رغم كلّ الإساءات العنصرية واللاإنسانية التي لحقتها
صورة إيمان خليف تخلّد أولمبياد باريس 2024
- 735
شهد أولمبياد باريس 2024، صورا جميلة صنعها الرياضيون المشاركون. وتضمّنت مشاهد من الروح الرياضية تارة، ومن الإنسانية واحترام الغير تارة أخرى. وجاءت الصور لتثير حماسة المشجّعين والمتابعين للمنافسات، لتبقى نقطة مضيئة في بطولة عرفت الكثير من الأخطاء، لا سيما التي تتعلّق بالجانب التنظيمي الذي اشتكى منه كثير من الرياضيين.
تبقى صورة نهائي الملاكمة للسيدات "رائعة"، حيث ظهرت فيها صاحبة الميدالية الفضية، الصينية يانغ ليو، وهي تعانق البطلة الجزائرية إيمان خليف؛ ما يعكس قيم الروح الرياضية بعد كلّ الإساءات العنصرية واللاإنسانية التي لحقت بملكة القفاز الجزائري خلال مشوارها في الألعاب الأولمبية، لتكون الرسالة واضحة، وهي أنّه لا مكان للتصرّفات العدائية في الرياضة.
كما صنعت هذه الصورة الحدث في مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما يؤكّد أن البطلة خليف لم تتأثر بما حدث، وظلت تشق طريقها نحو النهائي قبل أن تختتم مشاركتها بتتويج هو الأغلى خلال مشوارها في الرياضة، بإحرازها الميدالية الذهبية عقب فوزها في النزال النهائي على الصينية يانغ ليو، بإجماع الحكام (5-0)؛ حيث تركت حملات التنمّر والتحرش خلف ظهرها، مهديةً بلادها ثاني ذهبية في باريس.
كما أثارت صورة سباق نهائي مائة متر في أولمبياد باريس 2024، في تاريخ الألعاب الأولمبية، لما تضمّنته من تنافس شديد بين العدائين؛ حيث دخل أغلبهم الخطّ في وقت واحد تقريباً؛ ما دفع المتابعين إلى التعليق على أنها صورة تستحق أن تكون في متحف "اللوفر" ؛ لكي تطّلع عليها الأجيال القادمة، وتقدّر قيمة إنجاز الأمريكي نوا لايلز، وباقي المتنافسين، الذين كانوا جميعهم قريبين من تحقيق الإنجاز.
من جهتها، نالت لاعبة الجمباز الصينية زهو ياكين (18 عاما) الإعجاب في أولمبياد باريس 2024، بتصرّفها البريء والعفوي لحظة تسلّمها الميدالية البرونزية في منافسات الجمباز؛ إذ شاهدت صاحبتي الميداليتين الذهبية والفضية ـ وهما لاعبتا المنتخب الإيطالي ـ تحتفلان بوضع ميداليتيهما في فمهما، قبل أن تتفاجأ وتُعجب باللقطة، ثم تقرّر أن تتصرّف بالطريقة نفسها.
وأمست حركة الرامي التركي يوسف ديكيتش، علامة مسجّلة باسمه عند خوضه منافسات الرماية بمسدس الضغط لمسافة عشرة أمتار؛ حيث وضع يده في جيبه، وأحرز الميدالية الفضية، ليقلّده رياضيون آخرون عند احتفالهم بنجاحاتهم، وذلك عبر وضع أياديهم في جيوبهم، ورفعوا اليد الثانية؛ في إشارة إلى الرمي بالمسدس.
وجالت صورة راكب الأمواج البرازيلي، غابرييل ميدينا، أنحاء العالم لروعتها؛ فزيادة على النجاح الذي حققه بفوزه بالميدالية البرونزية، أنهى منافسة ركوب الأمواج باحتفال خاص، وقفز في الماء، ورفع يده إلى السماء، بينما أضاف ارتفاع لوحه إلى جانبه، جمالاً للصورة، وهو ما يعكس الموهبة التي يتمتّع بها الشاب البرازيلي.
وتعاطف عشاق التنس مع النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، عند احتفاله رفقة ابنته بالميدالية الأولمبية الذهبية؛ إذ ظهر يبكي متأثراً بقيمة النجاح الذي حققه، وهو الذي لم يسبق له أن فاز بالمعدن النفيس في المنافسة الأولمبية؛ ما يجعله يفخر بإنجازه دون شكّ، خصوصاً أنه أهداه إلى عائلته وبلده أيضا.
وقدّمت نجمتا المنتخب الأمريكي للجمباز، سيمون بايلز وجوردان شايلز تحية خاصة إلى زميلتهما البرازيلية ريبيكا أندرادي المتوّجة بالذهب في المنافسات.
ووصف الثنائي تصرّفهما بأنّه هدية للبرازيلية التي تستحق ذلك، وبأنهما يعتبرانها ملكة يجب تحيتها بتلك الطريقة، وفقا لما نشره موقع "سبوت جيم" المختص برياضة الجمباز.
كذلك جرى تداول صورة "سيلفي" تُظهر رياضيين من كوريا الجنوبية برفقة منافسيهم من كوريا الشمالية، في منافسات كرة الطاولة للزوجي المختلط بشكل كبير للغاية، باعتبار الأزمة في العلاقات بين الجارتين منذ عقود عديدة، حيث التقط جونغ هون ليم رفقة شريكته يو بين تشين، الصورة بعد حصولهما على البرونزية برفقة جونغ سيك ردي وكوم يونغ كيم من كوريا الشمالية المتوّج بالميدالية الفضية، إضافة إلى الثنائي الصيني المتوّج بالميدالية الذهبية.
وظهر أسطورة كرة القدم العالمية زين الدين زيدان وهو يسلّم الشعلة الأولمبية في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، لأسطورة أخرى؛ نجم التنس الإسباني رفائيل نادال.
وصفّقت الجماهير الحاضرة طويلاً لبطل العالم في مونديال 1998، قبل أن يستكمل المنظمون حفل الافتتاح وسط حضور كبير.
المدرب محمد شعوة: الرئيس تبون دافع عن خليف كأنّها ابنته
أبرز مدرب البطلة الأولمبية إيمان خليف، محمد شعوة، الدور الكبير الذي لعبه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في تتويج إيمان خليف بالميدالية الذهبية الأولمبية.
وصرح المدرب للصحافة الوطنية عند وصوله إلى أرض الوطن أول أمس، قائلا: "يمكنني القول إنّ الميدالية التي نالتها إيمان خليف تُعد أغلى وأصعب ميدالية في تاريخ الرياضة الأولمبية بالنظر إلى الصعوبات التي واجهت الملاكمة"، مضيفا: "هذا الإنجاز كان وراءه رئيس الجمهورية، الذي دافع عن إيمان خليف، كأنّه يدافع عن ابنته. وشعرنا، فعلا، بعبارة "عمي تبون".
وتابع محمد شعوة: "التهنئة التي نالتها إيمان خليف على المباشر عبر الهاتف من رئيس الجمهورية، أشعرتها بأنها تنال التهاني من والدها" . كما أبدى سعادته الكبيرة بالإنجاز المحقَّق في أولمبياد باريس، موجّها الشكر الخاص لكل من ساند إيمان خليف.
وقال شعوة: "نحن سعداء جدا بتمكّننا من إسعاد كل الشعب الجزائري.. نسبة مشاهدة الدور نصف النهائي كانت الأعلى في العالم. وأصبح كل العالم يعرف إيمان خليف" . وأردف "أعدنا الاعتبار للجزائر، وللمرأة الجزائرية برفع العلم الوطني في باريس، وإسعاد كلّ الشعب الجزائري". وتابع: "نوجّه شكرا كبيرا لكلّ الشعب الجزائري، والجالية الوطنية بالخارج؛ لتضامنهم ومساندتهم لإيمان خليف".
الملاكمة رميساء بوعلام: خليف أسكتت الجميع بميداليتها الذهبية
ثمّنت الملاكمة الجزائرية رميساء بوعلام الإنجاز الذي حقّقته مواطنتها إيمان خليف في الألعاب الأولمبية باريس 2024. وقالت: "الحمد لله، أظهرت إيمان خليف الحقيقة، وأسكتت الجميع بنيلها الميدالية الذهبية" ، مضيفة في الوقت نفسه: "في أولمبياد طوكيو لم نحصد أيّ ميدالية، لكنّ رياضيينا عادوا بروح جديدة في أولمبياد باريس". وتابعت بوعلام: "الميداليات المحصّل عليها في أولمبياد باريس حافز بالنسبة لرياضيّينا في المنافسات المقبلة".
رئيس الاتحادية الجزائرية للاختصاص، حمزة دغدغ: المصارعة الجزائرية كان بإمكانها تقديم الأفضل
رأى رئيس الاتحادية الجزائرية للمصارعة حمزة دغدغ، أن المصارعين الجزائريين كان بإمكانهم تحقيق نتائج أفضل في أولمبياد باريس. وقال: "أبارك للجزائر حصدها ثلاث ميداليات في أولمبياد باريس؛ كون ذلك انجازاً كبيرا"، مضيفا: "في ما يخصّ المشاركة الجزائرية في المصارعة أقول إنه كان بإمكاننا تقديم ما هو أفضل لو كان بشير عزارة في أفضل أحواله". وتابع حمزة دغدغ: "كلّ الآمال كانت مُعلّقة على بشير عزارة. ونتمنى الأفضل في المستقبل".