شباب قسنطينة يتعثر أمام المدية ويدخل في دوامة
عمراني يتحمل المسؤولية ويؤجل رحيله
- 631
تعثر مرة أخرى، شباب قسنطينة على أرضية ميدانه وأمام أنصاره، في لقائه الذي جمعه أمام ضيفه فريق أولمبي المدية، لحساب الجولة 11 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، حيث وفق أشبال المدرب السعيد حموش في كبح جماح أصحاب الأرض وإرغامهم على تقاسم النقاط، وهو الأمر الذي أغضب أنصار شباب قسنطينة الذين صبوا جمّ غضبهم على اللاعبين، متهمين إياهم بشتى النعوت، في حين وجد المدرب عمراني الذي قدم استقالته بعد لقاء مولودية الجزائر وانهزام الشباب بملعب "5 جويلية" كل الدعم من طرف الأنصار.
كان مستوى اللقاء متوسطا وعرف سيطرة المحليين أمام فريق جاء من أجل الدفاع والاعتماد على الهجمات المعاكسة، إلا أن كل الخطط التي وضعها المدرب عمراني باءت بالفشل، في ظل العقم الهجومي وثبوت محدودية المهاجم الإفريقي المنتدب خلال بداية هذا الموسم، وحتى التغيرات الثلاثة التي أحدثها عمراني بإقحام عايشي مكان البوركينابي كاغنبيكا وزيتوني مكان بلجيلالي وبلمختار مكان خذير، لم تأت أكلها ليزيد الحكم الطين بلة، عندما رفض هدفا للشباب في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، عن طريق مخالفة مباشرة نفذها زعلاني، بحجة أنه لم يعط إشارة انطلاق المخالفة عن طريق صافرته التي أعلنت نهاية اللقاء بعد 5 دقائق إضافية، احتسبها على واقع التعادل الأبيض الذي خدم الضيوف دون أصحاب الأرض الذين تنتظرهم مهمة صعبة في الجولة المقبلة بتيزي وزو أمام الشبيبة المحلية.
أكد مدرّب شباب قسنطينة، عبد القادر عمراني، الذي استقبل بالورود من طرف لجنة الأنصار قبل انطلاق المقابلة، أن فريقه أدى مقابلة صعبة بالنظر إلى الظروف والمعطيات التي كانت قبل اللقاء والتأثر المعنوي للاعبين، مضيفا أنه قدم تعليمات لتجنب القلق واللعب بالأسلوب المعتاد، وهو الأمر الذي تجسد في الشوط الأول رغم غياب التهديف بسب غياب اللاعب المناسب الذي يترجم الهجمات إلى أهداف، حسب قول مدرب الشباب الذي تحدث عن غياب الاندفاع المطلوب، خاصة في الثنائيات داخل منطقة الـ18 الخاصة بالمنافس، كما تحدث عن الفرصة التي ضيعها صالحي بالرأس، ومخالفة العمري التي صدها الحارس ولم يحسن استغلالها خذير، وقال بأنه أعطى تعليمات بين الشوطين للانطلاق في الشوط الثاني بنفس العزيمة ونفس الريتم، لكن الأمور لم تسر وفق ما خطّط له، بسبب التعب الكبير الذي نال من اللاعبين الذين خاضوا المقابلة الرابعة في ظرف أربعة أيام، واتسمت نهاية المقابلة بالعشوائية.
اعتبر عبد القادر عمراني الذي واجه الأمر بشجاعة، أن التغيرات التي قام بها فشلت في تقديم الجديد واشتكى من ثقل أرضية الملعب، لكنه لم يتهرب من الأمر وقال بأنه يتحمل مسؤولية هذا التعثر أمام فريق كان بإمكانه الفوز عليه، وكان أكثر صراحة وجرأة، عندما فجّر قضية الانتدابات التي أثارت الكثير من التساؤلات عن لاعبين تم انتدابهم ليقدموا الإضافة، إلا أنهم بقوا في دكة البدلاء في أغلب الأحيان، على غرار بلمختار وبلجيلالي وحتى البوركينابي كانغبيكا، حيث اعترف عمراني بخطئه في انتداب بعض اللاعبين، وقال بأن انتدابات بعض اللاعبين لم تكن في محلها، وأن فرصة الفريق في مرحلة الانتدابات الشتوية، حيث وعد بأنه سيعمل على تصحيح أخطائه التي ارتكبها في انتدابات الصيف.
أبدى مدرب الشباب خلال حديثه لوسائل الإعلام عقب نهاية المقابلة، استغرابه من عدد الإصابات التي عرفتها التشكيلة، وتحدث عن قضية اللاعب جعبوط المنتدب من فريق شبيبة القبائل، والذي غادر الفريق في بداية الموسم ولم يحضر إلى قسنطينة منذ شهرين بسبب إجراء عملية جراحية على "الفتق"، ولم تكن إصابة داخل الميدان. كما تحدث عن إصابة عبيد وقال بأنه أصبح غير حاضر معنويا مع الفريق، مضيفا أن إصابة شحرور الذي تألق في منصب محور الدفاع، عقدت الوضع وجعلت المدرب يستنجد باللاعب سيلا في هذا المنصب، وقال بأن زعلاني كان يلعب وهو مصاب.
اعتبر مدرب الشباب أن الوضعية كانت بالنسبة له دوما صعبة، حيث كان الفريق يعاني في كل مقابلة من غياب من ثلاثة إلى أربع لاعبين بسبب الإصابة، وهو الأمر الذي كان دوما يضع الشباب في مأزق.
حسب عمراني، فإن تراجعه عن استقالته التي أعلن عنها عقب نهاية لقاء مولودية الجزائر خلال الأسبوع الفارط، تعود إلى عدة أسباب، أولها علاقته الطيبة مع إدارة الفريق، ثم مطلب وإلحاح الأنصار على بقائه خدما لاستقرار النادي، مضيفا أن هذه الأمور تحتم عليه مواصلة العمل لإخراج الفريق من عنق الزجاجة، وقال بأن الأمور صعبة لكنها غير مستحيلة.