اعتماد تقنية الفيديو في المباريات
تجربة أولى تبحث عن الإجماع
- 928
تتسم الطبعة الـ21 من كأس العالم المتواصل بروسيا، باعتماد الاتحادية الدولية لكرة القدم (فيفا) تقنية الفيديو في تحكيم المباريات لأول مرة في تاريخ المنافسة العالمية، وهي الوسيلة التي تباينت الآراء بشأنها، وتبحث عن الإجماع عن نجاعتها.
إذا كانت الدورات السابقة للمونديال قد شهدت أخطاء تحكيم، فإن مونديال روسيا 2018 لم يشذ عن هذه القاعدة، حيث تم خلاله تسجيل العديد من حالات "الظلم التحكيمي"، ويبقى منتخب السنغال الذي أقصي يوم الخميس المنصرم من العرس العالمي، و
فشل في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور ثمن النهائي، عقب الخسارة أمام كولومبيا (1-0)، من أكثر المنتخبات تضررا من هذه التقنية الجديدة، بعد أن اعتقد المهاجم ساديو ماني، أنه حصل على ضربة جزاء، بعد احتكاك مباشر مع اللاعب الكولمبي دافيزون سانشاز في الدقيقة الـ17، لكن سرعان ما غير الحكم الرئيسي رأيه بعد معاينة مقطع فيديو خاص باللقطة.
في المقابل، استطاع المنتخب الإسباني تعديل النتيجة (2-2) أمام نظيره المغربي في الوقت بدل الضائع، في إطار الجولة الثالثة للمجموعة الثانية، بعد رجوع الحكم إلى الفيديو والتحقق من شرعية هدف ايياغو أسباس، وهو الذي ألغاه في بادئ الأمر بحجة التسلل.
عن هذه التقنية، أكد الحكم الإيطالي السابق ورئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم، يوم الجمعة المنصرم، أنه تم استخدام تقنية الفيديو في المونديال في 335 حالة، مشددا على أنها تقنية ساهمت في زيادة دقة قرارات الحكام في كأس العالم 2018 إلى 3ر99 في المائة.
قال كولينا في مؤتمر صحفي، بأنه "تم التحقق من 335 حالة بتقنية الفيديو، كل الأهداف الـ122 المسجلة تمت مراجعتها، بالإضافة إلى بعض الأحداث الأخرى في الملعب". أشار الحكم الإيطالي الشهير إلى أنه "خلال الـ335 حالة التي تمت مراجعتها، 17 حالة منها تدخلت فيها تقنية الفيديو وتم تغيير 14 قرارا بسبب ذلك". وأضاف كولينا "كان لدينا 14 حالة قام فيها الحكم بمشاهدة اللقطة بنفسه في الملعب، والثلاثة الآخرين اعتمد الحكم فيها على الفيديو مباشرة". أوضح أن "دقة قرارات الحكام بدون الفيديو كانت 95 بالمائة، وبفضل الفيديو ارتفعت إلى 99.3 بالمائة"، إلا أنها "لا تعني المثالية، فربما تحدث بعض الأخطاء، لذا من الصعب الوصول إلى المثالية عن طريق هذه التقنية". أما عن الوقت المستغرق من الحكام لمراجعة أية حالة بالفيديو، علق كولينا بأن "متوسط التوقيت كان 80 ثانية، وبالطبع هذا الرقم من الوارد أن ينخفض لكن، بسبب رغبة الحكام في مشاهدة الحالة بنفسهم، فحدثت زيادة في الوقت بـ5 أو 10 ثواني في المتوسط".
التطبيق في الجزائر غير وارد حاليا
بعد استعمال هذه التقنية إلى حد الآن في المناسبات الكروية الكبرى بأوروبا وإفريقيا، بمناسبة إجراء نهائيات بطولة أمم إفريقيا-2018 للاعبين المحليين بالمغرب، يبدو أن فكرة اعتماد هذه التقنية في البطولة الوطنية لا يزال بعيدا وغير قابل للتجسيد في الوقت الحالي. ففي رده عن سؤال متعلق بإمكانية اعتماد هذه التقنية في مقابلات البطولة الوطنية، سبق لرئيس لجنة التحكيم على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد غوتي، أن أكد أن "الفكرة مستبعدة في الوقت الراهن، بسبب قلة الإمكانيات"، مضيفا أن "الجزائر ستطبق هذه التقنية في المستقبل لا محالة" خاصة أنه تم تجريبها لأول مرة في إفريقيا ابتداء من الدور ربع النهائي لبطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين، جرت بين شهري جانفي وفيفري 2018 بالمغرب، قبل أن يتم استعمالها كذلك في الكأس الإفريقية الممتازة للأندية بين الوداد البيضاوي المغربي و«تي بي مازيمبي" الكونغولي (1-0)، وكحل بديل في الوقت الراهن، كان رئيس لجنة التحكيم قد أعلن عن أنه سيتم تنصيب كاميرات ذات تصوير بانورامي في بعض ملاعب الوطن، لمعاقبة اللاعبين المخطئين وتقييم أداء الحكام.
في هذا الشأن، أوضح غوتي أن هذه التقنية من اقتراح رئيس الاتحادية الجزائرية خير الدين زطشي، حيث تم تجريبها في بعض المقابلات "واعتقد أنه سيكون لزاما علينا استعمالها في الموسم المقبل"، مضيفا "هذه العملية تمكننا من مشاهدة تصرف اللاعب داخل الملعب، وتمكن لجنة الانضباط من تسليط العقوبة اللازمة على اللاعب المرتكب للخطأ بأثر رجعي، خاصة في المقابلات التي لا يتمكن خلالها الحكم من مشاهدة الخطأ، كما أن هذه التقنية ستمكننا من تقييم أداء الحكام".
❊ق.ر