جدل حول دواعي الاحتفاظ بها في القارة العجوز

150 قنبلة نووية أمريكية تثير مخاوف الأوروبيين

150 قنبلة نووية أمريكية تثير مخاوف الأوروبيين
150 قنبلة نووية أمريكية تثير مخاوف الأوروبيين
  • 873
م. م م. م

أحيت وثيقة للجمعية البرلمانية للحلف الأطلسي أمس، الجدل في بلجيكا حول دواعي احتفاظ الولايات المتحدة الأمريكية بأسلحة نووية في إقليم فلاندر في شمال البلاد بعد أن خرج نواب من أحزاب المعارضة عن صمتهم مطالبين بروكسل بفتح نقاش شفاف حول هذه القضية وقول كل الحقيقة للشعب البلجيكي. 

واتهم صامويل كوغولاتي النائب عن حزب الإيكولوجيين سلطات بلاده بخرق معاهدة عدم الانتشار النووي لسنة 1968، شاهرا في ذلك مضمون هذه الوثيقة السرية التي أكدت على وجود قنابل نووية من نوع «بي ـ 61» المخزنة في الوقت الحالي في قاعدة عسكرية أمريكية بمنطقة كلاين بروجيل في شمال البلاد. وقال نائب المعارضة البلجيكية إن ذلك لم يعد سرا وكل الرأي العام في بلجيكا وكل العالم على دراية بوجود هذه الترسانة التدميرية في هذه القاعدة العسكرية.

وأضاف أن وثيقة حلف «الناتو» محل الجدل أكدت هذه الحقيقة التي أصبحت في متناول الجميع بما يستدعي فتح نقاش وطني شفاف والكف عن الكذب على الناس بخصوص هذه القضية الشائكة. وأكدت الوثيقة الأطلسية المسربة، والتي حملت توقيع نائب رئيس الجمعية البرلمانية لحلف «الناتو» الكندي جوزيف داي الذي أشار إلى وجود ست قواعد عسكرية تحوي حوالي 150 قنبلة نووية من نوع «بي ـ 61» التي تحتفظ بها الولايات المتحدة في أوروبا في سياق العلاقات البينية داخل الحلف الأطلسي. وأضافت الوثيقة أنه، بالإضافة إلى قاعدة كلاين بروجيل الموجودة في شمال بلجيكا، هناك قاعدتين أخريين في إيطاليا وواحدة في ألمانيا واثنتين في هولندا وواحدة في تركيا.

وكشفت الوثيقة أن هذه القنابل خاضعة لمسؤولية مباشرة للقوات الأمريكية العاملة في هذه البلدان وأن استعمالها لا يتم إلا بموافقة مسبقة من الرئيس الأمريكي. وسارعت قيادة حلف «الناتو» في أول رد فعل إلى تبرئة ذمتها من نشر هذه الحقائق وخاصة تفاصيل أماكن تواجد هذه القنابل والتي تم تسريبها الأسبوع الماضي على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار ضجة في بلجيكا وفي كل الدول الأوروبية وخاصة من جانب الأحزاب الإيكولوجية الأوروبية التي تناضل من أجل القضاء على هذه الأسلحة ومنع انتشارها.

واكتفى مصدر مسؤول في الحلف الأطلسي بالقول إن الوثيقة التي سربت في الحادي عشر من الشهر الجاري لا تحمل طابع الرسمية كونها مجرد مشروع تقرير صاغه نواب من الدول الأعضاء في المنتظم العسكري الأوروبي. ورفض ديديي رينديرس، الناطق باسم وزارة الدفاع البلجيكية من جانبه التعليق على مضمون هذه الوثيقة التي لم تستبعد عدة مصادر أن تتفاعل قضيتها وقد تصبح قضية رأي عام أوروبي رافض للهيمنة الأمريكية وسط حديث عن علاقات متوترة بين ضفتي الأطلسي على خلفية انتقادات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للدول الأوروبية واتهامه لها بعدم دفع أموال كافية لضمان أمنها.

يذكر أن هذه الوثيقة جاءت لتأكيد تصريحات سبق لوزير بلجيكي أن أدلى بها نهاية ثمانينيات القرن الماضي والذي اعترف بوجود أسلحة نووية في قاعدة كلاين بروجيل، حيث يوجد تشكيل عسكري أمريكي ولكنه لم يوضح حينها عددها ولا شروط استخدامها. وقال خبراء إن القنابل تتراوح قوتها التفجيرية بين «1 كيلو طن» و»340 كليو طن»، أي ما يعال 26 مرة القوة التفجيرية لقنبلة هيروشيما اليابانية سنة 1945.