الرئيس الفلسطيني يقطع كل صلة «دبلوماسية» مع الولايات المتحدة

128 دولة تصوّت ضد قرار ترامب في الجمعية العامة الأممية

128 دولة تصوّت ضد قرار ترامب في الجمعية العامة الأممية
  • 547

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه لن يقبل بأي مخطط أمريكي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقناعة أن الولايات المتحدة فقدت شرعيتها كطرف راع لعملية السلام بعد أن اعترفت بالقدس عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي المحتل في خرق واضح للقانون الدولي.

وانتقد الرئيس الفلسطيني بعد اللقاء الذي جمعه أمس، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعاصمة باريس، التهديدات التي رفعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وجه كل الدول التي تعارض قراره بنقل عاصمة بلاده إلى القدس المحتلّة، وقال إنه «لا يمكن أن نفرض على كل العالم مواقف باستعمال ورقة المال، ولا يمكن أن ندفع للدول مبالغ مالية لنشترط عليها الموافقة على سياسة ما».

وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني يوما بعد مصادقة الجمعية العامة الأممية على مشروع لائحة عربية ـ إسلامية تقدمت بها اليمن وتركيا للاعتراض على اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس الشريف عاصمة موحدة لإسرائيل.

وصوّتت 128 دولة من إجمالي 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة لصالح هذه اللائحة في ضربة قوية للدبلوماسية الأمريكية التي توعدت كل من يصوّت لهذه اللائحة بعقوبات مالية.

وامتنعت 35 دولة عن التصويت من بينها دول المكسيك وكندا وبولونيا والمجر، بينما لم تشارك 21 دولة في عملية التصويت بينما صوّتت تسع دول فقط ضد اللائحة بينها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وصوتت كل من غواتيمالا والهندوراس وطوغو وجزر ناورو وبالاو وميكرونيزيا وجزر مارشال ضد مشروع اللائحة العربية الإسلامية وهي دول غير ذات شأن في العلاقات الدولية، وهي تكاد تكون دولا تابعة للولايات المتحدة باعتمادها بشكل يكاد يكون كليا على المساعدات الأمريكية إذا قارناها بدول مثل ألمانيا وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا وإيران، إلى جانب بريطانيا وفرنسا اللتين تعدان من بين أكبر حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها هذه المرة صوتت لصالح القرار دعما لفلسطين والقدس.

وشكلت النتيجة النهائية صفعة للدبلوماسية الأمريكية رغم لغة التهديد التي رفعتها السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نايكي هالي، التي لم تتورع عن القول إنها ستقوم بجرد أسماء كل الدول التي ستصوت لصالح مشروع اللائحة العربية في سابقة لم تعهدها الأعراف الدبلوماسية الدولية إلا خلال عهدة الرئيس الأمريكي الحالي.

واعترفت السفيرة الأمريكية بهذه الانتكاسة الدبلوماسية وقالت إن بلدها سيتذكر هذا اليوم المشؤوم وهو ما سيجعلنا نمارس حقنا السيادي، وقالت إننا سنتذكر هذا التصويت عندما تطالبنا الأمم المتحدة بمضاعفة مساهمتنا المالية في ميزانية الأمم المتحدة، وأضافت «إننا من الآن فصاعدا سنعرف أين ننفق أموال الأمريكيين»، في إشارة واضحة إلى الأموال التي تدفعها إلى الأمم المتحدة.

م مرشدي

شهيدان فلسطينيان في مظاهرات جمعة الغضب الثالثة

خلّفت المواجهات الدامية بين المتظاهرين الفلسطينيين الرافضين لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف وقوات الاحتلال الإسرائيلية أمس، سقوط شهيدين اثنين وعشرات المصابين والمعتقلين.

وارتفعت حصيلة المواجهات المتواصلة في الأراضي المحتلة من السادس ديسمبر الجاري، بعد قرار الرئيس الأمريكي إلى عشرة شهداء بعد مقتل زكريا الكفارنة، البالغ من العمر 24 عاما وفلسطيني ثان لم تحدد هويته رميا بالرصاص على مستوى القلب بما يؤكد النية المبيتة لقوات الاحتلال لقتل المتظاهرين الفلسطينيين.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط الشهيدين على طول حدود قطاع غزة مع فلسطين المحتلة، بينما أصيب ستة آخرون بجروح متفاوتة خلال تلك المواجهات التي شارك فيها مئات الفلسطينيين احتجاجا على انتهاك الولايات المتحدة لإحدى أقدس المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلّة.

وكان إطلاق النار على مقعد فلسطيني على كرسي متحرك في قطاع غزة الأسبوع الماضي، أكبر جريمة تقترفها قوات الاحتلال وأثارت إدانة دولية واسعة وعكست درجة الحقد الذي تتعامل به مع المتظاهرين الفلسطنيين.

وشهدت مختلف المدن الفلسطينية أمس، «جمعة الغضب الثالثة» من خلال تنظيم مسيرات ومظاهرات احتجاجية في الضفة الغربية وقطاع غزة رفضا لقرار الرئيس ترامب، ما لبثت أن تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي عادة ما تلجأ إلى استخدام الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

وأكدت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني أمس، إصابة خمسة متظاهرين بالرصاص الحي حالات بعضهم وصفت بالخطيرة. 

ق. د