المواسم تتوالى وتتشابه على مولودية وهران
موسم آخر للنسيان.. فمتى تُستخلص الدروس؟

- 292

تصوَّب أنظار أنصار مولودية وهران باتجاه شركة "هيبروك " المالكة لفريقهم، وما ستقرره بشأن مطالبهم المتكررة بإحداث تغيير جذري على هيكل النادي، خاصة من الجانب الإداري، بعدما اتهموا مجلس الإدارة الحالي، بضعف التسيير خاصة من الجانب الرياضي، الذي كاد يكلف مولوديتهم السقوط إلى القسم الثاني للهواة، في سيناريو مكرر لما حصل لها سنة 2008، بحسبهم.
لا أحد كان ينتظر الوجه الشاحب الذي أطلّت به مولودية وهران على محبيها، وكل المتتبعين، خاصة في مرحلة الإياب، الذي سقطت فيه سقوطا حرا، كاد يهوي بها إلى القسم الأسفل لولا حنكة الطاقم الفني بقيادة المحنّك عبد القادر عمراني، وخبرة بعض اللاعبين؛ في صورة القائدين مروان دهار، وسيد أحمد بن عمارة، وزبير مطراني، وكروم وبوخلدة، ونجاعة بعض الصفقات الشتوية؛ كالإفريقي جوبي وعزيز مولاي، وطبعا الدعم القوي والمتواصل للأنصار.
والعجيب أن انطلاقة مولودية وهران كانت ناجحة جدا. وظنّ الجميع أنها تؤشر على عودتها بقوة ضمن كوكبة الأندية التي تنافس على الألقاب، لكن سرعان ما انقلب الوضع، وتردى حالها بشكل مفاجئ. وتُختتم مرحلة الذهاب في المركز 11، وبمجموع 18 نقطة، جمعتها من 05 انتصارات، و03 تعادلات، مقابل 07 هزائم، وسجل خط هجومها 13 هدفا، فيما تلقّى مرماها 16 هدفا.
وفيما كان يُنتظر أن تتدارك المولودية الوهرانية نفسها سريعا وتعوض ما ضاع منها من نقاط ثمينة في الذهاب، زاد وضعها سوءا في بداية الإياب رغم إبرامها 06 تعاقدات شتوية، أحدها يعني المدرب عبد القادر عمراني. وتَبين بعد توالي الجولات أن سوء تسيير فترة التوقف الشتوي من الجانب الرياضي من قبل الإدارة، كان وبالا على الفريق الذي راكم الهزائم، وتدحرج أكثر في سلّم الترتيب، ليصبح معنيا بضمان البقاء؛ في سيناريو معاد للمواسم الفارطة العجاف.
ولم تطمئن المولودية على زيّها إلا بعد جهد كبير، وقبل جولتين عن الختام الذي أحصت بعده رصيدا بـ40 نقطة جمعتها من 12 انتصارا، و04 تعادلات، ومقابل 14 انهزاما (02 داخل الديار). وهذا الكم من الهزائم لم يسبق لها تسجيله على مر تاريخ تواجدها في القسم الأول. وإضافة إلى سوء الاستقدامات الصيفية هناك عدم استقرار العارضة الفنية للفريق، التي تعاقب عليها ثلاثة مدربين، بداية بالمرحوم يوسف بوزيدي الذي جمع مع المولودية 04 نقاط من ثلاث جولات، ثم الفرانكو –مالي إيريك سيكو شايل الذي نال 14 نقطة في 11 جولة، فعمراني الذي مكث طيلة مرحلة الإياب، وأحصى مع "الحمراوة" 22 نقطة. ويُحسب للتقني التلمساني أنه أنقذ المولودية الوهرانية للمرة الثانية في ظرف 04 سنوات.
وقد قيَّم مساعد المدرب عبد اللطيف بوعزة، مشوار مولودية وهران هذا العام، فقال: " كان موسما صعبا على الفريق؛ لكثرة المشاكل والضغوطات. ولو لم نضيّع العديد من النقاط في الذهاب، لكان ترتيبنا أحسن من الرتبة التاسعة. الجميع مشكورون. ونتمنى الأفضل للفريق في المستقبل" . وأضاف : " يجب تغيير العديد من الأمور، وتفادي الوقوع في نفس المشاكل والأخطاء، فمولودية وهران مرهقة، وتحتاج إلى نهضة كروية على جميع الأصعدة، حتى يمكنها العودة إلى أمجادها، وبما يرضي جماهيرها، التي صبرت زهاء ثلاثة عقود من دون لقب، وهذا كثير عليهم، وعلى مدينة وهران ".