أمام التتويجات الثلاثة بأولمبياد باريس

رياضات الجزائر لم تخرج عن القاعدة

رياضات الجزائر لم تخرج عن القاعدة
  • 724
فروجة. ن فروجة. ن

رافقت التتويجات الجزائرية الثلاثة، في أولمبياد باريس 2024، الكثير من الحسرة بخصوص إخفاقات الرياضات التي كانت تعول عليها الجزائر في نفس الاستحقاق على غرار الملاكمة لفئة الرجال، رفع الأثقال والمصارعة المشتركة، تلتها خيبة أمل قوية لدى رياضيي التجديف والسباحة والشراع بعد سقوطهم الحرّ في الأدوار التصفوية، ما يؤكّد أنّ هذه التخصّصات الرياضية لم تخرج عن القاعدة.

تساءل الجزائريون عن سبب إخفاق السباحة التي كانت ممثلة بالرياضيين نسرين مجاهد وجواد صيود في ألعاب باريس، لاسيما والجزائر لا تمتلك في تاريخها سوى تأهّل واحد للنهائي في الأولمبياد، وهو إنجاز عجز عن تحقيقه صيود الذي لم يتعد الدور نصف النهائي في باريس، كما تساءلوا عن سبب عدم منافستهم في المجازفة في الوقت الذي تألق فيه المصريون والتونسيون، خاصة في رياضة التايكواندو التي صار فيها لمصر، تونس والأردن أبطال ولا يوجد بطل من الجزائريين.
كما تراجع الجيدو والملاكمة الرجالية على وجه الخصوص، وغياب الجزائر لأوّل مرة منذ أربعة عقود عن سباق 1500 متر، يتطلّب المراجعة والعودة إلى جادة الصواب، أما الرياضات الجماعية فالجزائر مطالبة بالتدارك أوّلا على المستوى الإفريقي لأنّ الفارق ما بين مصر والجزائر في كرة اليد اتّسع كثيرا جدا، واندثرت كرة السلة وتذبذب أداء الكرة الطائرة، وتأهل كرة القدم للأولمبياد واضح بأنّه لن يتحقّق أبدا بلاعبي البطولة الجزائرية.
وتقودنا هذه التساؤلات إلى تجديد الذكر بالإصلاح الرياضي بالجزائر في سبعينات القرن الماضي، حيث كانت تشتهر بالرياضة المدرسية والجامعية وفي مراكز العمل، فكان للجميع فرقهم ورياضيوهم، لكن الأمور صارت مقتصرة على لعبة كرة القدم فقط، وهناك مدن لا تمتلك فرقا في الجمباز والتنس، بل هناك العديد من الرياضات الأولمبية التي لا تمتلك الجزائر اتحادية خاصة بها ولو رياضي واحد يمارسها، وقد جنت منها بلدان كثيرة الميداليات وتموقعت في جدول الترتيب، ولا حجة لوهران وتيزي وزو بمركبيهما متعدّدي الرياضات لو ابتعدتا عن المنافسة العالمية مستقبلا.
كما أنّ اعتماد كيليا نمور على مدرب فرنسي يتابع عالم الجمباز، وإيمان على مدرب كوبي سبق له وأن أحرز 21 ميدالية أولمبية قبل ميدالية باريس 2024، وإذا صح تحليل البطل الأسطورة نور الدين مرسلي، في كون خسارة الذهب بالنسبة لجمال سجاتي كان بسبب خطأ تكتيكي، فمعنى ذلك أن استعانته مستقبلا على خبرة أهل الاختصاص العالميين ضروري، رغم أنّ عمار بنيدة أثبت كفاءته مع زوجته نورية مراح في أولمبياد سيدني سنة 2000.
إنجاز باريس.. انطلاقة حقيقية لباقي الرياضات
بالنظر إلى هذه الوضعية، أكّد وزير الشباب والرياضة عبد الرحمان حماد، أنّ النتائج المحقّقة في أولمبياد باريس 2024، ستكون انطلاقة نحو مستقبل واعد بالنسبة للرياضات الجماعية، وحتى بعض الرياضات الفردية. مبرزا في الوقت نفسه أنّ المتابعة والدعم الكبير الذي خصّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لكلّ الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية 2024، وذلك منذ مدة طويلة، عادت بالإيجاب.
وواصل كلامه بالقول "إنّ المرافقة النوعية مهمة جدا للرياضي لاسيما من الجانب النفسي، وهذا ما تأكّد بالفعل في أولمبياد باريس، حيث شوهدت ممارسة تخرج عن سياق الميثاق الأولمبي.. فتتويجات أبطال الجزائر رافقها الكثير من الحبر واللعاب خاصة من الجانب الفرنسي، الذي تحسّر على ميدالية كيليا نمور الذهبية، وتمنى لو كانت في صفوف منتخب بلاده، وصمت على الحملة المسعورة ضدّ إيمان خليف، وأدخل التشكيك والتآمر على العداء جمال سجاتي".
وتمنى الوزير، في الوقت نفسه، أن تكون دورة باريس، بمثابة الانطلاقة الحقيقية للرياضة الجزائرية. مشدّدا على إعادة النظر في ما هو قادم خاصة بالنسبة للرياضات الجماعية وحتى بعض الفردية. مبرزا أنّ الألعاب الأولمبية مستوى عال وعال جدا. وختم "لهذا ألف مبروك مرة أخرى وإن شاء الله القادم يكون أفضل للرياضة الجزائرية".