لم يهضم رئيس اتحادية كمال الأجسام موسى ميصاور، القرار الوزاري المتعلق بخصم 60 بالمائة من الميزانية المخصصة لكل فرع، معتبرا أنّ مبدأ المساواة بين الاتحاديات ذات التتويجات العالمية والهيئات التي تكتفي بالاستعراضات والمشاركة من أجل المشاركة فقط، من شأنه أن يشكّل خطرا على عمل الاتحاديات الأكثر تتويجا. وقال ميصاور في هذا الحوار، إن الوزارة الوصية قررت توقيف دعمها للاتحاديات فيما يخص تنظيم المنافسات القارية والدولية، كما هي الحال بالنسبة لهيئته التي تعتزم احتضان البطولة الإفريقية في كمال الأجسام شهر ديسمبر المقبل، وذلك بطلب من الاتحاد الدولي للعبة بعد سحب تونس ملف تنظيمها لأسباب مالية.

- بداية، كيف تعلق على القرار الوزاري المعني بخصم 60 بالمائة من ميزانية كل اتحادية منضوية تحت لواء الوصاية؟

— في الحقيقة لم أتمكن من هضمه حتى الآن، لاسيما أن اتحاديتنا تتطلب دعما ماليا كبيرا بحكم طبيعة تخصّصها؛ فرياضة كمال الأجسام تعتمد، بشكل رئيس، على تضخيم عضلات الجسم الظاهرة كعضلات الصدر والظهر والذراعين والكتفين والساقين... ويحتاج ممارسو هذه الرياضة إلى الغذاء بشكل كبير، حيث إنه عامل مهم لتضخيم العضلات إلى جانب التمارين، وبدونه يصعب تضخيم عضلات الجسم، حيث تتكوَن عضلات جسم الإنسان من حُزم تحتوي على ألياف عضلية.

- نفهم من كلامك أن الحصة الكبيرة من الميزانية تخصَّص للوجبات الغذائية؟

— فعلا، فرياضي كمال الأجسام يحتاج للبروتين بشكل أساس.. ويجب عليه إدراج هذا العنصر الغذائي بكميات كبيرة في حميته الغذائية، ذلك لأن البروتين مهم جدا في إعادة بناء الأنسجة الموجودة في الجسم. وبالإضافة إلى البروتين فإنه يحتاج أيضا إلى الكربوهيدرات والدهون غير المشبعة والفيتامينات، ولكل من هذه العناصر الغذائية فائدته الخاصة للتحسين من شكل الجسم وتضخيم عضلاته.

- في ظل هذا الشح المالي، كيف تتعامل الاتحادية مع هذه الظروف لضمان جاهزية رياضيّيها؟

— في الحقيقة، الاتحادية منذ تأسيسها تعمل على جلب الممولين، لكن الأزمة المالية للبلاد حالت دون تقديم إعانة كافية تغطي حاجيات النخبة الوطنية بمختلف فئاتها؛ الأشبال، الأواسط والأكابر، خاصة أنّ البرامج الغذائية لرياضيينا تتطلب مبلغا كبيرا نظير محتوياته، فالبرنامج الغذائي البسيط لكمال الأجسام يبدأ بوجبة إفطار تحتوي على نسب جيدة من الكربوهيدرات؛ حيث يعتبر الشوفان والحليب، مثلا، على وجبة الإفطار، جيدين، والبروتين (كالبيض المسلوق)، ومن ثمَ وجبة غداء تحتوي على صدر دجاج، على أن يبدأ التمرين بعد الغداء بساعتين، وذلك لمد الجسم بالطاقة. كما أن الطعام يحتاج إلى حوالي 4 ساعات ليُهضم، فيستطيع الجسم الاستفادة من البروتين الذي يحتويه هذا الطعام بعد الانتهاء من التمرين، حيث إن وجبة الطعام تكون على وشك أن تُهضم بشكل كامل. كما يفضَّل شرب مغرفة بروتين صناعي واحدة بعد التمرين مباشرة، لتغذية عضلات الجسم المرهقة من التمرين.. أما وجبة الطعام بعد التمرين فيفضَّل أن تحتوي على كميات عالية من البروتين؛ حيث تُعتبر علبة السردين أو التونا وجبة جيّدة بعد التمرين.. وتلي هذه الوجبة وجبة نهائية قبل النوم تحتوي على بروتين بطيء الامتصاص لتغذية العضلة أثناء النوم، والأجبان منخفضة الدسم جيدة في مثل هذه الوجبات.

- رغم هذا الوضع لاحظنا أن المنتخب الوطني في تحضيرات مستمرة، ما هي المواعيد التنافسية القادمة؟

— للحفاظ على لياقة رياضيّينا.. واصلت الاتحادية على وتيرة التحضيرات التي اعتادت العمل بها، لاسيما أن الرزنامة التنافسية المقبلة ثرية بمنافسات قارية ودولية، في مقدمتها البطولة الإفريقية للقوة البدنية المقرّرة بمدينة مكناس المغربية ما بين 16 و21 أكتوبر الجاري، وستتكفّل الوزارة بمصاريف تأشيرات الوفد المعني بهذه السفرية.

- بكم تعدادا تشارك الجزائر في هذا الموعد القاري؟

— قرّرنا إشراك 27 رياضيا من مختلف الفئات (الأشبال، الأواسط والأكابر)سيكونون مجبرين على خلافة أنفسهم للمرة السابعة على التوالي في السجل القاري، وعليه يستفيد هؤلاء الرياضيون من تربص إعدادي بعين تاقورايت (تيبازة) يدوم 15 يوما تحت إشراف الطاقم الفني المتكون من سيد أحمد ميصاور (الأكابر)، محمد شبيل (الأواسط) ومحمود رزقي (الأشبال).

- هل من منافسات أخرى؟

— على الصعيد الدولي، ستجدّد تشكيلة كمال الأجسام موعدها مع البطولة العالمية المقرّرة بأليكانت الإسبانية من 9 إلى 11 نوفمبر القادم. وسنشارك برياضيين في البطولة الاحترافية، ويتعلق الأمر بكل من عبد القادر بن عبد الله وزهير ميهوبي، إلى جانب 12 رياضيا في بطولة الهواة.

- وماذا عن الرهان المسطر في مونديال إسبانيا؟

— الفريق الوطني تعوّد على التمركز مع الأربعة الأوائل.. وسنحاول هذه المرة تحسين ترتيبنا رغم أنّ المأمورية صعبة للغاية في ظلّ تواجد منتخبات تحتكر الواجهة في كل مناسبة، على غرار أمريكا، كندا وروسيا.

-هل للاتحادية مشروع على قيد الإنجاز خلال الأشهر القادمة؟

— كما أسلفت، هيئتنا تعتزم تنظيم البطولة الإفريقية بدار الثقافة بقليعة (تيبازة) ما بين 13 و15ديسمبرالمقبل،بطلب من الاتحاد الدولي للعبة، الذي اقترح على الجزائر فكرة التنظيم بعد انسحاب تونس لأسبا بمالية؛ تفاديا للوقوع في سنة بيضاء.

- بالموازاة مع البطولة الإفريقية، ماذا ستناقش الهيئة القارية في اجتماعها العادي؟

— ككل دورة، سيتم منافشة الأمور التي تم تدوينها خلال الموسم المنقضي 2017 ـ 2018، وستكون لـ 12 اتحادية وطنية إفريقية المنضوية تحت لواء الاتحاد القاري؛ بدءا بتحيين أنظمة الهيئة وفق القوانين الدولية الحديثة، مرورا ببرمجة موعد البطولة الإفريقية للموسم القادم 2018 ـ 2019، وصولا إلى المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2018.