بعد أن فشلت نداءات التوصل إلى وقف لإطلاق النار

215 شهيدا في اليوم التاسع من العدوان الإسرائيلي على غزة

215 شهيدا في اليوم التاسع من العدوان الإسرائيلي على غزة
  • 855
يُتوقع أن تشهد مدن قطاع غزة عملية تدمير لكل مبانيها؛ من منازل ومساجد ومستشفيات، بعد أن أمرت حكومة الاحتلال أكثر من 100 ألف فلسطيني، بمغادرة منازلهم؛ في رسالة واضحة أنها ستكون الهدف القادم لعمليات القصف الجوي الذي تعتزم تنفيذه خلال الساعات القادمة.
ويُجهل إلى حد الآن الهدف من مطالبة هؤلاء السكان بمغادرة منازلهم إذا سلّمنا بأنهم غادروها منذ الساعات الأولى لعمليات القصف، بعد أن تيقنوا أنها أصبحت الهدف المفضل لعمليات القصف الجوي الإسرائيلي، وهو ما جعلهم لا يفهمون أيضا تدمير مساكنهم بمثل هذه الهمجية، وهي ليست مراكز لعناصر المقاومة ولا منصات لإطلاق صواريخ القسام. 
وجاء وعيد الحكومة الإسرائيلية ولا شيء يوحي بأن الاحتلال سيوقف مذبحته المسلطة على رقاب المدنيين الفلسطينيين في اليوم العاشر للعدوان الجائر على قطاع غزة، الذي سجل إلى غاية أمس سقوط 214 شهيدا فلسطينيا في أكبر حصيلة قتل جماعي تنفّذها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. كما إنه لا شيء يؤكد وجود نية لدى المجموعة الدولية للتحرك بالجدية التي يستدعيها الموقف المأساوي من أجل وقف هذه المجزرة المتواصلة فظائعها ليل نهار منذ السابع جويلية الجاري، بعد أن واصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته ضد الأهداف المدينة في مدن القطاع، مخلفة نهار أمس استشهاد 15 فلسطينيا في قائمة تبقى مفتوحة أمام المنطق الجنوني الذي تبنته حكومة الاحتلال ضمن سياسة عقاب جماعي يرفضه المنطق الإنساني وكل الأعراف الدولية.
وكان ثلاثة فلسطينيين من عائلة واحدة من بينهم طفل في العاشرة من العمر وسيدة في الخامسة والستين، استشهدوا صباح أمس في مدينة خان يونس إلى الجنوب من مدينة غزة، بعد أن تعرضت سيارة كانوا على متنها لقصف صاروخي إسرائيلي، قبل استشهاد عضو رابع من نفس العائلة في الثالثة والثلاثين من العمر، عندما تعرّض مسكنهم لقصف مدفعي في مدينة خان يونس.
وعاشت مدن قطاع غزة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء ليلة حمراء جراء القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل عليها دون تمييز، في أكبر عملية دك لكل البنى التحتية ومنازل السكان، من بينها منازل لقياديين في حركة المقاومة الإسلامية.
ويبدو أن حكومة الاحتلال لم تهضم رفض هذه الأخيرة قبول وقف إطلاق النار الذي اقترحته مصر وأيدته مختلف العواصم الغربية، وهو ما جعله يلجأ ثانية إلى عمليات القنبلة الجوية من أجل الضغط على حركة حماس عبر سكان غزة، من خلال تدمير منازلهم والدفع بهم إلى الثورة عليها؛ من خلال تحميلها مسؤولية ما تعرضت لها ممتلكاتهم.
وهو النداء الذي استشعرت حركة "حماس" خطورته على صورتها بين سكان القطاع، وأصدرت أمرا مضادا، طالبت فيه السكان بعدم الاستجابة لأمر مغادرة المنازل، بقناعة أنها محاولة، الهدف منها زرع الفتنة والشقاق في الموقف الفلسطيني ضمن حرب دعائية اعتمدتها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين. وحسب عدة مصادر فإن السكان استجابوا لنداء حركة حماس، وبقناعة أنهم ليس لديهم إلى أين يذهبون.
ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية قُتل إسرائيلي في السابعة والثلاثين من العمر أمس في سقوط صاروخ للمقاومة على حدود قطاع غزة، عندما كان يقوم بتقديم المواد الغذائية لجنود الاحتلال.
بينما اعترفت حكومة الاحتلال بإطلاق قرابة ألف صاروخ من مختلف الأحجام والمسافات، وتمكنت فقط من اعتراض مائتي صاروخ، ولكنها رغم تسجيل أول قتيل في صفوف السكان وبقاء مئات العائلات في الملاجئ الأمنية، إلا أن الوزير الأول الإسرائيلي لم يجرؤ على إعطاء إشارة اجتياح القطاع برا، كما توعد بذلك، وحشد له أكثر من 40 ألف عسكرية وترسانة حربية غير مسبوقة.
وأرجع متتبعون إسرائيليون أن حكومة نتانياهو بدأت تستشعر مخاطر هذه المغامرة على الأرض؛ لقناعتها المسبقة بأن ذلك سيكلفها خسائر في الأرواح ستكون لها تبعات سلبية في أوساط الرأي العام الإسرائيلي، وهو ما جعلها تفضل استخدم الطائرات الحربية من أجل تفادي مثل هذه الخسائر.  
وهي الأساليب التي وصفتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، بالهجمات غير المشروعة وجرائم الحرب في نفس الوقت الذي اعتبرت فيه حركة حماس تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالدفاع عن النفس، بمثابة إعطاء الشرعية لحكومة الاحتلال في عملياتها، وكتحريض أمريكي رسمي لاستمرار الحرب على قطاع غزة.