عبد الرحمان مرسلي (المدير الفني الوطني) لـ"المساء":
سأعتمد على الأواسط في مونديال الدنمارك
- 777
ستعود ألعاب القوى الجزائرية من جديد إلى المنافسة الدولية، وسيكون برنامج تحضيراتها كثيفا جدا، بالنظر إلى المشاركات التي تنتظرها في الآفاق القريبة، انطلاقا من بطولة العالم للعدو الريفي التي تحتضنها الدانمارك نهاية الشهر الجاري، وهي منافسة تجمع ألمع العدائين الدوليين بمختلف أصنافهم.
لكن التساؤل المطروح يتعلق بقدرة هذه الرياضة على الاستفاقة من نومها، لاسيما لدى مسؤولي الهيئة الجزائرية المكلفة بهذه الرياضة في بلادنا، بل وحتى لدى أوساطها الرياضية التي لا زالت تحن إلى الزمن غير البعيد الحافل بالانتصارات، التي حصدتها ألعاب القوى الجزائرية، والآن وقد انطفأت شمعة هذه الرياضة، يتعيّن انتظار ما سيتمخض عن البرنامج الطموح الذي تبنته الاتحادية الجديدة التي جلبت أحسن الاختصاصيين في هذه الرياضة، لاعتلاء مناصب مدربين وطنيين، يتقدمهم المدير الفني الوطني عبد الرحمان مرسلي، شقيق نور الدين ومدربه خلال فترة تألقه الكبير على المستوى العالمي.
يعترف مرسلي أن إعادة الاعتبار لهذه الرياضة بمختلف اختصاصاتها، يتطلب وقتا طويلا، بل وذهب إلى حد القول، إنه لا يمكن الاعتقاد بأن ألعاب القوى الجزائرية ستبرز في الألعاب الأولمبية القادمة 2020 بطوكيو، بل يتعيّن بالنسبة إليه، انتظار أولمبياد 2024 لإعداد نخبة حقيقية في هذه الرياضة، ويفسر ذلك بالقول "كل هذه الفترة الزمنية يتعيّن تخصيصها للتكوين والبحث عن المواهب الشابة، بعدما ضيعنا وقتا طويلا في هذا المجال، ولا بد من تكثيف الجهود وتفادي التراخي في القيام بهذه المهمة على أحسن وجه.. لكن وفي سبيل إنجاح هذه المهمة، يتعيّن توفير الظروف الجيدة لتكوين هذه المواهب الشابة، أي أعني بذلك، توفير الإمكانيات المنشآتية".
أضاف "أنا أتحسر اليوم على الوضع السيئ الذي تتواجد عليه منشآت المركب الرياضي "محمد بوضياف"، الذي يضم جزءا من تجهيزات رياضة ألعاب القوى، وتجربتي الطويلة التي قضيتها في الولايات المتحدة تجعلني أقول، إن المركب الأولمبي "محمد بوضياف" يضاهي الكثير من المنشآت في هذه الدولة الكبيرة، وأنا متأكد من أن مركبنا الأولمبي الكبير لا زال يشكل أحد الأقطاب الأولمبية في العالم، وبإمكاننا استخراج أبطال عالميين كبار منه، شريطة إعادة تهيئة منشآته الرياضية".
عن المشاركة القادمة للمنتخب الوطني في البطولة العالمية للعدو الريفي المقررة بالدنمارك، نهاية مارس الجاري، أوضح محدثنا أن المنتخب الوطني سيخوض منافسات هذه البطولة بكل أصنافه، سواء لدى الذكور أو الإناث، معتبرا أنه لا بد من البحث عن كسب التجربة في مثل هذه البطولة.
حدد عبد الرحمان مرسلي القائمة النهائية للمنتخب الوطني المعني بهذه المنافسة، بعد انتهاء أطوار البطولة الوطنية لألعاب القوى، التي جرت خلال الأسبوع الفارط، واعترف المدير الفني الوطني بالمستوى المتواضع للكثير من العدائين الذين يراهن عليهم في المستقبل، وهو ما جعله يقلل من طموحات التشكيلة الوطنية في بطولة الدنمارك.
تابع قائلا "في الفترة الحالية التي تمر بها ألعاب القوى الجزائرية، لا يمكن الحديث كثيرا عن الطموحات، بقدر ما يتعيّن استغلال المشاركة في المنافسات الدولية لكسب التجربة، وهذا ما يجعلني أراهن كثيرا في بطولة الدنمارك على العدائين الدوليين المنتمين إلى فئة الأواسط، كونهم يمثّلون مستقبل رياضة ألعاب القوى الجزائرية في اختصاص الجري".
لن يستريح المنتخب الوطني لألعاب القوى كثيرا بعد عودته من الدنمارك، حيث سيعود إلى التربصات من أجل تحضير مشاركته القادمة، والتي ستكون في مصر، المرتقب أن تحتضن خلال شهر أفريل القادم البطولة العربية لألعاب القوى بكل اختصاصاتها.
يقول المدير الفني الوطني عبد الرحمان مرسلي عن هذه المنافسة "البطولة العربية مهمة، وهي من بين المنافسات المسجلة في رزنامة اتحاديتنا.. الجزائر عادة ما تبرز في هذه المنافسة العربية، وسنحاول المحافظة على هذه العادة، رغم الوضع السيئ الذي تتواجد عليه رياضة ألعاب القوى في بلادنا".
سواء البطولة العالمية للعدو الريفي أو البطولة العربية، فإن كلتا المنافستين ستشكلان محطة هامة للمشاركة القادمة في منافسات الألعاب الإفريقية، المقررة أن تجري أطوارها بالمغرب خلال شهر أوت من السنة الجارية. وتمنى عبد الرحمان مرسلي أن تكون عناصر المنتخب الوطني في أحسن استعداد لتشريف الألوان الوطنية في الألعاب الإفريقية .