”الفاف” تملي شروطها

هذا محتوى عقد بلماضي الجديد

هذا محتوى عقد بلماضي الجديد
  • 663
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

خرجت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن صمتها، بإعلانها عن التمسك بالناخب الوطني جمال بلماضي، ومنحه فرصة أخرى، لمواصلة مهمته مع المنتخب الوطني.

يتبين بشكل واضح، أن الهيئة الفدرالية أخذت الوقت اللازم والكافي لوزن الرأي العام الرياضي، وحتى الوطني، حول مسألة الاحتفاظ بالناخب الوطني أو إقالته، بعدما ظل منقسما حول مسألة مستقبل العارضة الفنية،  “الفاف” تفادت التسرع لتحديد موقفها في النقاش الحاصل حول مستقبل جمال بلماضي مع “الخضر”.   فمن جهة، رفضت الاستجابة إلى الأصوات المنادية بفسخ عقد بلماضي، وكم هي كثيرة بسبب تأثرها العميق بالإقصاء من تصفيات كأس العالم، حيث حملت الناخب الوطني مسؤولية الفشل أمام المنتخب الكاميروني، في المواجهة الأخيرة بين المنتخبين التي جرت بالبليدة، أصوات دعمتها آراء بعض اللاعبين الدوليين القدامى، الذين رموا بكل ثقلهم في النقاش، لكي تميل الكفة لصالح الأطراف، التي نادت إلى إحداث التغيير على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، الضغوط كانت قوية جدا على “الفاف”، لدفعها إلى ركب موجة الذين طالبوا برأس جمال بلماضي، مستدلين بالمنطق، الذي يجبر أي مدرب تقديم استقالته في حالة فشله في تحقيق الأهداف، التي وعد بالوصول إليها.

من جهة أخرى، فإن “الفاف” لم تكن في وضع تحسد عليه، بل كانت في عين الإعصار، ما دام أنها المسؤولة الأولى عن المنتخب الوطني، ومدربه في كل الأوضاع، لذا رفضت التسرع في اتخاذ قرار يضع المنتخب في وضعية مفتوحة على كل الاحتمالات، لاسيما أن الوقت كاف أمام التشكيلة الوطنية لتحضير موعد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024، لذا أبت أن تستجيب لدعاة إقالة بلماضي، خاصة أن هذا الأخير لا زال يحظى بمساندة قوية من طرف جانب كبير من الرأي العام الرياضي، وحتى الوطني، الرافض بشدة إبعاده من منصبه.

تقليص راتبه الشهري وإلزامه ببلوغ نصف نهائي كأس إفريقيا 2024

والآن وقد تراجعت حدة الصراع والمواقف بين الطرفين “المتخاصمين إعلاميا” حول مستقبل بلماضي، فإن الرأي العام أصبح يترقب بشغف كبير، محتوى العقد الجديد، الذي سيربط الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مع المدرب الوطني، مصادر قريبة من الهيئة الفدرالية قالت، إن رئيس هذه الأخيرة، جهيد زفيزف، توصل إلى إقناع جمال بلماضي، بضرورة تقليص قيمة راتبه الشهري الذي زعزع الرأي العام الوطني، وأخذته الأطراف الرافضة لبقاء بلماضي، كذريعة لإبعاده من العارضة الفنية. لذلك، فإن “الفاف” ستتجه نحو تقييم الراتب الجديد للناخب الوطني، حسب المقاييس التي تتعامل بها كل الاتحاديات الوطنية الأجنبية، مع مدربي منتخباتها، وينتهي بذلك الحديث عن هذه المعضلة، التي أسالت الكثير من الحبر، بعد إخفاق المنتخب الوطني في التأهل إلى مونديال قطر 2022. كما كشفت ذات المصادر، أن العقد القادم الذي سيبرم بين “الفاف” والناخب الوطني، سيحمل في طياته أشياء جديدة، لاسيما في ما يتعلق بالأهداف التي ستحددها الاتحادية لجمال بلماضي، حيث قالت بأن جمال بلماضي سيمضي على عقد يسير إلى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024، مع إلزام هذا الأخير ببلوغ، مع المنتخب الوطني، الأدوار نصف النهائية، ومن ثم، ستكون للاتحادية حرية التعامل مع العقد الجديد القائم بينها وبين الناخب الوطني، الذي يدرك أن بقاءه إلى غاية التصفيات القادمة لكأس العالم 2026، مرتبط أساسا ببلوغ الأهداف التي سترسمها له “الفاف”، لحساب نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، المقررة بكوت ديفوار.

مجبر على إحداث تغييرات عميقة في التشكيلة

قبل ذلك، سيكون الناخب الوطني مجبرا على إحداث تغييرات عميقة، داخل تعداد التشكيلة الوطنية، وأن الخطوة الأولى التي سيكون مطالبا باتخاذها؛ إبعاد العناصر القديمة التي بلغت سنا متقدما، ولا يمكن له الاعتماد عليها في المستقبل، وتعد هذه الخطوة من بين مطالب الرأي العام الوطني، الذي لا زال ينادي بإلحاح كبيرن إلى ضرورة ضخ دم جديد في المنتخب الوطني، من خلال الاعتماد على عناصر جديدة أبدت رغبتها في حمل الألوان الوطنية، منها اللاعبون المحترفون، الذين شاركوا في المباراة الودية ضد منتخب إيران بقطر.