نور الدين سعدي في فوروم "المجاهد":

تسيير الأندية كأنها "مملكة" أدى إلى تدني المستوى

تسيير الأندية كأنها "مملكة" أدى إلى تدني المستوى
  • 549
أكد مدرب كرة القدم المخضرم، التقني الجزائري، نور الدين سعدي، بأن الرياضة عامة تحتاج إلى التكوين وليس فقط إلى الاعتماد عل عامل الخبرة، متطرقا إلى العديد من القضايا المتعلقة بكرة القدم في الجزائر، معطيا تصوره بحكم تجربته الواسعة في ميادين كرة القدم، ومجيبا عن أسئلة الصحفيين أمس، لدى نزوله ضيفا على منتدى جريدة "المجاهد".
بالنسبة لنور الدين سعدي، فإنه للمرة الأولى تعرف فيها البطولة الوطنية، لعب 11 ناديا من أجل تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية: "لم يسبق وأن شاهدنا هذا العدد من الأندية تلعب من أجل البقاء، فقد كانوا 11 ناديا انتظروا إلى غاية الجولات الأخيرة من البطولة الوطنية"، ويرد مدرب العديد من الأندية طوال 33 سنة من العمل الميداني ذلك، إلى تباين المستوى وليس إلى الضعف الذي تعيشه البطولة الوطنية، ضاربا مثالا بفريق اتحاد العاصمة الذي يعرفه جيدا والذي عمل فيه لعدة سنوات قائلا: "اتحاد العاصمة رصد أموالا كبيرة من أجل جلب أحسن اللاعبين إلا أنه في نهاية الموسم، ظهر درفلو أحد اللاعبين المسرحين في النادي كأحسن لاعبي البطولة".
ويرى سعدي، بأن التسيير والإدارة على الطريقة الجزائرية، بتدخل رؤساء الأندية في عمل مدربيهم أدى إلى تدني المستوى، وإلى عدم الاستقرار، حيث كشف المدرب السابق بأن هناك مركب نقص اتجاه المدربين الأجانب الذين يعتمد عليهم أكثر في البطولة الوطنية عكس المحليين، رغم أن هؤلاء أثبتوا قدراتهم وبرهنوا على إمكانياتهم مثلما فعله مدرب وفاق سطيف خير الدين ماضوي، الذي حسب سعدي، منحت له الثقة بعد أن تداول العديد من المدربين الأجانب على الوفاق ولم يحققوا ما حققه ماضوي، ليؤكد بأن هناك تهميشا للمدربين المكونين في الجامعات، والاعتماد على لاعبين سابقين أو مدربي الخبرة لقيادة الأندية، مشيرا إلى أنه حتى (الفاف) لا تثق في المدرب المحلي متسائلا، لماذا لا تمنح قيادة المنتخب الأولمبي مثلا لمدرب جزائري، ولمرتين يقوده مدربون أجانب؟.
ويرى سعدي، بأن الأندية تسير بمنطق المملكة، حيث أن الرئيس هو الناهي الآمر وهو الذي يعرف كل شيء وهو الذي يقرر بمفرده دون استشارة المحيطين به، مقترحا بأنه لابد من تنصيب المدير الرياضي في النادي، وليس فقط الاعتماد كما هو معمول به على المناجير العام، الذي يقول سعدي، بأن مهمته هي الاتصال بالهاتف وتنظيم السفريات، وعن سؤال حول تغيير المدربين حتى وإن كانوا أجانب وأن الظاهرة تمس الجميع وليس فقط الجزائريين، أكد ضيف "المجاهد" بأن الرئيس يجد نفسه وحيدا عندما يشتد عليه الضغط من طرف الأنصار، أو يعاني من أزمة مالية وبدون تفكير يقوم بإقالة المدرب، مضيفا بأنه لابد أيضا من تكوين الرؤساء إن أرادوا ذلك.
وعن الرشوة التي تزداد تفشيا من موسم إلى آخر في البطولة الوطنية، قال سعدي، بأنه لابد من تشديد العقوبات على الراشي أولا ثم المرتشي، وهذا من أجل محاربة هذه الظاهرة، وفيما يتعلق بوضعية المدربين في الجزائر وما يعانونه في الأندية، قال المدرب الأسبق لاتحاد العاصمة، بأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لا تحمي هؤلاء المدربين ولا تساندهم عكس ما يحدث في بلدان مجاورة، وعن ما إذا كان هؤلاء يفكرون في تنظيم أنفسهم في جمعية تدافع عن حقوقهم، قال بأن ذلك لا يمكن أن يحدث.
واعتبر سعدي، فيما يخص مستوى اللاعب المحلي في الجزائر، بأن ذلك نتاج عدم العمل في الأندية، بسبب "التفكير الشيطاني للتتويج بالبطولة عوض تكوين الفريق"، حسب قول سعدي، الذي يرى بأنه لو كان مكان المدرب الوطني لأخذ أكبر عدد من اللاعبين المحليين في الفريق، تحسبا لمباراة السيشل القادمة، معتبرا بأن هذه هي الفرصة التي يمكنه من خلالها أن يقف على مستوى هذه العناصر، مؤكدا بأنه معجب بطريقة عمل المدرب غوركوف، الذي يجري عدة تربصات للاعبين لاكتشاف الأحسن في كل مرة.