كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس بوهران
شبيبة سكيكدة تستعد لكتابة التاريخ أمام الزمالك المصري
- 548
تقام اليوم، بقاعتي المركب الأولمبي "ميلود هدفي"، وقصر الرياضات "حمو بوتليليس" في وهران، مباريات دور نصف نهائي كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، للرجال والسيدات، في طبعتها 40، والتي تقترب من نهايتها، بعد أكثر من أسبوع من التنافس الحاد، في إطار روح رياضية مثالية بين ممثلي كرة اليد الإفريقية.
يقترح الدور نصف النهائي للحدث، مباريات هامة وجديرة بالمتابعة، سواء عند الرجال أو السيدات، وما يمكن قوله، إن الأندية المتأهلة تستحق تواجدها في هذه المحطة المتقدمة من المنافسة، وجاءت بنسبة كبيرة وفق توقعات أهل الاختصاص والجمهور على قلته، ويتقدم هؤلاء قطبا كرة اليد المصرية والإفريقية، الأهلي والزمالك والترجي التونسي لدى الرجال، وقطبا كرة اليد الأنغولية برميرو أوغستو وبيترو أتليتيكو.
على أن المفاجأة السارة كانت في تواجد نادي شبيبة سكيكدة، ضمن كبار أندية اللعبة في القارة السمراء، والذي يعد أفضل ممثل للبلد المنظم (الجزائر) في هذه التظاهرة، رغم عديد العوامل المثبطة التي تجاوزها النادي السكيكيدي، بصبر وعزيمة وحنكة المشاركات العشر السابقة في المسابقات الإفريقية، قبل أن ينحدر مستوى كرة اليد الجزائرية منتخبات وأندية، على أمل أن يبعث تنظيم مثل هذه المنافسات، وتألق ممثلينا فيها آمالا كبيرة، ويعطي نفسا جديدا لاستعادة الأمجاد الضائعة لكرة اليد الجزائرية قاريا ودوليا.
وقد كان فريق شبيبة سكيكدة بحاجة إلى فوز واحد فقط، حتى يقفز إلى قطار نصف النهائي، الذي سيجمعه بالنادي المصري الآخر الزمالك، في امتحان ثان، لزملاء القائد كابويا رامي، في حين سيواجه نادي الأهلي غريمه التقليدي الترجي التونسي.
أما نادي الأبيار، فلم يقدر على القبض على الانتصار الذي كان يؤهله، ويسمح له بمرافقة سكيكدة في المربع الذهبي، فاكتفى بتقديم أداء مقبول عموما، وتدوينه لإيجابيات عديدة ستنفعه حتما مستقبلا، استنادا لتصريحات مسؤوليه ومدربيه.
نفس الشيء بالنسبة لأولمبيك عنابة، الذي اعترف مدربه هشام بوردرالي مسبقا، بصعوبة موقفه، وانقضاء حظوظ فريقه كلها تقريبا في الترشح لنصف نهائي المسابقة، أما شباب ميلة، فيكيفه أنه سجل نفسه في تاريخ منافسة كأس الكؤوس الإفريقية.
لدى السيدات، وكالرجال، لم تخب التوقعات بشأن المترشحين لنصف نهائي الكأس القارية، حيث زينه تواجد الفريقين الأنغوليين، برميرو أوغستو المتوج منذ أيام فقط بكأس "السوبر" الإفريقي، وبيترو أتليتيكو وصيف ذات المسابقة، حيث سيقابل برميرو نادي أتوهو من الكونغو برازافيل، فيما يواجه مواطنه بتيرو أتليتيكو نادي الأهلي المصري.
أشبال عروش يحققون المطلوب ويتأهلون باستحقاق
لقد كانت الجولة الثانية من الدور الرئيسي مفيدة، وحملت السرور لكرة اليد الجزائرية، بعد تأكد تأهل نادي شبيبة سكيكدة إلى الدور نصف النهائي، بعد أن نجح في تجاوز مواطنه وجاره شباب ميلة، بنتيجة (26- 16)، وكان الشوط الأول لفائدة السكيكديين أيضا بـ(12-07)، وبذلك احتل أشبال المدرب لخضر عروش الصف الثاني، برصيد 4 نقاط، خلف المتصدر الأهلي المصري (06 نقاط)، فيما قبع نادي ميلة في قاع الترتيب بدون نقاط، بالتالي خرج من سباق المنافسة على اللقب نهائيا، ويكتفي بخوض المباريات الترتيبية أملا في الحصول على صف مشرف، يعادل طموحاته وإمكانياته.
وفي اللقاء الثاني في هذه المجموعة الأولى، انقاد أولمبيك عنابة إلى هزيمة قاسية أمام المرشح الأول لنيل كأس الكؤوس الأهلي المصري، بنتيجة (40-21)، وكان الشوط الأول أهلاويا أيضا وبـ(19-13).
وكما توقعه مدربه هشام بودرالي، فإن أولمبيك عنابة، خاض مباراة قوية وصعبة، تألق فيها في الدقائق الأولى من المباراة فقط، حيث تقدم في النتيجة بـ (3-1)، قبل أن يقلب الأهلي مجريات المواجهة لمصلحته، وإلى غاية نهايتها، وباستناده على كامل تعداده، الذي عمد مدريه الفني دافيد دايفيس إلى تدويره، كعادته.
نادي الأبيار يضيع فرصة العمر
في المجموعة الثانية، ضيع نادي الأبيار فرصة عمره في كتابة اسمه في تاريخ المنافسة، حيث انقاد إلى خسارة مرة وفي الدقائق الأخيرة أمام الزمالك، بنتيجة (28-25)، وكان الشوط الأول زملكاويا أيضا وبـ (14-11).
فزملاء بن مسعود ياسين، قدموا مباراة قوية، وأداء جيدا، كان ينقصهما التتويج بفوز مستحق، وصرح مدرب الأبيار لامين ساحلي قائلا: "صحيح هو إقصاء مر، حيث كانت لنا إمكانية التأهل للنصف نهائي، لكن رغم ذلك، أنا راض على أشبالي، وما قدموه من أداء وجهد، خاصة الشباب منهم، الذين يكتشفون المغامرة الإفريقية لأول مرة في مشوارهم، سنضاعف العمل مستقبلا، ونبني على ما قدمناه في هذه المباريات، حتى نلامس المستوى العالي الإفريقي في السنوات القليلة القادمة، وقبل ذلك، سنعمل على نيل الرتبة الخامسة في هذه المنافسة".
إقصاء متوقع للثنائي النسوي الجزائري
حدث ما كان منتظرا، في تمثيل كرة اليد النسوية الجزائرية في كأس الكؤوس الإفريقية للأندية، حيث أزيح فريقا فتيات بومرداس ونادي الأبيار من سباق التنافس على التاج الإفريقي، وتوقفت مغامرتهما في محطة ربع النهائي، ومن سوء حظهما أنهما قابلا فريقا بريمرو أوغستو المتوج حديثا بكأس "السوبر" الإفريقي، وبيترو اتليتيكو وصيف هذه المسابقة القارية على التوالي .
بالنسبة لنادي فتيات بومرداس، فقد سعى بكل جهده للوقوف في وجه خصمه الأنغولي بريميرو أوغوستو، في المباراة التي جمعتهما بقاعة المركب الأولمبي "هدفي ميلود"، لكنه أقر بمحدودية امتلاكه وسائل ذلك، فاستسلم لصلابة وخبرة النادي الأنغولي، الذي كسب المباراة بنتيجة (33-22)، وكان الشوط الأول أنغوليا أيضا، بواقع (17-10).
فنادي بريميرو، تكفل بطي مصير هذه المباراة منذ البداية، حيث بسط سيطرته على شوطيها، فكانا في اتجاه واحد ودون مقاومة صلبة من نادي فتيات بومرداس، وظهر مع توالي الدقائق فارق المستوى بين الفريقين، وصرح مساعد مدرب بومرداس جونابة محمد بعد نهاية المباراة: "كنا على علم بأنه تنتظرنا مهمة معقدة، أمام البطل الإفريقي برميرو اوغوستو، لكن حاولنا الصمود في وجهه، ومجاراته طوال المباراة، دون أن نتمكن منه، فقد كان أكثر خبرة واستعدادا منا، أشكر لاعباتنا على جهودهن، وسنعمل على الاستفادة من أخطائنا، ونحوز على رتبة أحسن من التي تحصلنا عليها في الطبعة الماضية".
نفس المصير عرفه نادي الأبيار، الذي استسلم لمنطق خصمه بيترو أتلتيكو الذي هزمه بنتيجة (22-25)، وجاء الشوط الأول متعادلا (12-12)، وعكس بومرداس، فإن نادي الأبيار قاوم وبكل إرادة قوة وخبرة بيترو، وصرح المدرب مولاي قائلا: "قدمنا أداء أحسن من المباريات الفارطة، وهو ما وعدت به سابقا، وتجسد على أرض الواقع، ذلك أن مقابلات الدور الأول كانت تحضيرية لنا، كوننا لم نستعد جيدا لهذه المنافسة، وحاولنا تسييرها وفق إمكانياتنا، لكن النقطة السوداء هو التحكيم الإفريقي الذي عانينا كثيرا من أخطائه وزلاته".
سيحال الفريقان الجزائريان على المباريات الترتيبية، لخطف رتبة من الخامسة وإلى الثامنة، تكون ختاما لمشاركة متواضعة على طول الخط.