حقق فريق مولودية وادي تليلات، إنجازا تاريخيا لما وضع نفسه ضمن كبار القسم الممتاز لكرة اليد، ولأول مرة في مشواره الرياضي، بعد فوزه على ضيفه ناديت العاصمة بنتيجة (26/25)، بعدما انتهى الشوط الأول، ودائما لأصاحب الضيافة بواقع (14/9). كان لقاء النقيضين في لائحة الترتيب نديا إلى أبعد الحدود، لكن في إطار احترام ماهية الروح الرياضية، فكل فريق كان يلعب مصيره، وسعى إلى تحقيق هدفه بكل قوة؛ المولودية للظفر باللقب، وقبل جولة واحدة عن إسدال الستار عن بطولة القسم الوطني الأول، والناديت لتفادي السقوط إلى القسم الأسفل، لذلك كان الدخول في صلب الموضوع باكرا، ومن جانب نادي وادي تليلات الذي حاز فارقا مريحا وصل إلى 3 أهداف عند الد10 (5/2)، وارتفع إلى 4 أهداف عند الد14 (7/3)، بفضل نشاط الثلاثي خليفاوي وعلياوي وحاج عباس ميلود.

تدارك فريق الناديت نفسه، في بعض المحاولات عن طريق النشيط حليمي،  ويحياوي، مما مكن النادي العاصمي من تقليص الفارق إلى هدف واحد عند الد23، بعد هدف بورحلة (8/7) لوادي تليلات، وفي هذا الوقت بالذات، تدارك مدرب المولودية محمد بلغيث الموقف، وقتا مستقطعا صحح فيه أخطاء أشباله، وفي نفس الوقت، كسر ريتم منافسه، ونجح في ذلك، بدلبل العودة القوية لفريقه في الـ5 دقائق الأخيرة، التي أمطر فيها المحليون مرمى الناديت بـ6 أهداف مقابل هدفين مسجلين للضيوف، لينتهي الشوط الأول للمولودية المحلية بواقع (14/9).

بداية الشوط الثاني، كانت مفاجئة لمولودية وادي تليلات الذي بادره الناديت بصلابة كبيرة، سواء في خط الدفاع أو الهجوم، أفرزت أهدافا لمصلحة النادي العاصمي، ودائما تحت قيادة النشيط حليمي (صاحب 8 أهداف)، إلا أن قبض الضيوف على التعادل (18/18) في الد46، وتقدموا في النتيجة لأول مرة في المباراة (20/18) في الد48، ساعدتهم كثيرا على ذلك، الأخطاء الفردية المتتالية المرتكية من قبل لاعبي وادي تليلات، ونصائح مدربهم حسان قشو الذي نجح في تعديل أوتار الدفاع، غير أن بعض الإقصاءات أضرت بهم كثيرا، حيث ضيعوا التفوق أولا بتدارك المولودية المحلية التعادل لمرتين (20/20) في الد49، ثم (22/22) في الد55، قبل أن تحسم مصير المباراة لمصلحتها نهائيا بنتيجة (23/22)، بالتالي إطلاق العنان لفرحة صعودها إلى القسم الممتاز ولأول مرة في تاريخ النادي. للإشارة، عرفت بعض فترات الشوط الثاني، احتجاجات كثيرة من الطرفين، خاصة من الناديت على طاولة الحكام، بتهمة عدم توقيف اللعب في بعض فتراته، مما اضطر الحكام إلى احتساب 15 ثانية أخرى بعدما انتهى الوقت الرسمي، وكذلك بعض الأخطاء التحكيمية البسيطة، لكن أهمية المباراة  حساسية موقفي الفريقين، وبدت هذه الأخطاء قاتلة، لكن الحمد لله دون إخلال بالانضباط والروح الرياضية فتحية للفريقين ولجمهور تليلات الغفير.

بلغيث (مدرب وادي تليلات) ‘’عشنا ضغطا شديدا.. وصعودنا مستحق”

أصر بلغيث محمد مدرب مولودية وادي تليلات على القول، بأن الصعود هو ثمار جهد الجميع لمدة ثماني سنوات وبصعوبة كبيرة، واصل تصريحه ”إرادة أشبالي هي التي صنعت هذا الفوز الثمين، رغم الضغط الشديد الذي كنا تحت وطأته طيلة الأسبوع، فالمباراة لم تكن سهلة أمام فريق كان يلعب مصيره في القسم الوطني الأول، فتحية للجميع، ولكل من ساهم في هذا الإنجاز الذي يجب تدعيمه وتقويته في الموسم القادم”.

قشو (مدرب الناديت) ‘’ظلمنا.. ووادي تليلات تستحق الصعود”

بدا قشو حسان مدرب النادي غاضبا، وكان من مآل المباراة، تضييع فريقه لنتيجة إيجابية كانت في متناوله، بحسبه، وأضاف قائلا ”المباراة عرفت تنافسا شديدا، لكن من غير المقبول أن نضيع فوزا بهذه الطريقة، وفي الأنفاس الأخيرة من المباراة التي سيطرنا على شوطها الثاني بالطول والعرض، لكن الأخطاء المرتكبة وتضييع كرات سهلة في الأوقات الحاسمة، خصوصا المظالم التحكيمية، هي التي هزمتنا. ألفت الانتباه إلى أننا ظلمنا اليوم من طرف الحكام، وهذا عيب، خاصة أن المباراة كانت هامة جدا للفريقين، خصوصا لفريقي الذي يلعب من أجل البقاء، وأهنئ مولودية وادي تليلات على صعودها، فهي تستحق ذلك”.

أفراح  عارمة في مدينة وادي تليلات بصعود المولودية المحلية

فور إعلان الحكمين بلحاج سيدي محمد ومكي عبد القادر ميال، عن نهاية لقاء مولودية وادي تليلات بناديت العاصمة، والذي عرف فوز الفريق الأول بنتيجة (23/22)، أطلق أنصار المولودية المحلية، ومعهم كل محبي الكرة الصغيرة في ولاية وهران، عنان فرحة عارمة بصعود مولودية وادي تليلات لأول مرة في مشوار الفريق إلى القسم الممتاز لكرة اليد.

فبعد أجواء احتفالية هستيرية كبيرة داخل القاعة متعددة الرياضات بوادي تليلات، والتي امتدت لأكثر من ساعة بين مختلف مكونات الفريق من مسيرين لاعبين ومدربين وأنصار، امتزجت فيها الفرحة الكبيرة بالدموع والعناق الحار بين الجميع، بتجاوب كبير مع المشجعين من فوق المدرجات، خرج الأنصار ليشكلوا مجموعات على طول الطريق المؤدية إلى وسط مدينة وادي تليلات، مرفوقة بأصوات ”فوفوزيلا”، ومنبهات السيارات التي لم تتوقف طيلة ليلة أول أمس، ليلتقي قدامى الأنصار واللاعبين بمقاهي المدينة مكان اجتماعهم، وكذا الأنصار من مختلف الأحياء، لمشاركة بعضهم فرحة الصعود إلى قسم الكبار.

الأكيد أن أفراح وادي تليلات ستستمر لأيام أخرى، مع ترقب لما سيفعله زملاء المتألق علياوي عبد الحكيم في القسم الممتاز الموسم القادم، والتي أكد المدرب بلغيث محمد أن التشكيلة الحالية بحاجة ماسة إلى تدعيمات نوعية، وقبلها تشجيعات من قبل السلطات المحلية على هذا الإنجاز التاريخي.

❊ سعيد.م