دافع حسان بن عمر، مساعد مدرب في الطاقم الفني لاتحاد الحراش، عن خيارات المدرب الرئيس للأكابر بوعلام شارف، لإعداد التشكيلة الأساسية في البطولة. وقال بن عمر في تصريح لـ"المساء"، إن الطاقم الفني بقيادة شارف يمنح فرص اللعب لكل اللاعبين بدون استثناء وبدون أي تمييز، وإن موقفه في هذا الشأن لم يتغير منذ اعتلائه العارضة الفنية. وأضاف موضحا في هذه النقطة: "البعض يتساءل عن الحضور الضعيف ضمن فريق الأكابر للعناصر التي تكونت في النادي، لكن ذلك لا يُعد خطأ أو تصرفا عمديا من الطاقم الفني إذا لم تتمكن هذه العناصر من فرض نفسها. قارنوا في هذا المجال بين مدان وحراق، وهما عنصران تكوّنا في الفئات الصغرى للنادي، وصعدا سويا إلى فئة الأكابر، الأول استطاع أن يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية للأكابر، وأصبح يشارك بانتظام في مباريات بطولة الرابطة الأولى، بل هو الآن يُعد من بين أحسن عناصر الفريق، بينما الثاني وجد صعوبة في أخذ مكانه مع الأكابر بالرغم من الفرص العديدة التي منحها له الطاقم الفني لإظهار إمكانياته الحقيقية، مع الإشارة إلى أن مدان كان لاعبا واعدا قبل أن يتراجع مستواه".

ورجع بن عمر في حديثه معنا إلى الماضي عندما كان يطالب فيه الأنصار المدربين بضرورة انتقاء العناصر التي تبرز في فئة الأواسط التي كانت تلعب فرقها في رفع ستار مباريات الأكابر. واستدل محدثنا بجيله من اللاعبين في اتحاد الحراش، الذين صعدوا كتلة واحدة إلى فئة الأكابر وصنعوا شهرة اتحاد الحراش، على غرار عبد القادر مزياني وجفجاف وأحميدة حيرابي ويونس إفتسان وناصر بشوش وحكيم مدان وخالد لونيسي وعبد النور باية ونور الدين ساجي.

كثرة اللاعبين الممتازين في تلك الفترة ربطها حسان بن عمر باجتماع عدة عوامل مساعدة لاكتشاف المواهب الشابة، منها تواجد مساحات اللعب في الأحياء الشعبية التي كانت تعج بالشباب المتعطشين لممارسة كرة القدم، والدور الكبير الذي لعبته الرياضة المدرسية في صقل المواهب واهتمام أغلب الأندية بمجال التكوين، كل هذه الأشياء - أضاف محدثنا - لم يعد لها وجود اليوم في الكرة الجزائرية، التي فشلت حتى في إعداد فريق وطني مشكَّل من اللاعبين المحليين، حيث أصبح يتم الاستنجاد باللاعبين المحترفين.

 استقرار الفريق في الرابطة الأولى هام جدا

وعن الأخبار التي راجت في الأيام الأخيرة حول إمكانية قيام إدارة النادي بإقالة بوعلام شارف من العارضة الفنية للفريق بحجة أن اتحاد الحراش فشل تحت قيادة هذا المدرب، في إحراز لقب في البطولة والكأس، قال حسان بن عمر إن هذا الأمر لم يكن له أي تأثير على العمل الذي ينجزه شارف رفقة مساعديه. واعتبر محدثنا أن الذين يفكرون بهذا المنطق يمثلون فئة قليلة من الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش، مضيفا أن الأغلبية الكبيرة من أنصار الحراش يثمّنون العمل الكبير الذي ينجزه الطاقم الفني تحت قيادة شارف، ويعتبرون أن هذا الأخير يكفيه شرفا أنه حافظ على استقرار اتحاد الحراش في أعلى هرم الكرة الجزائرية، حيث يلعب كل موسم الأدوار الأولى في البطولة. كما يعتقد بن عمر أن هناك أمورا خفية على الجمهور الرياضي رفض ذكرها، تسمح لبعض الفرق بالتتويج بلقب البطولة وكأس الجمهورية دون غيرها.

وقد أثرنا مع حسان بن عمر تحضيرات اتحاد الحراش للمباراة القادمة التي تجمعه بفريق شبيبة القبائل بملعب هذا الأخير لحساب الجولة التاسعة من الرابطة الأولى، حيث أشار إلى أن فريقه لم يخرج عن المألوف في استعداداته بالرغم من اعترافه بأن هذا اللقاء صعب للغاية؛ لكون شبيبة القبائل توجد في وضعية حرجة ضمن ترتيب البطولة تضطرها للبحث عن تحقيق الانتصار، الذي يسمح لها باستعادة ثقة أنصارها. وحسب بن عمر، سيخوض اتحاد الحراش مباراة تيزي وزو بتعداده الأساس الكامل بعد استعادة اللاعبين الذين كانوا يعانون من الإصابة وهم المدافعان بولخوة وخلف الله، ووسط الميدان حراق، معتبرا أن عودة هذا الثلاثي ستزيد في تماسك وقوة الفريق، الذي قال عنه بن عمر إنه سيتنقل إلى تيزي وزو من أجل تسجيل نتيجة إيجابية.

وعن مسيرة الفريق في البطولة، قال محدثتا إنها جيدة، وتوقع أن تتحسن النتائج مع تحسن المستوى التنافسي للاعبين، موضحا أن البطولة لازالت في بدايتها، وأن فريق اتحاد الحراش سيكون قويا أكثر عندما يرتفع الاستعداد التنافسي لعناصره. وبحسب أقوال بن عمر، فإن الطاقم الفني لاتحاد الحراش لازال يتابع عن كثب تطور لاعبي الفئات الصغرى للنادي، وبشكل أخص لاعبي فئتي الأواسط والآمال.