بطولة الرابطة الأولى لكرة القدم

ثلاثة مدربين أجانب يساهمون في ارتقاء أنديتهم

ثلاثة مدربين أجانب يساهمون في ارتقاء أنديتهم
  • 723

بمرور الجزء الأكبر من بطولة الرابطة المحترفة  الأولى "موبيليس" لكرة القدم التي بلغت جولتها 20، بات المدرب الأجنبي يسيطر على المنافسة، باحتلال ثلاثة أندية يشرف عليها مدربون من جنسية غير جزائرية، مقدمة الترتيب.

ويتعلق الأمر بالمتصدر اتحاد العاصمة، الذي يدربه الفرنسي تييري فروجي، وملاحقه شبيبة القبائل بقيادة الفرنسي الآخر فرانك دوما، بالإضافة إلى صاحب المرتبة الثالثة شباب قسنطينة تحت إشراف مواطنهما دونيس لافان. وغير بعيد عنهم في الصف الخامس زميلهم البرتغالي فرانشيسكو شالو في نادي بارادو.

ومن لقاء لآخر، تمكنت هذه الأسماء من وضع فرقها على السكة الصحيحة، فمنها من راح يسيطر على البطولة منذ بداية الموسم، ومنها من التحق بالنادي في منتصف الطريق وتمكن من تصحيح الأوضاع. وأثبت هؤلاء المدربون أن سياسة الاستقرار صنعت نتائج إيجابية انطلاقا من التحضيرات والشروع في عملهم قبل انطلاق الموسم بغض النظر عن بعض التعثرات العابرة، على عكس الفرق التي تغيّر دوريا العارضة الفنية وتقيل مدربيها بسرعة، مما يؤثر على مردود الفريق.

وبالنسبة لاتحاد العاصمة، فإن الأهداف المسطرة كانت واضحة من البداية من قبل المدير الرياضي عبد الحكيم سرار، والمتمثلة في اللعب على الأدوار الأولى، فرغم  فقدان أصحاب اللونين الأحمر والأسود ثلاث جبهات (كأس الكنفدرالية الإفريقية، كأس العرب وكأس الجزائر) إلا أن الإدارة جددت ثقتها في المدرب الفرنسي؛ حفاظا على سياسة الاستقرار، مثلما يؤكد مسؤولو النادي عقب كل مواجهة، وهو ما أثمر سيطرة تشكيلة "سوسطارة" على الأوضاع منذ بداية الموسم، حيث تتصدر المشهد الكروي باحتلالها المركز الأول بقيادة فروجي بـ 41 نقطة، وها هي الآن تعمّق الفارق عن ملاحقها إلى خمس خطوات. ووراء الفريق العاصمي تأتي شبيبة القبائل، الفريق "الأغنى" من ناحية الألقاب الوطنية والقارية بقيادة المدرب الفرنسي فرانك دوما، الذي تمكن من الحفاظ على مركز الوصافة والابتعاد عن أقرب ملاحقيه بخمس نقاط.

وإضافة إلى النتائج الجيدة التي يحققها النادي القبائلي داخل وخارج الديار، فإن لاعبي "الكناري" باتوا يقدمون كرة جميلة أثارت إعجاب المختصين وعشاق الساحرة المستديرة على حد سواء. كما أثمرت سياسة التشبيب التي اتخذتها الإدارة انتعاشا في اللعب، وخلق تنافس بين اللاعبين فوق الميدان وخلال التدريبات من أجل لفت أنظار المدرب دوما.

أما بالنسبة لشباب قسنطينة فبعد البداية المتعثرة مع المدرب السابق عبد القادر عمراني، باتت تشكيلة "سيرتا" تحقق الانتصار تلو الآخر منذ تعيين  التقني الفرنسي دونيس لافان على رأس العارضة الفنية بداية ديسمبر الفارط. فمنذ إشراف هذا الأخير على زملاء القائد وليد بن شريفة، سجل الفريق الأخضر والأسود 12 انتصارا متتاليا. كما تعود آخر خسارة له في جميع المنافسات، إلى تاريخ 15 نوفمبر أمام اتحاد العاصمة لحساب الجولة 15 من البطولة.

كما عاد النادي القسنطيني بفوز كبير (4- 0) يوم الإثنين من سيدي بلعباس أمام الاتحاد المحلي، أثبت به قوّته ونيّته اللعب على الأدوار الأولى، علما أنه حامل لقب بطولة الموسم الماضي.

وغير بعيد عن شباب قسنطينة، فإن نادي أتليتيك بارادو حقق الاستفاقة بعد بداية متذبذبة بقيادة البرتغالي فرانشيسكو شالو، الذي شرع في التحضيرات منذ بداية الموسم. فمنذ بداية الموسم الجاري، حقق "الباك" 11 انتصارا، ثمانية في البطولة وثلاثة في منافسة الكأس، وتعود آخر هزيمة سجلها النادي العاصمي إلى الجولة 16 من الرابطة الأولى أمام الجار مولودية الجزائر (0- 1)في 5 جانفي الفارط. ومن يومها لم تسقط تشكيلة "الأكاديمية"، بل عادت بانتصارات وتعادلات من خارج ميدانها، حيث أطاحت بأولمبي المدية على أرضه (1- 0) وفرضت التعادل  السلبي على شباب بلوزداد بملعبه، علاوة على أنها لم تترك فرصة لأحسن الفرق الوطنية عندما استضافتها. فبعد الفوز على وفاق سطيف (1 -0) أطاحت بصاحب المركز الثاني شبيبة القبائل (2 ـ 0)، في مباراة أبدع وأمتع فيها زملاء نعيجي مسجل  الهدفين.

وبفضل الاستقرار ارتقى نادي بارادو تدريجيا في سلّم الترتيب، حيث يتواجد في  الصف الخامس بـ 30 نقطة بفارق خطوة واحدة عن صاحبي المركزين الثالث والرابع شباب قسنطينة ومولودية الجزائر (31ن) المنقوص كل منهما من مباراة. ويرى الكثير من المتتبعين أن الاستقرار على العارضة الفنية يؤتي أكله، كما أن سياسة الاعتماد على خبرة المدرب الأجنبي تعطي ثمارها؛ إذ أثبتوا كفاءتهم إلى حد الآن على الميدان، وأبطلوا الادعاءات التي تقول إنهم "لا يقدمون اللمسة  المنتظرة منهم"، فيما راح بعض المحللين والأنصار يتهمهم بـ "القدوم للعمل في الجزائر من أجل ربح الأموال وملء السير الذاتية فقط".