بطولة إفريقيا للأمم للإناث (أقل من 19 سنة) لكرة اليد

بداية قوية ومحفزة لمحاربات الجزائر

بداية قوية ومحفزة لمحاربات الجزائر
  • 273
سعيد. م سعيد. م

دخول موفق للفريق الوطني للإناث (أقل من 19سنة)، في الطبعة 32 من بطولة إفريقيا للأمم لهذه الفئة، التي انطلقت فعالياتها، أول أمس، بوهران، بمشاركة 11 منتخبا، حيث أحرز على الانتصار الأول له في المنافسة، برسم الدور الأول عن المجموعة الثانية، وكان على حساب منتخب كينيا، وبنتيجة (37 -26)، وكان الشوط الأول قد انتهى جزائريا أيضا وبواقع (17- 11).

أظهرت النتيجتان الفنيتان للشوط الأول والنهائية للمباراة، أن السيطرة كانت جزائرية وعلى طول الخط، وأداء وحصادا فنيا، منذ صافرة البداية، حيث بينت الجزائريات عن عزيمة قوية في عدم تضييع انطلاقة البطولة، وهو ما تجلي في الأسبقية في التسجيل، التي تملكتها مع سريان دقائق المباراة، مباشرة بعد التعادل الأول بين الفريقين (4/4) في الدقيقة 10، لتصبح بعدها المجريات بيد زميلات المتألقة يلس رشا، التي ساهمت بقسط وافر في انتصار الفريق الوطني، بتسجيلها 13 هدفا، فاستحقت بمردودها الجيد نيل جائزة أفضل لاعية في المباراة، تبعتها زميلتيها بركاني ليليا (05 أهداف) ولكرافد جيهان.

وقد لعبت هذه الأخيرة، دورا إيجابيا في مشاكسة دفاع الكيني وإضعافه، وتهييئ الممرات المناسبة للقذف، والمرور لمعانقة الشباك، شأنها في ذلك شأن اللاعبة المغتربة مستوري تيودور جاد، التي أظهرت مهارة عالية في بناء اللعب، ودون إغفال الدور الفعال الذي قامت به الحارسة بوسدر زينب، التي دافعت باستماتة كبيرة عن العرين الجزائري، مبطلة مفعول العديد من الهجمات والقذفات، مانحة بذلك ثقة كبيرة لمجموع المنتخب الوطني، واستمراره في توسيع الفارق إلى غاية نهاية المواجهة، التي عادت منطقيا وباستحقاق لـ"محاربات" الجزائر، وبواقع (37-26)، مع العلم أن الفريق الوطني تدعم في هذا الحث القاري، بخدمات 08 لاعبات مغتربات، جميعهن ينشطن بالدوري الفرنسي.

وقد كان لهذا الفوز، مفعول إيجابي على مجموع المنتخب الوطني، خاصة اللاعبات اللواتي عبرن عن سرورهن الكبير بداخل القاعة متعددة الرياضات، للمركب الأولمبي "هدفي ميلود" وخارجها، ما دل على أن ضغطا كبيرا كان على كاهلهن، وهذه الانطلاقة الإيجابية خففت شيئا منه.

صرح مدرب المنتخب الوطني، ريان عبد القادر، بابتهاج، عقب الفوز المحقق أمام الكينيات، وقال: "البداية دائما ما تكون صعبة في مثل هذه البطولات، حيث لم ندخل بسرعة في صلب الموضوع، وسايرنا لعب المنافس، عوض فرض طريقة لعبنا نحن، حيث ضيعنا كرت سهلة، ولو أحسنا استغلالها، لكانت النتيجة أثقل، وتلقي دفاعنا 26 إصابة ليس مؤشرا إيجابيا".

وواصل: "كانت لاعباتنا خائفات من كثرة حرصهن على فعل شيء إيجابي، لكن في النهاية، أمر جيد أن نستهل بطولة إفريقية هامة بانتصار، فهذا يحفز منتخبنا في باقي المباريات.. لاعباتنا بصدد التعلم، لأننا نصبو لتحضير منتخب للمستقبل، فهن صغيرات في السن، ويلعبن بطولة مثل هذه للمرة الأولى في مشوارهن الفتي".

وتتواصل مغامرة المنتخب الوطني، بملاقاته غدا لنظيره الغيني، بعدما أجبر على الراحة اليوم، كون المجموعة التي تتواجد فيها الجزائريات تتشكل من خمس منتخبات، خلافا  للمجموعة الأولى التي تحوي ست منتخبات، على أن تختتم الجزائريات الدور الأول، بمواجهة منتخب أنغولا، بعد غد الأربعاء. وكان المنتخب الوطني، قد التقى أمس، بنظيره المالي الذي له نفس مستوى كينيا.

افتتاح جمع بين الرياضة والاحتفال

قص شريط الطبعة 32 من البطولة الإفريقية للأمم للإناث (أقل من 19 سنة)، عشية أول أمس، من القاعة متعددة الرياضات بالمركب الأولمبي "هدفي ميلود"، التي احتضنت بالمناسبة، حفلا افتتاحيا بسيطا، لكنه كان معبرا عن تقاليد وهوية مدينة المنافسة وهران، وجمع بين الأجواء الرياضية والاحتفالية، وشاركت فيه فرقة فولكلورية، وأخرى نحاسية، كما اشتمل الحفل على عرض موسيقي عكس روح الانتماء، وحمل عنوان "جزائري بكل الروح والوجدان". 

بعدها تداولت عدة شخصيات على منصة الخطابة، لإلقاء كلمات ترحيبية، استهلها النائب الأول لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد، مدحت البلطجي، الذي رحب بالمنتخبات المشاركة، وشكر الجزائر على حفاوة الاستقبال، ومدينة وهران على توفيرها كل الظروف الملائمة، لإجراء البطولة في أفضل حال، مبرزا أهمية هذه البطولة، كونها فرصة لتطوير كرة اليد الإفريقية، وضمان تمثيل أحسن لإفريقيا في بطولة العلم القادمة.

أعقب البلطجي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد مراد بوسبت، الذي رحب في كلمته بالوفود المشاركة، متمنيا لها إقامة طيبة بأرض الشهداء، كما أبرز أهمية البطولة الإفريقية، كونها محطة تحضيرية هامة للموعد العالمي المقبل. أما حكيم شلفي، ممثل وزير الرياضة، وليد صادي، فأعرب في كلمته، عن حرص وزارته على توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح التظاهرة الإفريقية، مؤكدا التزام الجزائر بتطوير الرياضة النسوية. 

ليأتي الدور على فضيل العيداني، الأمين العام لولاية وهران، وممثلا عن الوالي، حيث نقل في بداية كلمته، تحيات الوالي سمير شيباني، مثمنا الجهود المبذولة لإنجاح البطولة، والتأكيد على أن وهران مدينة رياضية بامتياز، وعاصمة للرياضة الإفريقية، ليعلن بعدها، عن الافتتاح الرسمي للطبعة 32 من بطولة إفريقيا للأمم للإناث (أقل من 19 سنة)، مع العلم أنه عقب ختام حفل الافتتاح، الوقوف دقيقة صمت، ترحما على روح فقيد الرياضة الجزائرية جعفر يفصح، رحمه الله تعالى.