مصطفى زيتوني في ذمة الله

رحيل رياضي ثوري كبير

رحيل رياضي ثوري كبير
  • 1205
يعتبر لاعب كرة القدم السابق لفريق جبهة التحرير الوطني، مصطفى زيتوني، الذي وافته المنية، ليلة السبت إلى الأحد، بمدينة نيس الفرنسية، إثر مرض عضال ألزمه الفراش، واحدا من أحسن لاعبي جيله، حيث مثل الجزائر أحسن تمثيل أثناء ثورة التحرير المجيدة.

وبدأ المدافع المحوري زيتوني -المولود يوم 19 أكتوبر 1928 بالجزائر العاصمة- ممارسة رياضته المفضلة كرة القدم، مبكرا في البداية مع النادي العاصمي، أولمبي سان توجان (بولوغين حاليا)، قبل أن يهاجر إلى فرنسا خلال فترة الاحتلال الفرنسي، حيث كان محل اهتمام المكلفين بالتنقيب عن المواهب الشابة بفرنسا. وعلى غرار العديد من زملائه الذي قصدوا فرنسا، انضم الفقيد بادئ الأمر إلى فريق كان الفرنسي (الدرجة1)، أين قضى مشوارا كرويا جيدا خلال الموسم (1953-1954)، قبل أن يلتحق بعد سنة بالنادي الكبير موناكو، حيث فرض نفسه مع التشكيلة وبقي حتى سنة 1958، ليقصد بعدها تونس استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني. فميزته الكبيرة كمدافع محوري، جعلت من مسؤولي المنتخب الفرنسي آنذاك، يطلبون خدماته على غرار مخلوفي، ابراهيمي وبن تيفور. وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب الفرنسي يحضر لمشاركته في مونديال 1958، المقرر أشهرا بعد هذا التاريخ بالسويد، تفاجأ متتبعو كرة القدم في العالم بهروب اللاعبين الجزائريين الناشطين في مختلف الأندية الاوروبية للاستجابة لنداء مسيري جبهة التحرير الوطني. وهكذا، أضحى زيتوني جزءا من الفريق العريق لجبهة التحرير الوطني الذي تأسس سنة 1958 وجاب خلالها العديد من بلدان العالم الصديقة في أوروبا، إفريقيا وآسيا من أجل الترويج للقضية الجزائرية العادلة. ونشط فريق الجبهة في المجموع 83 مباراة في كرة القدم أمام تشكيلات من بلدان الجوار والاشقاء، احرز خلالها اللاعبون المجاهدون 57 فوزا، من بينها لقاء امام يوغسلافيا سابقا (6-1) ورومانيا (5-2).

بعد الاستقلال، التحق الفقيد بفريق رائد القبة كمدرب ولاعب وانهزم في مباراة كأس الجزائر سنة 1966 مع زملائه عميروش، باكو، زرار وآيت شقو، امام شباب بلكور (1-3) حيث يلعب نجوم على غرار لالماس، عاشور وحميتي وغيرهم.

وكان الشرف للمرحوم زيتوني، الانضمام الى المنتخب الوطني بعد الاستقلال حيث مازالت الانتصارت التي حققها بملعب 20 أوت (الجزائر العاصمة) راسخة في الاذهان ضد فرق تشيكسلوفاكيا سابقا (4-0)،المانيا الفديرالية (2-0) والتعادل امام الاتحاد السوفياتي سابقا (2-2)، وكلها مباريات شكلت أحسن مكسب لهذا الفريق الثوري المجيد الذي كان له الفضل الكبير من خلال اللعبة الاكثر شعبية في العالم التعريف بالقضية الجزائرية.