في مباراة تحضيرية مثيرة بعنابة
فوز مستحق لمنتخب فلسطين على المحليّين

- 114

حقق المنتخب الفلسطيني فوزا معنويا ثمينا على نظيره المنتخب الوطني، بهدف دون رد، في المباراة الودية التي جمعتهما، مساء أوّل أمس، على أرضية ملعب "19 ماي 1956" بمدينة عنابة، ضمن استعدادات المنتخبين للمشاركة في منافسات كأس العرب القادمة.
شهدت المباراة أجواء حماسية رغم طابعها الودي؛ حيث دخل الفريقان بنيّة واضحة لاختبار الجاهزية الفنية والبدنية، مع التركيز على الانسجام بين خطوط اللعب. وقدّم المنتخب الفلسطيني أداءً منظما ومتوازنا، مستفيدا من بعض الثغرات في دفاع المنتخب الوطني، لينجح في تسجيل الهدف الوحيد في اللقاء خلال الشوط الأوّل، إثر هجمة مرتدّة سريعة، تُرجمت إلى هدف بطريقة فنية جميلة.
ورغم محاولات المنتخب الوطني المحلي للعودة في النتيجة، إلاّ أنّ التسرّع وقلّة التركيز في اللمسة الأخيرة حالا دون تحقيق التعادل. المدرب مجيد بوقرة راقب أداء عناصره عن كثب. واختبر بعض الخطط التكتيكية التي قد يعتمدها في الاستحقاقات الرسمية. وفي المقابل، أبدى المنتخب الفلسطيني صلابة دفاعية، وانضباطا تكتيكيا لافتا؛ ما يعكس مدى التحضير الجيّد للمجموعة. هذا الانتصار وإن كان وديا، يشكّل دفعة معنوية مهمة للفريق، قبل دخول غمار كأس العرب.
ومن جانب آخر، أظهرت بعض عناصر المنتخب الوطني إشارات واعدة خاصة في خط الوسط، حيث تمكّن الفريق من فرض سيطرته في فترات من اللقاء، غير أنّ غياب الفاعلية الهجومية شكّل العائق الأكبر أمام تسجيل الأهداف. وستكون هذه المباراة بمثابة درس مفيد للجهاز الفني، الذي بات مطالَبا بإعادة تقييم بعض الخيارات قبل انطلاق البطولة العربية، خاصة على مستوى الفعالية الهجومية، والربط بين الخطوط.
وعرف ملعب "19 ماي 1956" أجواء جميلة، بحضور جماهيري متوسّط، دعم الفريقين، وخلق لوحة رياضية مميّزة. الجماهير العنابية كانت كعادتها في الموعد؛ ما أضفى طابعا تنافسيا على المواجهة رغم ودّيتها. ويبقى الهدف من هذه المباراة إلى جانب النتيجة، هو الوقوف على الجاهزية، وتصحيح الأخطاء قبل التحديات الرسمية. الفوز الفلسطيني يؤكد أن الفريق قادم للمنافسة بقوة، فيما يمتلك المنتخب الوطني كل المؤهلات للتدارك، وتقديم الأفضل في قادم الاستحقاقات. كرة القدم لا تعترف بالتحضيرات وحدها، بل بالتعلم من الدروس. ومباراة اليوم كانت درسا مفيدا في الطريق نحو كأس العرب.