غير مستعجل؛ فاستنادا إلى مصادر مختلفة، يكون قد قرر إعطاء وقت كاف لنفسه وللفاف لاختيار مدرب كفء لن يتم الإفصاح عنه قبل أكتوبر القادم. في انتظار ذلك، تم تكليف مساعد غوركوف المدرب نغيز بالإشراف المؤقت على المنتخب.