حقق إنجازا مع المنتخب الوطني في ظرف وجيز

جمال بلماضي... مدرب شاب يقود "الخضر" إلى القمة

جمال بلماضي... مدرب شاب يقود "الخضر" إلى القمة
  • 972
و.توفيق و.توفيق

نجح المدرب الجزائري الشاب جمال بلماضي في تحقيق ما عجز عنه سابقوه بفضل لمسته السحرية، بعدما تمكن من تنصيب المنتخب في أعلى هرم القارة السمراء، عقب تتويجه سهرة أول أمس الجمعة في القاهرة، بلقب كأس إفريقيا للأمم-2019 على حساب السنغال (1-0).

ففي الوقت الذي لم يكن أحد يتوقع هذا المشوار الباهر ”للخضر”، أعاد جمال بلماضي وكتيبته كتابة التاريخ من خلال قلبهم كل الحسابات السابقة وإهدائهم الجزائر ثاني تاج إفريقي في تاريخها بعد الأول الذي تحقق سنة 1990 داخل الديار.

فالسنوات العجاف للكرة الجزائرية كانت طويلة جدا بالنسبة للمنتخب في كأس إفريقيا، بدليل أن أحسن نتيجة له في المنافسة القارية بعد لقب 1990 بالجزائر، تعود إلى سنة 2010، عندما بلغ الفريق نصف النهائي وأنهى البطولة في المركز الرابع.

ولا يختلف اثنان في أن المدرب جمال بلماضي هو المهندس البارع لهذه ”الانتفاضة” الناجحة، التي كانت نتاج تبنّيه طريقة عمل منتظمة ومدروسة وأهم منها ناجعة، فقد احتاج بلماضي إلى أقل من عام واحد ليحقق إنجازا تاريخيا لعشاق الخضر عبر تحقيق اللقب الإفريقي الثاني رغم أنه تولى زمام قيادة العارضة الفنية للخضر في وقت قصير، عرف من خلالها كيف يحرر اللاعبين من الجانب البسيكولوجي، وأعادهم إلى تطبيق الكرة الجزائرية الحقيقية المشبعة بـ ”الروح القتالية” التي تليق بمنتخب ”المحاربين”، الذي أصبح بعد مرور المقابلات وتوالي الأدوار، مضرب المثل للكثير من المنتخبات، كما جعل الجميع ينحني احتراما وتقديرا لهذا الجيل من اللاعبين، الذين نجحوا في إعادة إنجاز أسلافهم من جيل التسعينات.

فقبل فترة قصيرة كانت فكرة تخطي عقبة السنغال وكوت ديفوار ونيجيريا تشبه الحلم والمعجزة، لكن الفريق الوطني تحت قيادة بلماضي، نجح في فك وتجاوز كل الصعاب حتى وإن كان نفس المنتخب تحت قيادة البوسني وحيد حاليلوزيتش، تمكن سنة 2014، من بلوغ ثمن نهائي مونديال البرازيل، لكنه لم يتمكن من مواصلة المسيرة بنفس الوتيرة، ودخلت بعدها التشكيلة في متاهة، كان بصيص أمل الخروج منها يبدو بعيدا جدا.